حالة من الوجوم ارتسمت علي وجوه أصحاب محلات الصاغة في ظل الركود الذي تشهده أسواق الذهب بعد وصول سعر جرام 18 إلي 390 جنيهاً. وجرام 21 إلي 450 جنيهاً وجرام 24 إلي 515 جنيهاً وهو ما جعل بعض المواطنين يطلقون حملة "بلاها شبكة ذهب" وينادون بالاكتفاء بشبكة من الفضة أو الذهب الصيني. وقد حازت الحملة علي رواج علي مواقع التواصل الاجتماعي. أكد أصحاب المحلات أن معظم "الزبائن" تكتفي الآن بشراء دبلة ومحبس دهب. وأن الكثير من الناس لا يفكرون حالياً سوي في بيع ما لديهم من مصوغات منتهزين فرصة ارتفاع الأسعار. ورداً علي حملة "بلاها شبكة دهب" قال أصحاب محلات الصاغة إن الشبكة الذهب هي الضمان للجدية والرغبة الحقيقية في الزواج. أما الفضة أو الذهب الصيني فقد يتيح الفرصة للكثير من الشباب غير الجادين في الزواج للتسلية "ودخول بيوت الناس" والارتباط بالبنات بحجة النية في الزواج. ثم الهروب منهم وأضافوا أن الشعب المصري بطبعه يعتبر الشبكة الذهب أساس الزواج "وبنات الناس مش لعبة" مشيرين إلي أنه لا يقبل حتي بشراء عيار أقل من 18 وأنه منذ ثلاث سنوات كانت هناك تجربة لبيع ذهب عيار 14 لكن الزبائن عزفت عنه ولم تعترف به. اضاف أصحاب المحلات ورئيس شعبة المصوغات والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية أن الحل في تنشيط سوق الذهب هو تشجيع تصنيع الذهب في مصر وتصدير المصوغات للخارج وتسهيل الاجراءات الخاصة باستيراد الخامات وتصنيعها وإعادة تصديرها. لأن ذلك سيجلب العملة الصعبة وينقذ أصحاب الورش والعمالة ويحافظ علي هذه الصناعة المتميزة في مصر. فادي سعيد "صاحب أحد محلات الصاغة بالأزهر" قال: إن تذبذب أسعار الذهب وتغيرها في الدقيقة الواحدة وعزفهم عن الشراء. وبالنسبة لحملة "بلاها شبكة دهب" فمن المرجح أنها لن تنجح. حتي وإن حازت علي رواج علي مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن المجتمع المصري لن يقبل بتنفيذها علي ارض الواقع. لأن العرف والتقاليد تقول إن الذهب هو أساس أي ارتباط رسمي ومن جانب آخر إذا تم تطبيق الحملة أو الاكتفاء بشبكة فضة أو ذهب صيني فسوب يتسبب ذلك في انتشار حالات الفسخ ويتيح الفرصة للشباب غير الجادين في الزواج في "دخول بيوت الناس" بهدف التسلية تحت مسمي الخطوبة والشبكة وبالتالي فإن الشبكة الذهب لا بديل عنها لضمان الجدية. وقد اضطر معظم الشباب حالياً إلي الاكتفاء بدبلة ومحبس أو دبلة وخاتم في ظل اشتعال الاسعار أما شراء الأطقم فيكاد يكون قد إنعدم. اضاف فادي أن معظم الناس عزفوا عن شراء الذهب حالياً. وبعضهم يقوم ببيع ما لديه من مصوغات مستغلاً فرصة اشتعال الأسعار. واشار إلي أن ذلك أدي إلي اغلاق الكثير من ورش الذهب في ظل ركود السوق. كما تسبب في تسريح الكثير من العمالة مؤكداً ضرورة أن تتدخل الحكومة وتجد حلاً للحفاظ علي سوق الذهب في مصر وإنقاذه. رضا لطفي سلامة "صاحب محل مصوغات": أكد أن حركة البيع تكاد تكون منعدمة. وأن مصروفات المحلات اصبحت اكثر من إيراداتها بسبب الضرائب المرتفعة المفروضة عليها والتي لا تراعي ركود السوق ناهيك عن الإيجار والكهرباء والمياه ومصاريف العمالة. كل ذلك في ظل شلل حركة البيع والشراء. مما دفع البعض إلي إغلاق الورش الخاصة بهم. خاصة في المناطق الشعبية. واشار لطفي إلي ضرورة أن تقوم الحكومة بتشجيع تصدير المشغولات الذهبية لينتعش سوق الذهب من جديد ويجلب العملة الصعبة لمصر. خاصة أن مصر لديها ميزة تنافسية في هذا المجال تتمثل في جودة الأذواق وتنوعها. د.وصفي أمين واصف "رئيس شعبة المصوغات والمجوهرات باتحاد الغرفة التجارية": أكد علي أن الحل الوحيد لإنعاش صناعة الذهب بمصر هو تشجيع تصدير المشغولات علي أن تقوم الحكومة بإلغاء رسوم التتمين التي تحصل عليها مصلحة الجمارك والتي تقدر قيمتها ب 1% كشرط تصدير للخارج. وكذلك لابد علي الحكومة أن تقوم بتشريع دورة العمل بالتصدير. حيث أن الورش المصرية تواجه مشكلة في تصدير مشغولاتها نتيجة بطء الإجراءات اللازمة لاستلام الخامات التي يرسلها العميل الأجنبي. والتي تقوم هذه الورش بتنيفها وإعادة تصديرها إليه. مشيراً إلي أن المشغولات المصرية رائعة وعلي درجة فنية عالية وسوف تحقق رواجاً في الخارج وتزيد الدخل القومي لمصر في حالة تشجيع الحكومة للتصدير. أما بالنسبة لفكرة تصنيع عيارات ذهب أقل من 18. فقد أكد وصفي أنها لن تنجح في مصر. فرغم وجود عيارات 9.10.12.14 في الدول الأوروبية. إلا أن الشعب المصري لا يقبل ولا يعترف بعيار أقل من 18. وقد كانت هناك تجربة نادينا بها ونفذناها منذ ثلاث سنوات حين تم تصنيع عيار 14 وعرضه لكنه لم يلق قبولاً من الزبائن وكانوا لا يعترفون به كذهب. وهذا خير دليل علي عدم امكانية نجاح حملة "بلاها شبكة ذهب" فمن لا يتنازل عن عيار 18. لا يمكنه التنازل عن الذهب أو الاكتفاء بالفضة. عبدالرحمن سيد "محاسب": اشتريت أمس الأول شبكة لخطيبتي عبارة عن خاتم ودبلة فقط. ومع ذلك كانوا بمبلغ 6 آلاف جنيه. وأتمني أن يطبق المصريون فكرة حملة "بلاها شبكة دهب" لأن الأسعار نار.. ومن الصعب علي معظم الشباب حالياً أن يشتروا شبكة دهب.