يوم الامتحان يكرم المرء.. أو يهان.. هذا هو لسان حال الأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني لمنتخب مصر الوطني عندما يدخل غداً أصعب اختبار له منذ توليه مهمة تدريب الفراعنة الذي يواجه فيه منتخب الكونغو في عقر داره ووسط جماهيره بالعاصمة برازافيل في ضربة البداية لمشوار حلم ملايين المصريين في تصفيات قارة أفريقيا المؤهلة لمونديال عظماء الكرة العالمية بروسيا ..2018 فإما أن ينجح كوبر في هذا الاختبار فنرفع القبعة لهذا الخواجة ونصفق له لأنه وضع الفراعنة علي الطريق الصحيح لبلوغ حلم المونديال الذي ننتظره منذ 28 عاما.. أو أن يخفق فنحاسبه ونطالبه بالبدء في حزم حقائبه استعدادا للرحيل إذا لم يتمكن من تحقيق هذا الانجاز الذي من أجله تعاقدنا معه بعد أن فاض الكيل.. وطفح مع أكثر من مدرب ما بين وطني وأجنبي فشلوا جميعا في تحقيق هذا الحلم.. وكان آخرها فضيحة الأمريكاني برادلي الذي قاد المنتخب للخسارة بنصف دستة أهداف من فريق نجوم غانا السوداء في المحطة الأخيرة للتصفيات المؤهلة لنهائيات مونديال البرازيل ..2014 ولعلنا نتفق أن كوبر تولي المسئولية الفنية للفراعنة في توقيت مناسب للغاية حصل خلاله علي فرصة كافية للتعرف علي الكرة المصرية وطبيعة وامكانيات لاعبينا والمسابقات المحلية ولا أحد ينكر إنه خلال هذه الفترة استطاع أن يقود الفراعنة للعودة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية بالجابون 2017 بعد غياب ثلاث بطولات متتالية.. وهذه الخطوة أراها تصب في مصلحة كوبر لأنه حقق به أحد الأهداف المطالب بتحقيقها مع منتخب الفراعنة عند التعاقد معه.. ولكن لابد أن نتفق أن التأهل لنهائيات الأمم الافريقية لا يمكن القول انه حقق انجازا أو أضاف جديدا للكرة المصرية لأن وجود الفراعنة بنهائيات الأمم الأفريقية أري انه من البديهيات فنحن أصحاب الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم الافريقية "7" مرات.. ولكن الانجاز الحقيقي الذي من شأنه أن يسعد الشعب المصري بأسره وجعله يفتخر بمنتخب الفراعنة هو اللعب مع عظماء الكرة العالمية بمونديال روسيا.. كما أن الوصول لهذا الحفل العالمي للساحرة المستديرة يعتبر المعيار الحقيقي لمدي ما حققته بلدان العالم من تقدم وتطور في فنون اللعبة معشوقة الملايين علي سطح الكرة الأرضية ولعل قيام اتحاد كرة القدم برئاسة المهندس هاني أبو ريدة بإعلان انطلاق تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم بروسيا تحت شعار "كلنا" منتخب مصر والتنسيق مع مسئولي استاد برج العرب العملاق بالاسكندرية علي وضع هذا الشعار علي كافة جوانب ومدرجات الاستاد يعد بمثابة رسالة قوية ومهمة للاعبي المنتخب ومدربهم كوبر تعكس مدي أهمية تحقيق حلم وصول الفراعنة للعالمية للملايين من عشاق الكرة المصرية وهو ما يعني مطالبتهم ببذل أقصي ما لديهم من جهد في مشوار التصفيات وتوظيف خبراتهم جميعا بإخلاص وبروح الجماعة وانكار الذات من أجل تحقيق المصلحة العليا لمنتخب الفراعنة والوصول بالحلم الكروي المصري لأرض الواقع بأن نري نجومنا ينافسون ويتبارن مع عظماء الكرة العالمية بروسيا في أيام تاريخية لا تنساه الشعوب وتظل محفورة في ذاكرتهم علي مدار السنوات وأنا لست في حاجة لأن أذكر كوبر ولاعبينا ان القرعة خدمتنا ووضعتنا في أسهل مجموعة لأنه حسابيا علي الورق فالمفترض أن نفوز في مبارياتنا الأربع مع كل من الكونغو وأوغندا ذهابا وإيابا ليبقي أمامنا المنافس الوحيد وهو المنتخب الغاني الخطير صاحب الخبرات والمشاركات شبه الدائمة في المونديال ولكن لو نجحنا في الفوز عليه في المباراة الاولي بالإسكندرية في شهر نوفمبر القادم بشرط العودة من الكونغو غدا بالنقاط الثلاث فإننا مع تلك البداية القوية وهذا التفوق المبكر نستطيع أن نقول اننا وضعنا إحدي قدمينا بالعاصمة الروسية موسكو فهل ننتظر من منتخبنا بقيادة نجومه محمد صلاح وباسم مرسي ومحمد عبدالشافي والنني وأحمد الشناوي اسعادنا بالفوز علي الكونغو في المحطة الاولي للحلم الكروي المصري مع كوبر الأرجنتيني.