أكد د. مصطفي الشرقاوي عميد معهد جنوب مصر للأورام بجامعة أسيوط نجاح أول عملية زرع نخاع تم إجراؤها بالمعهد لإنقاذ حياة عبدالهادي محمد الأمير الذي يبلغ من العمر 39 عاما وكان يعاني من انتكاسة ورم لاهودجكن بالغدد الليمفاوية وذلك بعد تلقيه فترة من العلاج الكيماوي وذلك تحت رعاية الدكتور أحمد عبده جعيص رئيس الجامعة. أوضح الدكتور محمد عبدالمعطي سمرة "استاذ طب الأورام وأمراض الدم بالمعهد القومي للأورام" أن عملية الزرع هي برنامج طبي دوائي يرتكز العلاج به علي التخلص من المرض والنخاع القديم وتوفير نخاع جديد بديل للمريض اما ذاتيا أو عن طريق متبرع من الأشقاء أو الأب أو الأم ولكن في حالة وجود صلة قرابة سابقة بينهما فقط. وتبلغ تكلفتها في مصر 10 آلاف دولار بينما تتضاعف تلك التكلفة في شتي أنحاء العالم. وعن خطوات تلك العملية أوضح د. جمال الدين محمد فتحي "أستاذ أمراض الدم بمعهد ناصر للأورام" أن العملية تضمنت إجراء كافة التحاليل والفحوصات الطبية اللازمة ثم تم جمع الخلايا الجزعية عن طريق جهاز فصل مكونات الدم بالوحدة عقب إعطاء المريض الحقن المحفزة للنخاع. ثم عزل المريض بالوحدة وبدء العلاج الكيماوي التحضيري للزرع طبقا للبروتوكولات المتبعة عالميا خلال مدة العزل والتي تقرب من أسبوعين والتي تلقي المريض خلالها علاج تدعيمي من مضادات حيوية ومضادات للفطريات والفيروسات وذلك لنقص المناعة المصاحب للعلاج الكيماوي بالإضافة لنقل مكونات الدم من كرات دم حمراء وصفائح دموية مشعة لمنع النزف حتي تم بدء انتاج مكونات دم جديدة خالية من المرض من الخلايا الجزعية المنقولة للمريض وعند وصولها للمعدلات الآمنة خرج المريض من الوحدة لمنزله سالما مع المتابعة الطبية المستمرة بعد الزرع. وقد أشارت دكتورة دعاء محمد سيد وكيل المعهد للدراسات العليا والمدير التنفيذي أن الوحدة أنشئت مؤخرا من خلال مشروع تعاوني دولي بقيمة 15 مليون جنيه مناصفة بين الجامعة ووزارة التعليم العالي. إلي جانب نحو 10 ملايين جنيه تبرع من أهل الخير وعدد من المؤسسات وتعد هي الأعلي من نوعها في صعيد مصر وتتكون من خمس كبائن للزرع مجهزة بأحدث المواصفات العالمية بالاضافة إلي 2 غرفة عناية مركزة متوسطة تستوعب 4 مرضي ووحدة مراقبة مركزية ومعمل لتحضير الخلايا الجزعية لتجميدها أضافت أن تلك العمليات تعتمد علي استخراج الخلايا الجزعية الطرفية بدلا من النخاع العظمي مما يوفر علي المتبرع تواجده بغرفة عمليات واعطاؤه مخدر كلي كما انه يحقق سرعة عودة معدلات الدم الي صورتها الطبيعية وبالتالي تقليل مضاعفات العملية.