الشيخ محمد محمد الإبياري رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنوفية الأزهرية التحق بكتاب قريته كفر البتانون مركز شبين الكوم وهو في الخامسة من عمره وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في الحادية عشرة . حصل علي درجة الليسانس من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر عام 1974. ثم عين مدرساً بمعهد شبين الكوم الديني. ترقي في المناصب من مدرس أول ووكيل ثم شيخاً للمعهد لمدة 10 سنوات فمديراً عاماً له عام 2003 وأخيراً تولي منصب رئيس الإدارة المركزية للمنطقة في عام .2006 "المساء" انتقلت إليه وحاورته عن ذكرياته مع شهر رمضان المبارك. ذكريات الطفولة * كيف كنت تقضي رمضان في طفولتك؟ ** قال الشيخ الإبياري كطفولة ابن القرية الذي يعيش مع والديه. كنت أذهب إلي المدرسة الابتدائية ثم "الكتاب" لحفظ القرآن الكريم ثم العودة إلي المنزل مرة ثانية قبل صلاة المغرب. وكنا نقف أمام المسجد أنا وزملاء سني لنري ونسمع صوت المؤذن الذي يعلو سطح المسجد وبمجرد أن ينطق بكلمة "الله" وقبل أن يكمل "أكبر" نطير فرحاً ذاهبين إلي بيوتنا لإخبار أسرنا بأن المغرب حان وقته.. وقد بدأت الصوم يوماً كاملاً وأنا ابن "11 عاماً" في الصف الخامس الابتدائي بمدرسة القرية. وكنا في رمضان نحرص علي الاستيقاظ وقت السحور لسماع صوت المسحراتي وهو ينادي علي أهل المنطقة بيتاً بيتاً بالاسم حاملاً طبلته ولا يغادر المنزل إلا بعد التأكد من استيقاظ صاحبه. ثم نمسك عن الطعام عندما يصعد المؤذن للاستغاثة قبل أذان الفجر ليعلن وقت الإمساك ويقول "اشرب وامسك يا صائم" ثم نصلي الفجر مع آبائنا في المسجد ونعود إلي بيوتنا ننام حتي موعد المدرسة. أوضح أن أبناه ليس فيهم خريج أزهر وذلك لعدم وجود معهد أزهري بالبلدة في تلك الفترة. لذا اتجهوا جميعاً إلي التعليم العام ولوعاد الزمان به والمعهد الآن بالقرية لكان أبناؤه كلهم من خريجي الأزهر.. مشيراً إلي أنه التحق بالأزهر بعد إنهائه المرحلة الابتدائية بمدرسة البلدة وذلك عن طريق مسابقة في حفظ القرآن الكريم وكان المعهد علي بعد 4 كيلو مترات بقرية البتانون المجاورة ويضطر للسير علي الأقدام ذهاباً إليه وإياباً منه. أضاف أنه صعد المنبر وهو في الصف الرابع الثانوي ومارس الخطابة في تلك المرحلة في غير المسجد وبالتحديد في طابور الصباح بالمعهد وكان من أعز زملائه د. محمد سيد أحمد المسير "رحمه الله" ابن قرية كفر طبلوها مركز تلا. منوفية. فوانيس الاتحاد الاشتراكي * ما الفرق بين رمضان زمان وهذه الأيام؟ ** أوضح أن رمضان هو رمضان بكل ما يحمله من معان. فمازالت الفرحة تعم البيوت خاصة في القرية والأهالي ينتظرونه.. لكن تلك الفرحة أوضح وأظهر فيما مضي حيث لم تكن هناك وسائل إعلام سوي الراديو الذي يسمع من خلاله الأذان ثم في مسجد القرية القريب.. مشيراً إلي أنه لن ينسي موقف عشرات الصبية حول المسجد ينتظرون بفارغ الصبر نداء المؤذن وكذا السير خلف المسحراتي في الظلام الحالك وهو يقوم بسحور المنطقة. حيث كانت الإضاءة في تلك الفترة عبارة عن وضع فوانيس صغيرة تسمي ب "فوانيس الاتحاد الاشتراكي" علي كل 200 متر وعلي نواحي الشوارع وقليلاً ما كانت تضاء. أما الآن فمكبرات الصوت والراديو والتلفاز ينقلون موعد الإفطار والسحور والناس في بيوتهم مما أدي إلي اختفاء الفرحة والروحانية بعض الشيء كما اندثرت ظاهرة انتظار الصبية أمام المسجد. * كيف تقضي نهار رمضان؟ ** قال الشيخ الإبياري أذهب إلي العمل في الصباح ثم انصرف منه عائداً إلي المنزل قبل صلاة العصر لأقلب في أوراقي والمراجع والكتب لإعداد حديث أو ندوة أولقاء حول فضائل شهر رمضان وآداب الصيام وفضل العشر الأواخر من رمضان وليلة القدر.. وذلك لألقيه في المسجد. أضاف: أحضر إلي المسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح وأحياناً أصلي التراويح مع زوجتي إذا كانت هناك ندوة خارج المسجد وذلك بعد انتهائها ثم أنام لاستيقظ قبل صلاة الفجر وأتناول طعام السحور وأتوجه إلي المسجد للصلاة وعقب ذلك أقوم بتلاوة ورد يومي من القرآن الكريم ثم أتوجه إلي عملي. المسئولية بعد الزواج * موقف طريف حدث لك في رمضان؟ ** قال إن رمضان في ظل وجود الآباء والأمهات وعدم تحمل المسئولية له مذاق خاص فلاهم ولا مسئولية. أما بعد أن تزوجت وصرت أباً وجداً أقضي رمضان بمسئولياته متحملها بنفسي. * ماذا تقول عن ثورة 25 يناير؟ ** الثورة كانت ضرورة نظراً لما حملته الفترة السابقة من فساد وكان لابد من قيامها.. وأشار إلي أن الذي تولي إنجاحها هو الله عز وجل وهيأ لها الشباب بالقيام بها. كما هيأ المجلس العسكري للحفاظ عليها. مطالباً الأحزاب وكافة التيارات السياسية بالحفاظ علي صورة مصر وألا يتنازعوا فيما بينهم فيفشلوا وعليهم الأخذ بمنهج القرآن الكريم في التغيير والتدرج في الانتقال من حالة إلي أخري. لأن التغيير المفاجئ سيسقط هيكل الدولة. أوضح أن التغيير لن يأتي في يوم وليلة ولا في شهور بل سنوات لأننا نريد تغيير الكثير. مطالباً الشعب عند اختياره لحاكمه أن يكون واعياً وعينيه عليه أثناء فترة ولايته وألا تعود نغمة الرئاسة مدي الحياة ثانية أو تأليه الحاكم لأنه بشر يصيب ويخطئ ونحن معه وأصاب ونحاسبه إذا أخطأ بهذا تستقيم الأمور مع وضع الخليفتين الأول والثاني نصب أعيننا "أطيعوني ما أطعت الله فيكم. فإن عصيته فلا طاعة لكم علي.. وإن رأيتم في اعوجاجاً فقوموني". هوايات * ما أهم اهتماماتك؟ ** القراءة والاطلاع في كافة فنون المعرفة والثقافة خاصة الثقافة الدينية والتاريخ الإسلامي إلي جانب مشاهدة مباريات كرة القدم خاصة مباريات المنتخب القومي وإن كنت أري مبالغة في أمور اللاعبين.. مشيراً إلي أنها مجرد مشاهدة وتسلية فقط لأنها رياضة لا تسمن ولا تغني من جوع وليست كفن الدفاع عن النفس كالمصارعة والملاكمة والكاراتية. الصائم الكسول * ماذا يجب علي الموظف في نهار رمضان؟ ** أكد الشيخ الإبياري أن الصيام التزام وعلي كل فرد الالتزام بما أوجبه الله عليه من عمل. وبما أوجبته الدولة عليه كذلك. موضحاً أن من يترك عمله بحجة التجهيز للصلاة فصلاته منقوصة ومن يؤدي الصلاة فرضاً ونفلا قبليا وبعدياً بحجة إطالة الوقت في عدم العمل فصلاته منقوصة. ومن تكاسل عن العمل بحجة الصيام فصيامه منقوص. وقال: فليتق الله الموظف الذي لا يؤدي عمله بحجة أنه صائم.