تمثل القبائل البدوية قطاعًا كبيرًا من المجتمع في محافظة مطروح ويسكنون الشريط الساحلي من غرب الإسكندرية وحتي مدينة السلوم علي الحدود المصرية- الليبية ولهذه القبائل عادات وتقاليد تحكم أمور حياتهم يلتزم بها الجميع ولا يحيدون عنها أبدًا ويحافظون علي هذه العادات في الأعياد والمناسبات العامة والخاصة. تظهر العديد من العادات التي يتبعها أبناء القبائل من بدو مطروح عيد الأضحي فبعد أداء صلاة العيد يذهبون إلي بيوتهم ويقومون بنحر الأضاحي ومن أبرز عاداتهم في العيد "الجَلَايا" وهي من الطقوس الثابتة عند البدو في وجبة الإفطار في أول أيام عيد الأضحي المبارك. وهي عبارة عن خليط من كبد الأضحية ورئتها وتسمي باللهجة البدوية "الرِيّه" وتقطع إلي قطع صغيرة وتطهي مع بعض من شحوم الأضحية وبعض من السمن أو الزيت في إناء يوضع علي النار حتي تصبح جاهزة للأكل. ويمكن أن يضاف إلي مكونات الجلايا قلب الأضحية أيضًا وتعد هذه الوجبة من الطقوس المتوارثة بين سكان الصحراء التي لا يمكن مخالفتها في صباح أول أيام عيد الأضحي وفي الوقت نفسه تقوم النساء بتجهيز لحوم الأضحية لوجبة الغداء بعد دعوة الأهل والأصحاب إلي الطعام لتتجمع الأسرة البدوية في أول أيام العيد علي لحوم الأضاحي. يفضل بدو مطروح علي ذبح أضاحيهم بأنفسهم كما يحرصون علي تعليم أطفالهم كيفية الذبح والسلخ وتقطيع لحم الأضاحي ويلجأ البعض من الأهالي من غير البدو إلي استقدام الجزارين لذبح أضاحيهم بمقابل مادي وسعر الذبح يصل إلي 200 جنيه للأضحية الواحدة التي يقوم الجزار بذبحها وسلخها وتقطيعها دون حصوله علي أي من مكوناتها أما مَن يتفق مع أصحاب الأضحية علي سعر أقل فيكون بسبب حصوله علي جلد الأضحية ورأسها وأرجلها يفضل ابناء مطروح الاحتفاظ بجلد الأضحية وتمليحها وتركها في الشمس لعدة أيام قد تصل إلي أسبوع أو أكثرپويسمي الجلد المكسو بالصوف عند بدو مطروح "النطع" يستخدمونه بعد تجفيفه في الجلوس. وفي واحة سيوةپنجد أن أهلها يذبحون الأضحية في العيد ولا يأكلونها بل يقومون بذبحها ويطعمون الفقراء لكنهم يقومون بشيء مختلف بعد الانتهاء من ذبح أضاحيهم حيث تعود السيويون بسبب الحر ومنذ وقت طويل كانت الكهرباء لم تصل إليهم فكانوا يتحايلون بالطبيعة للحفاظ علي لحوم أضاحيهم حيث يقومون بتحويل لحم الأضاحي إلي ما يسمي "بالقديد" أو كما يطلقون عليه بلهجتهم "الجدييد" وهي طريقة توارثوها عن آبائهم. ذلك حيث يقومون بعد ذبح الأضاحي بسلخها وتشفيتها يتم وضع اللحم علي أسطح المنازل حتي تنزل مابها من دماء وتترك حتي تجف من دمائها تماما وبعد ذلك يقومون بإنزالها بعد 3 أيام تقريبًا ليقوموا بعدها بتقطيعها إلي قطع صغيرة ووضعها في الملح ودفنها في جوف الأرض لفترة من الزمن ثم جمعها ووضعها في اوان تشبه الأواني المخصصة للطبخ لكنها مصنوعة من الخشب ويسمي اللحم بعد التأكد من تجهيزها وتجفيفها "بالملح" وتسمي وقتها "بالجدييد" ويتم استعمالها طيلة العام في الطبخ والطهو.