يخوض فريق الأهلي واحدة من أصعب مبارياته في دوري أبطال إفريقيا عندما يلاقي الليلة في تمام الحادية عشرة مساء بتوقيت القاهرة مضيفه المولودية الجزائري بملعب 5 يوليه ضمن مباريات الجولة الرابعة من دور الثمانية. تكمن صعوبة المباراة في كونها فاصلة ومحددة لمشوار الأهلي في الدوري الإفريقي ومنافسته علي التأهل إلي المربع الذهبي للبطولة. ويحتاج الأهلي إلي الفوز فقط ليضمن لنفسه استمراراً آمناً في التنافس علي إحدي بطاقتي التأهل لهذه المجموعة وأي نتيجة غير الفوز تضعف آماله بشدة وتقترب بالوداد المغربي والترجي التونسي من الصعود. الأهلي يملك أربع نقاط ويحتل المركز الثالث والمولودية لديه نقطة وحيدة من ثلاث مباريات لكل فريق منهما وبغض النظر عن نتائج الآخرين فإن الفوز وحده فقط يضمن للأهلي الاستمرار في المنافسة والحفاظ علي آماله في التأهل خاصة أن الفريق لديه مباراة في الجولة الخامسة خارج ملعبه أمام الوداد المغربي. لذا فإن مصير الأهلي معلق اليوم في ملعب 5 يوليو وسط الجماهير الجزائرية وأمام فريق آماله ضئيلة جداً في المنافسة ويحتاج إلي معجزة كروية بالفوز في مبارياته الثلاثة اعتباراً من لقاء الليلة مع انتظاره لنتائج المنافسين أيضا. وعلي الرغم من احتياج الأهلي الشديد للفوز إلا أن المتوقع عدم بدء الأهلي للمباراة مهاجماً من البداية حيث سيلعب الفريق بهدوء دون تعجل للفوز تفادياً لحمي البداية من الفريق صاحب الملعب دائماً الذي يشن هجوماً مكثفاً لهز شباك الخصم مبكراً. وسيلعب الأهلي بحذر دفاعي من خلال السيطرة علي منطقة الوسط وتأمين الجانبين لأن أي هدف مبكر سوف يزيد من صعوبة اللقاء بالنسبة للأهلي. ويعتمد الأهلي في منطقة الوسط علي الثلاثي محمد شوقي وحسام عاشور وشهاب أحمد والأخير سيلعب دوراً مزدوجاً من خلال النزعة الهجومية التي يتمتع بها مع استثمار قدراته في التسديد من مسافات بعيدة في حين سيتفرغ شوقي وعاشور لدعم خط الدفاع وضبط الإيقاع في وسط الملعب. ومع ثلاثي الوسط سيكون الأقرب للمشاركة في خط الدفاع وائل جمعة ورامي ربيعة ومحمد نجيب وسيد معوض وشريف عبدالفضيل. وهناك احتمال غير قوي بإشراك الصاعد أحمد نبيل مانجا في مركز الظهير الأيمن من البداية وفي هذه الحالة يلعب شريف عبدالفضل مدافعاً ويخرج محمد نجيب إلي دكة البدلاء. وفي خط الهجوم سيلعب محمد أبوتريكة وبجواره عماد متعب نظراً لما يتمتع به كل منهما من خبرة كبيرة في مثل هذه المباريات الإفريقية الصعبة وقدرتهما علي تحمل كل الضغوط واللعب بثبات وتركيز. أخيراً يتبقي أحمد عادل عبدالمنعم في حراسة المرمي الذي يحظي باهتمام شديد من جانب الجهاز الفني لتأهيله نفسياً كما يجب وعدم تأثره بأية ضغوط جماهيرية خلال اللقاء. ويملك المدير الفني لفريق الأهلي جوزيه أوراقاً أخري أمثال وليد سليمان والسيد حمدي وأيمن أشرف ودومينيك وجدو ومحمد فضل وليس مستبعداً أبداً الدفع بأي منهم من البداية تبعاً لرؤية المدير الفني. في المقابل يسعي عبدالحق مقلاتي المدير الفني المؤقت للمولودية إلي تحقيق هدفين حصد الثلاث نقاط والثأر من الخسارة في القاهرة بهدفين للاشيء. ومن المنتظر أن يجري مقلاتي عدة تغييرات في تشكيل الفريق بالدفع ببعض اللاعبين من البداية لم يشاركوا في اللقاء السابق مثل المهاجم داودي والكاميروني مونبيونج بينما يعود للدفاع عبدالقادر بصغير ورضا بابوش. ويراهن كل فريق الليلة علي رهان معين خاص به فالأهلي رهانه خبرة نجومه في المقام الأول والرغبة القوية في مواصلة المشوار نحو التأهل والوصول إلي المربع الذهبي ثم النهائي فالتتويج والعودة إلي مونديال الأندية مرة أخري مما يعني أن هناك حافزاً وهدفاً أمام الجميع. بينما المولودية يراهن علي الجمهور من خلال إقامة المباراة في الجزائر وإن كان هذا ليس سبباً كافياً لتحقيق الفوز خاصة ان المولودية تعادل في أول مباراة علي أرضه ووسط جماهيره أمام الترجي التونسي. ومباراة الليلة تقام تحت إطار الصراع الكروي المصري الجزائري لذا تم تأمين الملعب من جانب الأمن الجزائري بعدد ثلاثة آلاف شرطي وجندي حتي تخرج المباراة إلي بر الأمان دون حدوث ما يعكر صفوها تحت أي ظرف من الظروف وهو ما نتمناه بالفعل أن المواجهة في النهاية ما هي إلا مباراة كرة قدم لا أكثر ولا أقل.