يظل المريض دائماً علي أمل في الشفاء بحثاً عن طبيب يصارحه بحقيقة مرضه وأسلوب العلاج فإذا جاء الطبيب إليه محدداً مرضه ومصارحاً له بأن الأسلوب الأمثل لعلاجه هو الجراحة تجده مهموماً حزيناً.. بعدد سبل الهروب من الجراحة التي هي علاجه الوحيد. هذا هو حال السياحة العلاجية في مصر.. فرغم امتلاك المحروسة لكل سبل دعم وتنشيط السياحة العلاجية وجذب الباحثين عن الشفاء اعتمادا علي أحدث سبل العلاج والاستشفاء البيئي إلا ان محصلة ذلك لا تزال صفراً وحينما فكرت وزارة الصحة والسكان في بنيان السياحة العلاجية في مصر لنسلط الأضواء علي إمكانات مصر العلاجية ضمن خطة مدروسة ومتكاملة. حاول البعض الوقوف في وجه محاولات النهوض بالسياحة العلاجية بزغم ان ذلك نوع من البذخ في الإنفاق الحومي. حاول البعض الربط بين محاولات وزارة الصحة من ضغط إنفاقي يصل لحدود لا يمكن تصورها إلا لو عشتها بنفسك هو صورة صادقة وحماية فعلية للمال العام فلا يقدم طلب إلا ويمر علي لجان عديدة محايدة لإصدار حكم في شراء أو بناء اي عمل صحي وتكون خلاصة تلك اللجان وتلك الدراسات ان كل جنيه يذهب إلي مكان يستحقه. ولكن السعي نحو السياحة العلاجية وجذب الأخوة العرب سيزيد من دخل المستشفيات ووازرة الصحة كدخل ذاتي يساهم في تخفيف العبء علي الدولة بنظام تطوير العلاج الاقتصادي وهو نظام يطول شرحه ومن خلال دراسة جدوي بسيطة تمت بالفعل في هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية نجد ان ما سيدخل خزانة الدولة والقطاع الصحي يفوق الصرف علي هذا المشروع والبدء فيه فالهدف أساساً تطوير السياحة العلاجية التي تأخرنا سنوات وسنوات في جذبها الأمر الذي دفع ببعض البلدان العربية رغم حبها لمصر واحترامهم له إلا أنهم لجأوا لدول أخري يدفعون لها الملايين سنوياً للعلاج وعيونهم علي مصر يتساءلون أين أنت يا أم العرب في السياحة العلاجية وهذا كلام العرب ذاتهم وليس أوهاماً. ان مصر آن لها جذب العلاج العربي والأفريقي فهل نبدأ لتحقيق الأمل أم نظل علي ما نحن فيه وقد سبقتنا الدول في السياحة العلاجية منذ سنوات وخاصة الدول العربية. لقد سبق للدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق ان بدأ خطوات جادة في السياحة العلاجية في مصر واقام مبني بجوار معهد ناصر لاستقبال المراضي الوافدين فيه لكن كل هذا توقف بفعل فاعل حتي لا تنهض السياحة العلاجية في مصر.