احدث قرار وزير الإعلام أسامة هيكل بإلغاء 365 برنامجا يقدمها رموز الاذاعة وروادها ردود افعال غاضبة من جانب الرواد الذين وصفوا القرار بأنه متسرع ولم يجانبه الصواب وغير ديمقراطي وأنه كان يجب علي الوزير أن يحكم علي البرامج من حيث الشكل والمضمون وليس علي الاشخاص. أكد الرافضون أنهم قادرون علي الابداع وطالبوا هيكل بإعادة النظر وتقييم برامجهم بموضوعية لأن الابداع لا يرتبط بسن معينة.. لأن هناك فرقاً بين العمل الإداري والابداع. في البداية تقول نفيسة شاهين وكيل وزارة الإعلام السابق والاذاعية الشهيرة لا جديد بعد الثورة.. الوزير لا يعرفنا ونتساءل أين ديمقراطية الثورة بل وأين العدالة؟. أضافت: نحن علي مستوي من الكفاءة ومازلنا قادرين علي العطاء بأقل القليل من التكاليف وان المبالغ التي نتقاضاها تتراوح ما بين 900 جنيه لمن خرج علي المعاش وهو وكيل وزارة وتصل عند بعض الاذاعيين الكبار 500 و300 و200 جنيه لكن هذه المبالغ تشكل اهمية كبري لدي الكثيرين بجانب المعاش الهزيل الذي يتقاضونه. اشارت: لو تم الاستغناء عنا فسيضطر للاستعانة بمعدين من الخارج لايهمهم سوي المال بينما نحن نضحي من أجل الاذاعة التي أفنينا اعمارنا فيها وأدينا واجبنا في احلك الظروف. ونتساءل إذا كان الوزير يريد ان يوفر بضعة ملايين علي حسابنا.. فهل يستطيع ان يطبق ذلك مع الطبقة الراقية في المبني والتي يحصل أفرادها علي مئات الآلاف شهريا وما السقف الذي وضعه لمن يتقاضي 10 آلاف جنيه شهريا. وتقول د. أميمة كامل رائدة الإعلام العلمي بالاذاعة المفروض أن يكون الحكم علي البرامج وليس الشخص وهذا ما نحتاج إليه لقد غاب عن من اصدروا القرار أننا نختار الجيد الذي يثري الوجدان فالمذيع مبدع.. وهل يتم التعامل مع المبدعين وكأنهم موظفون! لابد من وجود معيار يطبق علي الجميع الفيصل فيه جودة البرامج! تؤكد الاذاعية الكبيرة نجوي الطوبي أن القرار لم يدرس جيدا من حيث اثاره السلبية والايجابية فعندما تلغي 365 رائداً ورائدة في لحظة واحدة فإن ذلك يحدث هزة في الاذاعة لأن هناك فرقا بين المبدع والموظف وبين العمل الإداري المرتبط بسن التقاعد فالعمل الابداعي والفكري لا يرتبط بسن معينة لكنه يربط بمدي القدرة علي العطاء فالعمر لا يؤثر علي الفكر أو القلم طالما كان المبدع قادرا علي العطاء فكيف يتم الاطاحة به وهو في سن النضج والخبرة كيف تصادر خبرات وعين الحياة والابداع بجرة قلم. اضافت: أن وجود الرواد ساهم في ريادة الاذاعة والحفاظ علي مكانتها حتي الآن فإذا كان لابد من وقف بعض البرامج فلابد من معيار موضوعي يتم علي اساسه الاختيار ويطبق علي الجميع حتي لا يحدث ظلم! وتتنهد في لوعة وحزن بالغ تعليقا علي القرار الإعلامية آمال العناني قائلة: ما أحزنني انني في ظروف عائلية صعبة فلم اعرف بالقرار إلا من خلال شخصيات ورموز المجتمع المصري ومن عديد من المستمعين وبعض الزملاء ذوي الخبرة وكلهم ابدوا دهشتهم واستنكارهم للقرار الذي صدم الجميع. اضافت: كنت أتمني قبل صدور هذا القرار أن تمحص هذه البرامج وتحدد معايير الابقاء عليها في اكثر البرامج التي تعلو بمحطاتها الاذاعية والتي تعتبر بصمة في كل محطة تبث منها وساتحدث فقط عن برنامجي "صالون القاهرة الكبري" الذي يعتبر اول برنامج اذاعي يسهم في دفع الجهود الذاتية والمشاركة الشعبية في حل المشاكل المختلفة وقد حصل علي جائزة أحسن سهرة علي مستوي الشبكات الاذاعية عام 89 وعلي جوائز محلية وعربية. تتمني ان يقيم كل خبير ليس فقط بأقدميته ولكن بتميزه وعطائه وقدرته علي العطاء. وللإعلامي الكبير مأمون النجار رأي في القرار يقول: مع احترامنا لوزير الإعلام وهو الصحفي الكبير ويعرف أن العمل الاذاعي مهنة وليس مجرد وظيفة ولهذا فإن الاذاعيين الذين سيتم ابعادهم بسبب القرار تعرضوا في واقع الأمر لظلم شديد فقد صدموا بهذا القرار الذي اهدر تاريخهم موضحا كما أنه اظهر تفرقة صارخة بينهم وبين زملائهم علي نفس المستوي موضحا إذا كانت مسألة العجز المالي هي المبرر لهذا القرار فكان من العدل ان ينسحب القرار علي الجميع وليس علي مجموعة دون غيرها. والآثار السلبية لهذا القرار أدبية اكثر منها مادية وكان لابد ان يؤخذ في الاعتبار ان الاجور التي كان يتقاضاها هؤلاء لا تساوي شيئا امام عطائهم الحقيقي مطالبا اذا امكن إلغاء هذا القرار سيكون مكسبا للاذاعة والعمل الاذاعي بوجه عام ومن المناسب أن يقال ايضا انه من العدل ان نقارن الاذاعيين بنظرئهما من الصحفيين فالمعروف ان الصحفي يستمر دون انقطاع حي لو ترك موقعه في الصحيفة. وتقول أمينة صبري انها في غاية الدهشة من هذا القرار المفاجئ وغير المدروس وعلي اي معايير استند هذا القرار في اختيار البعض وتجاهل البعض الآخر من الذي اختارهم دون غيرهم وعلي أي اسس وعلي أي معايير تحت الاختيارات وأين الشفافية والعدالة وهل تم عمل استطلاع لرأي المستمعين في هذه الاختيارات أم ان المسألة مزاجية وعشوائية فقط. كيف يوجه اسامة هيكل هذه المهانة لكبار الاذاعيين الذين شكلوا جزءا من الوجدان الثقافي والفن والرياضي والسياسي للشعب المصري دون الذي يحكم علي هؤلاء الكبار ألم يكن من الاجدي ان يدرس هذه المسألة مع بعض المسئولين الحاليين وبعض رموز الاذاعة الذين اطاح بهم لكي يخرج بمشروع متوازن موضوعي عادل قبل ان يأخذ مثل هذا القرار. وتساءلت: ألا يعلم أن هؤلاء اصحاب مواهب ابداعية لا يستطيع ان يسلبهم اياها. تطالب نبيلة سنبل بإلغاء هذا القرار وإعادة الأمور إلي ما كانت عليه مشيرة أن ما تتقاضاه عن هذه البرامج يعتبر فتات بالنسبة لما يحصل عليه اهل الحظوة ممن يتقاضون الآلاف. وتشير هدي العجيمي إلي أن هذا الجيل الذي استبعد بجرة قلم هو الذي حمي الاذاعة من الهبوط والتدني ولم يعرضها للهزات التي تعرض لها التليفزيون بعد أن فقد كوادره القديرة منذ سنوات مؤكدة لقد حافظنا علي الدور التنويري والتثقيفي للاذاعة المصرية واجتزنا معها كل الازمات التي مر بها الوطن بنجاح وعملنا بجد وماخلاص لكي يتفهم شعبنا بالدور المنوط به وجيلنا مازال قادرا علي العطاء وتساءلت كيف يستثني القرار 11 من الرواد المبدعين وعلي أي معايير فهذا الاستثناء لا يحقق العدل والمساواة ويعود بنا إلي الوراء.