يترقب العالم الحفل الأسطوري لدورة الألعاب الأولمبية 2016 التي تنطلق في البرازيل غداً بملعب "ستاد ماراكانا" العملاق بمدينة ريو دي جانيرو وتستمر حتي 21 أغسطس الحالي. يشهد الحفل وجوداً أمنياً مكثفاً نظراً لحضور 45 رئيس دولة وحكومة.. حيث قررت السلطات البرازيلية نشر 85 ألف عسكري وشرطي اعتباراً من يوم افتتاح الدورة لحماية الشخصيات والرياضيين الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف والسياح الذين يتوقع وصولهم إلي ما يقرب من مليون زائر. وعلي رغم تكفل وزارة الخارجية البرازيلية بدعوة قادة الدول لحضور حفل الافتتاح.. إلا أن الرئيس البرازيلي "ميشال تامر" خالف هذه الاعراف والبروتوكولات الرسمية.. وقام بنفسه بدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ورغم الاهتمام الكبير بدعوة بوتين فإنه تقرر بصفة نهائية غيابه عن الحفل وفقاً لما أعلنه "الكرملين" الذي أكد علي لسان متحدثه الرسمي "ديمتري بيسكوف" أن "القيصر" لديه أجندة أخري أكثر أهمية. ويبدو أن "بوتين" برفضه حضور الحفل يود أن يبعث برسالة "احتقار" إلي قادة الدول في أوروبا خصوصاً دول إيطاليا وألمانيا وفرنسا بجانب الولاياتالمتحدةالأمريكية.. حيث شنت هذه الدول حملة شرسة من أجل استبعاد روسيا عن هذا الحدث الرياضي الكبير. وفي الوقت نفسه لا يستبعد زيارة بوتين للبرازيل ولكن في منتصف الدورة الأولمبية من أجل تشجيع الرياضيين الروس بعد سماح اللجنة الأولمبية الدولية لرياضيي "الدب" بالمشاركة في المنافسات باستثناء ألعاب القوي بسبب فضيحة المنشطات التي طالت اللعبة أخيراً. يستعد أسطورة كرة القدم البرازيلية "بيليه" لإطلاق أغنيته التي تحمل عنوان "الأمل" حيث قام بتأليف وتسجيل الأغنية خصيصاً لغنائها في الحفل. يتشارك "الجوهرة السوداء" في هذه الأغنية الجديدة مع زوجته البرازيلية ذات الأصول اليابانية "مارسيا سيبيلي أوكي".. حيث كتب كلماتها ولحنها بعد أربعة أيام فقط من زواجه. جدير بالذكر ان مجال الموسيقي والغناء دائماً ما كان يمارسه أفضل رياضي في القرن العشرين.. حيث سبق لبيليه ان شارك في أغنيات مع المطربة الراحلة إليس ريجينا وأيضاً إلي جانب روبرتو كارلوس. كما أسهم في إنتاج أعمال موسيقية مع سرجيو مينديس وكتب أغاني للأطفال. تشارك عارضة الأزياء السابقة البرازيلية جيزيل بوندشين في تقديم حفل الافتتاح وستقود "بوندشين" التصاميم الاستعراضية من مدرج ملعب ماراكانا الشهير خلال الحفل. جدير بالذكر أن "جيزيل" اعتزلت عرض الأزياد العام الماضي.. وكان العارضة البرازيلية هي الأعلي أجراً في العالم في هذا المجال. يتضمن حفل الافتتاح أيضاً عروضاً لكل من مغنية السامبا المخضرمة "إلسا سوريس" وهي أرملة مهاجم البرازيل الأسبق جارينشا الذي توفي عام .1983 كما يقدم "كايتانو فيلوس" فقرة غنائية استعراضية أيضاً.. جدير بالذكر أن "فيلوسو" أحد أشهر الملحنين والمغنين في البرازيل وهو الذي أنشأ موسيقي جديدة تعرف بال "إم بي بي" التي أصبحت فيما بعد من أشهر المقاطع الموسيقية في العالم بوقتنا هذا. ويشارك أيضاً ضمن فقرات الحفل المغني البرازيلي ولاعب الجيتار الشهير "جيلبرتو جيل".. وهو أيضاً مؤلف أغاني راب ومعروف بإبداعه الموسيقي.. كما أنه تقلد منصب وزير الثقافة البرازيلي. كما سيتخلل حفل الافتتاح البطولة الأولمبية رقصات استعراضية لأكبر 12 مدرسة سامبا.. فضلاً عن مشاركة مغنية موسيقي الفانك الشهيرة "أنيتا". قال المنتج المنفذ ماركو باليتش ان الحفل سيكسر تقاليد العروض الضخمة والمكلفة. أضاف باليتش الذي شارك في تجهيز مراسم افتتاح ألعاب سابقة ومنها أولمبياد سوتشي الشتوي 2014 "هذا الحدث لن يكون فخماً بالنظر للموقف في البرازيل". وتعاني البرازيل من أكبر أزمة ركود منذ ثلاثينات القرن الماضي ويواجه المنظمون صعوبات في توفير الموارد المالية والانتهاء من الملاعب ومشروعات البنية التحتية قبل أيام من انطلاق الأولمبياد. وقال: لن يكون بفخامة بكين وضخامة المؤثرات الخاصة لأثينا والاستعراضات التكنولوجية لحفل لندن. ومن المتوقع أن يتكلف حفل الافتتاح نصف القيمة التي تكلفتها لندن في 2012 والبالغة حوالي 42 مليون دولار. قال: تملك البرازيل آخر حديقة كبيرة في العالم "غابات الأمازون المطيرة" نريد الاهتمام بهذه الحديقة وحاولنا تقاسم هذه الرسالة.. رسالة الأمل. وأكد أن "الحفل سيكون معاصراً دون مؤثرات خاصة سيتحدث عن المستقبل سيكون الأمر بطريقة بسيطة جداً والعرض ليس تعبيراً عن مدي جودة أو حداثة البرازيل. وتكون مراسم الافتتاح من الأسرار الكبيرة في الألعاب إلي جانب آخر من يحمل الشعلة الأولمبية والذي يتولي مسئولية إيقاد المرجل لكن المرجل رغم ذلك لن يكون مشابها لشكله الضخم في الدورات السابقة والذي كان يمكن رؤية ألسنة اللهب العملاقة منه علي بعد أميال. قال باليتش: سيكون المرجل منخفض الانبعاثات إذ ما التناقض أن نتحدث عن الاستدامة ثم نحرق كميات هائلة من الغا. ورغم أن الشعلة الحقيقية ستكون متاحة فقط لحاملي تذاكر الاستاد الأولمبي فإن نسخة أصغر سيتم وضعها في وسط ريو حتي يكون بوسع الجماهير التقاط صور لها. وسيشارك حوالي 4800 شخص في حفل الافتتاح إضافة لنحو 11 ألف رياضي سيدخلون الاستاد ويتجمعون في منتصف ملعب كرة القدم الشهير بسبب الافتقار لوجود مضمار. قال باليتش: يقام هذا الحفل بغرض الحديث بطريقة إيجابية فيما يتعلق بالاستدامة حقيقية أننا نأخذ موقفاً ربما لا تجعل الجميع يشعر بالسعادة لكن هذا هو الأمر.