التفوق الذي حققته الكرة المصررية في الساعات الأخيرة الماضية علي شقيقتها الكبري الأفريقية بقوة دفع ثلاثية بداية من الفوز الغالي جداً للقطبيبن الزمالك والأهلي علي كل من سانجا الكونغولي 3/1 والأفريقي التونسي بضربات الجزاء الترجيحية وصعودهما معاً لدوري المجموعات بكأس الكونفدرالية الأفريقية وصولاً لتغلب منتخب الفراعنة علي فريق مالاوي 2/1 في اللقاء الدولي الودي الذي جمعهما معاً استعداداً لخوض تصفيات كأس الأمم الأفريقية.. هذا التألق للاعبي الكرة المصرية في هذا التوقيت يؤكد علي أرض صلبة ان منتخب مصر الوطني بات جاهزاً معنوياً وفنياً وبدنياً لضربة البداية في رحلة التصفيات بالأدغال الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأفريقية والتي سيواجه فيها منتخب تنزانيا الأحد القادم بأرض الوطن في أول تجربة واختبار رسمي للمنتخب مع مديره الفني كوبر الأرجنتيني. صحيح ان فريق الأهلي عاني كثيراً حتي تمكن من حسم مباراته مع الأفريقي التونسي ولكن لابد ان نتفق ان ما حققه لاعبوه يعد إنجازاً بالمقارنة بالظروف الصعابة التي أقيمت فيها المباراة والمتمثلة في مواجهة بطل الدوري التونسي وهو بكامل نجومه والذي أثبت في لقاء الذهاب بالقاهرة انه فريق كبير مترابط يتمتع لاعبوه بالوعي التكتيكي والمهارات الفردية والخبرات المتنوعة.. كما ان الأهلي لعب تحت ضغط عصبي بسبب نتيجة هذه المباراة التي انتهت 2/1 بالإضافة لكثرة الإصاباب في صفوفه ولكن الروح القتالية العالية ووثقة وخبرات لاعبي الأهلي كانت وراء تماسكهم واحتفاظهم بتركيزهم في الملعب في أصعب اللحظات فتعاملوا بشجاعة وهدوء الفرق الكبيرة مع جماهير الافريقي ونجومه الخطيرين.. فكان النصر حليفهم.. أما زمالك "الأحلام" فقدم عرضاً رائعاً سيطر خلاله علي مجريات اللعب وامتلك نجومه ببراعة بقيادة الرباعي الموهوب إبراهيم صلاح وعمر جابر وأيمن حفني وحازم إمام زمام وقيادة المباراة وترجم هذا التفوق الميداني والسيادة علي مجريات اللعب بثلاثة أهداف.. فرغم ان مباراة الذهاب انتهت في الكونغو لصالح فريق سانجا بعد تعرض الزمالك لظلم تحكيمي فاضح ولكن نجومه قبلوا التحدي وأثبتوا منذ البداية انهم الأكثر خبرة والأفضل مهارة وتكتيكاً بجانب ارتفاع معدلات اللياقة أحد الأسلحة التي بات يتمتع بها نجوم الزمالك والأهلي مع اقتراب الموسم من النهاية ووصولهم لقمة فورمتهم الفنية.. وعندما يفوز المنتخب علي مالاوي ودياً بدون نجوم الماردين الأبيض والأحمر فهذا يعني ان كوبر ليس لديه حجة خاصة ان المحترفين أثبتوا أيضاً انهم جاهزون ليقدم كل منهم أفضل ما لديه في حالة اختياره في تشكيلة المباراة الرسمية.. ولكن المهم ان يتمكن الأرجنيتني من توظيف هذا العدد الكبير الجاهز من نجوم الكرة المصرية محليين ومحترفين ليقدم لنا نفسه ويكشف عن امكانياته التدريبية و قدراته وخبراته في رؤية الملعب والتعامل مع ظروف المباراة وطبيعة المنافس والمهم ان يتذكر ان كل عناصر النجاح وبدرجة امتياز في امتحان تنزانيا متوفرة وتحت وبين يديه ليحقق فوزاً حاسماً فالفريق الضيف ليس من القوي الكروي العظمي بأفريقيا والمبارة علي ملعبنا.. وهذا اللقاء ننتظر فيه ومعنا الجماهير ان نشاهد منتخب الفراعنة المصري الجديد القادر علي استعادة ا لوجه المشرق للكرة المصرية.. منتخب له أنياب يتمتع بشخصية وأسلوب واضح في الملعب.. منتخب شاب يتميز بالحيوية والنشاط والقو ة منتخب حالم وطامح في ان يعيد أزمجاد الفراعنة ليس فقط في الصعود لنهائيات أمم افريقيا بالجابون بيل المنافسة علي كأسها وتحقيق الإنجاز الأغلي والأعظم والأهم بالتأهل لنهائيات مونديال العظماء بروسيا .2018