** قديماً كانت المرأة تناضل وتكافح حتي يكون لها الحق في العمل وبعد صراع طويل استطاعت أن تنزع حقها ونزلت إلي سوق العمل وتبوأت أعلي المناصب وأصبحت وزيرة ورئيسة مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة للعديد من الشركات. والآن تواجه المرأة مشكلة جديدة أصبحت تهدد استقرار البيت خاصة في ظل ارتفاع الأسعار ووجود الأزمة الاقتصادية.. بعد أن أصبح الزوج يطالبها بصرف راتبها علي البيت.. مما دفعها إلي الدخول في مشكلة مع الزوج انتهت في العديد من الحالات بالانفصال والطلاق بينما يدفع الأبناء الثمن في النهاية. السؤال الذي يفرض نفسه: هل مرتب الزوجة من حق الزوج.. أم أنه باعتباره رجل البيت مسئولاً عن كل نفقات البيت دون أن يقترب من مرتب زوجته؟! تقول مديحة عبدالصبور موظفة فوجئت بزوجي بعد عامين من زواجنا يكشف عن وجهه "المادي" بعد أن رزقنا الله بطفلة يطالبني بالإنفاق من راتبي علي الطفلة بدعوي أن راتبه ينفد بسبب إيجار الشقة ومصاريف المعيشة.. ولم يكتف بذلك بل أصبح يطالبني بالحصول علي راتبي كاملاً وهو ما رفضته تماماً ودبت المشاكل بيننا حتي تقدمت بدعوي خلع لأنني أرفض التفريط في راتبي.. كما أنه لم يشترط علي قبل الزواج أن يحصل علي راتبي!! وتضيف كاملة محمود مدرسة بإحدي المدارس الخاصة المرأة العاملة يجب أن تشعر بأن راتبها ملك لها تتصرف به كما تشاء دون تدخل الزوج.. ولا يجوز للزوج أن يفرض عليها المساهمة في دفع إيجار الشقة الشهري أو قسط المدرسة أو السيارة مشيرة إلي ضرورة أن تتفق الزوجة مع زوجها قبل الارتباط علي التعاون بين الطرفين لتحقيق السعادة للأسرة وأن تدخر جزءاً من راتبها لتحتفظ به لنفسها ولحاجاتها الخاصة. وتقول رشا متولي مهندسة معمارية إن مرتب الزوجة أصبح الآن عامل جذب في اختيارها شريكة المستقبل من قبل الشباب خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها شباب اليوم بسبب ارتفاع أسعار الشقق ومستلزمات المنزل وبالتالي أصبح الزوج ينظر إلي مرتب زوجته كجزء أساسي من دخل الأسرة ويطلب أن يكون تحت تصرفه للإنفاق منه علي أمور البيت المتعددة باعتبار أن مساهمة المرأة في مصروف البيت تأتي من باب المساواة بين الرجل والمرأة في تحمل الأعباء المشتركة وبخاصة توفير حاجات المنزل. وتقول مني إسماعيل مدرسة ثانوية رياضيات لقد تسبب مرتبي في مشاكل كثيرة ومتعددة مع زوجي فبعد زواجنا كنت أعطي لزوجي كل راتبي وكنت أقول إن هذه مسئولية يجب أن أتحملها معه خاصة في ظل الأزمات المالية والأوضاع الاقتصادية الصعبة.. ولكنني شعرت بعد ذلك أن زوجي يعتبر ذلك حقاً أصيلاً من حقوقه.. كما وجدته يساعد أهله بمبالغ كبيرة بينما لا أقدم أنا أي مساعدة لأسرتي كما أنني لاحظت أنه ينفق علي أموره الشخصية أكثر بكثير مما ينفق علي البيت ولذلك قررت أن أحتفظ براتبي وحدثت مشاكل كثيرة كادت تؤدي إلي الطلاق وتدخل فيها الأهل وحكموا بأن أساهم بنصف راتبي في مصروف البيت وأحتفظ لنفسي بالنصف الآخر. وتقول الدكتورة سميرة شندي أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس إننا نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة تقتضي من الجميع التعاون حتي تسير سفينة الحياة إلي بر الأمان ولذلك فمن غير المعقول أن تعمل الزوجة وتحصل علي راتبها وتضعه في جيبها وتترك زوجها يواجه مصيره بنفسه دون مد يد العون لمساعدته فالحياة الزوجية الحديثة هي شراكة تقتضي مساعدة كل طرف للطرف الآخر وعلي الطرفين أن يبتعدا عن الأنانية وحب الذات. وتقول الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن مسئولية البيت لا تقع علي الرجل فقط ولكنها تقع علي عاتق الزوجين وإلا فلماذا تخرج المرأة من منزلها وتتخلي لبعض الوقت عن مسئوليتها الأسرية إلا لكي تساهم في الجوانب المادية أما إذا كان الزوج متيسراً مادياً ولا يحتاج لهذا الراتب فهي أولي به وفي الأساس فإن لها حق التصرف فيه بالادخار أو حتي التصدق بجزء منه كما تري هي. وتقول الدكتورة آمنة نصير أستاذ الفقه والعقيدة بجامعة الأزهر وعميدة كلية البنات سابقاً إن عمل المرأة حق أصيل قال تعالي "لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثي" فهذا العمل حق سواء للرجل أو الانثي!! فمن المروءة مادام أن المرأة تعمل ولها دخل وشريكة في بناء هذه الأسرة فعليها المساهمة والمشاركة في ظل هذا الغلاء وهذا يعتبر كرماً وعطاء منها!! أضافت: هناك من يستندون إلي الآية الصحيحة في القرآن الكريم "الرجال قوامون علي النساء" وبالفعل للرجال حق القوامة والإنفاق ولكن المشاركة من باب المروءة والرضا بالنفس بين الزوج والزوجة وليس بالإكراه لأن ذلك يولد الكراهية والحقد بينهما وينعكس بالتالي علي الأبناء!! استطردت قائلة: مادامت الزوجة مشاركة في بناء الأسرة فعلي الزوج ألا يحاسبها كموظف الضرائب.. ومن حقها ادخار جزء من مالها. أشارت إلي أن من حق الزوج أن يرفض خروج زوجته إلي العمل مادامت الأسرة لا تستفيد من هذا الخروج علي الرغم من حاجتها إليه ولكن من باب الرضا والمروءة عليها المساهمة والمشاركة في المنزل حتي لا تتسع الفجوة بينهما ويترتب عليها حالات طلاق وخلع.