من جديد عاد برنامج "العاشرة مساء" الذي يقدمه وائل الإبراشي ليتصدر المشهد الإعلامي بعد انسحاب الدكتور عبدالمنعم فؤاد. أستاذ الفلسفة والعقيدة بجامعة الأزهر. من حواره بالحلقة قبل يومين اعتراضاً علي عدم توجيه الاسئلة إليه لأكثر من نصف ساعة في الحلقة التي كانت تناقش آراء الغاء خانة الديانة من البطاقة لينضم استاذ الأزهر بذلك لقائمة طويلة من الانسحابات التي اشتهر بها البرنامج خلال مواسمه الماضية والتي شهدت انسحاب اكبر عدد من الضيوف في مختلف المجالات علي الهواء لاسباب عدة. علي الرغم من الاتهامات التي توجه لكثير من الضيوف المنسحبين بأن انسحابهم هذا جاء لضعف موقفهم وعدم قدرتهم علي الدفاع عن وجهة نظرهم إلا أن ما حدث في الحلقة قبل يومين وانسحاب استاذ الأزهر لعدم طرح اسئلة عليه لفترة طويلة اضافة إلي رد فعل الأبراشي الذي افتقد لابسط معايير المهنية الإعلامية بقوله للضيف علي الهواء حين أعلن انسحابه "تفضل براحتك" جاء ليفند هذه الاتهامات ويبطل صحتها. د.سامي الشريف استاذ الاعلام بجامعة القاهرة قال: ما يحدث حلقة جديدة من حلقات الفوضي والترهل الإعلامي التي يعيشها الاعلام الخاص منذ فترة طويلة علي حساب المشاهدين. فالانسحابات والصراخ والصوت العالي والتراشق بالألفاظ وغيرها من الأدوات يغلب علي برامج "التوك شو" منذ فترة ل "توليع" وتسخين الحلقات دون اي اعتبارات للمهنية الإعلامية أو مواثيق الشرف الاعلامي ودور الاعلام الحقيقي في حل قضايا ومشكلات المجتمع. وللأسف الشديد تحول العديد من المذيعين إلي أداة لمن يدفع أكثر من الفضائيات ليفعل ما يشاء دون مراعاة لابسط قواعد المهنية الإعلامية وسط غياب التشريعات والرقابة الإعلامية. * ليلي عبدالحميد "عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية"قالت: لا أعلم ماذا يستفيد المشاهد من التجاوزات المهنية الإعلامية التي تحدث حالياً علي شاشات الفضائيات المختلفة وما الفائدة من رؤية هذا ينسحب.. وهذا يضرب وهذا يسب؟ كيف سيتعلم المشاهد فكر الاختلاف واحترام الآراء؟. مضيفة للأسف الشديد ليست هذه هي الواقعة الأولي فكثيراً ما انسحب ضيوفه لاسباب عدة وهذا بمنطق الإعلام خروج علي كافة الأعراف والتشريعات الإعلامية والمهنية مؤكدة أن سياسة "التسخين" التي يقوم بها البرنامج وغيره من البرامج دفعت المشاهدين للعزوف عن متابعة برامج "التوك شو" بأكملها واتجهوا لبرامج اخري بعيداً عن صخب تلك التجاوزات التي اصبح من الضروري وضع حدود قانونية وإعلامية لها. مؤكدة أن كثيراً من المشاهدين فقدوا الثقة في العديد من المذيعين وبرامجهم وانقلبوا ضدهم بعد أن كانوا يثقون فيهم ويعتبرونهم قدوة. بسبب انهم وبرامجهم يتحدثون مع المشاهدين بطريقة مستفزة أو تخرج بآراء وافكار غريبة علي القناعات المستقرة في أذهان المشاهدين مشيرة أن الاعلام عليه إعادة النظر في اولويات ومشكلات المواطنين والعمل علي حلها. * يؤكد د.حسن علي أستاذ الإعلام بجامعة المنيا: للأسف الشديد انعدام المهنية الإعلامية لدي معظم مذيعي برامج "التوك شو" وراء كل ما يحدث من ظواهر غريبة ومقحمة في الاعلام.فالمذيع اصبح يظهر ومعه أجندات وافكار محددة وكل من يحاول معارضته أو ابداء رأي مخالف له يكون جزاؤه الاحراج والضغط عليه واستفزازه وعدم توجيه الاسئلة اليه حتي ينسحب وهذه كلها اجراءات غير مهنية ويجب ألا يكون لها منبر. مضيفا: للأسف مذيعو "التوك شو" تقمصوا دور الزعماء ونحن حذرناهم مراراً من أن سلوكياتهم التي ترتكز علي الاثارة والشو الإعلامي ولا تمت للاعلام بصلة إلا أن غياب الموضوعية وتضخم الذات والغرور لدي كثيرين منهم يؤدي لافتقار ابسط قواعد وآداب المهنة خاصة فيما يتعلق باحترام ضيوف البرنامج مشيراً إلي أن تأخر تشكيل المجلس الأعلي للاعلام سيتسبب في مزيد من الأزمات الإعلامية والظواهر الغريبة الي نفاجأ بها يوماً بعد الآخر.
