أعتقد أنني أول كاتب صحفي استنكر تصريحات النائب إلهامي عجينة عن الكشف عن عذرية بنات الجامعات في مصر للتأكد من الحد من الزواج العرفي.. وقلت إنني ارفض هذا الاقتراح جملة وتفصيلا.. وأي أب أو أم عندهما نخوة وخوف علي ابنتهما الجامعية لابد ان يرفضا هذا الاقتراح لأن فيه مهانة بالطالبة الجامعية ومهانة لأسرتها. وأكدت أنه في حالة تطبيقه سوف ينظر الأب والأم إلي ابنتهما بخلوها من العيب بدلا من انتظار شهادتها بأنها ناجحة في دراستها بالجامعة.. وأكدت أن اقتراح عجينة مردود عليه ولن يتبناه البرلمان ولا الإعلام وسيرفضه رؤساء الجامعات لأن فيه انتهاكا لشرف الطالبة الجامعية وفيه عدوانا صارخا علي الأسرة والمجتمع. هذا كان رأيي في اقتراح النائب البرلماني إلهامي عجينة الذي تبنته جموع الشعب في المجتمع المصري. وشنت النائبات بمجلس النواب وسيدات مصر كلها هجوماً شديداً علي تصريحات عجينة واعتبرت أنه اهان الشعب المصري كله وليس السيدات فقط. وقد احال الدكتور علي عبدالعال رئيس مجلس النواب النائب الهامي عجينة إلي لجنة القيم علي خلفية مطالبته بتوقيع كشوف العذرية علي طالبات الجامعات كمقترح منه لمواجهة الزواج العرفي. وتنص المادة رقم 381 من الفصل الخامس باللائحة الداخلية لمجلس النواب الخاص بالجزاءات البرلمانية كما نشرها الموقع الالكتروني لصحيفة "اليوم السابع" علي أن يوقع علي العضو الذي يثبت أنه أخل بواجبات العضوية أو ارتكب فعلا من الافعال المحظورة الجزاءات التالية: أولا: اللوم.. وثانيا: الحرمان من الاشتراك في وفود المجلس طوال دوره الانعقاد.. وثالثا: الحرمان من الاشتراك في أعمال المجلس مدة لا تقل عن جلستين ولا تزيد عن عشر جلسات.. ورابعا: الحرمان من الاشتراك في أعمال المجلس لمدة تزيد عن عشر جلسات ولا تجاوز دوره الانعقاد.. وخامسا: اسقاط العضوية. وأنني أناشد مجلس النواب الموقر أن لا يلجأ إلي البند الخامس في العقوبات وهو اسقاط عضوية النائب.. لأن لو فعل ذلك ستكون هي العقوبة الثانية في تاريخ المجلس بعد اسقاط عضوية النائب توفيق عكاشة. إنني أربأ بمجلسنا الموقر ان يكون دوره هو اسقاط عضوية النواب ما لم يكن قد ارتكب خيانة للبلد. وحتي لا يقال إن مجلس الأمة المصري كل همه اسقاط عضوية نائبيه!! وقعوا علي النائب الهامي عجينة كل بنود الجزاءات إلا البند الأخير.. وعلي النائب أن يصدر بيانا يعتذر فيه عن اهانة طالبات الجامعة وإهانة سيدات مصر والشعب المصري بأكمله.. ويتضمن هذا البيان اعترافه بأنه وقع في خطأ فظيع ولم يكن يدري أنه يمكن ان يقصيه عن عضوية المجلس. وأن يتضمن الاعتذار أنه اخطأ في حق عضوات المجلس من السيدات.. ويطلب منهن الصفح عما ارتكبه في حقهن وحق بنات الجامعات وأن يذاع هذا الاعتذار في المجلس وتنشره جميع الصحف والفضائيات. انني اعتبر أن مجلس النواب الحالي هو بمثابة فترة تدريب لمعظم النواب باعتبارهم اعضاء جددا علي المجلس.. والأمر يستحق ان نعطيهم تلك الفرصة.. واقترح علي المجلس ان ينظم دورات لنوابه في كيفية التعامل مع مشكلات مصر. ويكون ايجابيا في حل هذه المشكلات.. ويا حبذا لو أن هذه الدورات قد سبقت اجتماع المجلس.. ولكن كما يقول المثل العربي "سبق السيف العذل" واصبحنا امام أمر واقع.. فلابد من حل مشكلات الاعضاء بطرق قويمة. وانصح النائب الهامي عجينة بأن يتروي في اقتراحاته الخارجة عن المألوف ويدرس ما يمكن ان تؤدي إليه من نتائج.. ويشغل نفسه بمشاكل مصر وما اكثرها ويعد لها الاقتراحات الايجابية.. فهذه مهمة النواب.