ما بين الحادث الإرهابي في "نيس" بفرنسا. ومحاولة الانقلاب العسكري في تركيا. لم تأخذ رئيسة وزراء بريطانيا الجديدة "تريزا ماي" حظها من الاهتمام الإعلامي الذي توزع بين الحدثين. فلم تجد فرصة للتعريف بها. وتقديمها للرأي العام العالمي. كانت أنجيلا ميركل. مستشارة ألمانيا. حتي الأسبوع الماضي هي سيدة أوروبا القوية دون منازع.. ورغم أن بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي. إلا أن ذلك لن يمنع اعتبار تريزا ماي أول منافسة قوية لها. باعتبار أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تمثل القوي الثلاث الكبري في القارة. تريزا ماي. التي جاءتها زعامة حزب المحافظين ورئاسة الحكومة وهي في سن الستين. "هي من مواليد 1956" تعلمت في المدارس الحكومية في بريطانيا قبل أن تلتحق بإحدي كليات جامعة أكسفورد لدراسة الجغرافيا. هناك تعرفت علي زوجها الحالي "فيليب ماي" عام 1976. والطريف أن التعارف تم من خلال صديقة مشتركة هي "بينظير بوتو" التي أصبحت أول وآخر امرأة تتولي رئاسة الوزراء في باكستان.. وقد تزوج الاثنان: تريزا وفيليب عام 1980. ولم ينجبا أطفالاً. وتذكر "كيت آلان" في صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية. أن "أندريا ليدسوم" التي كانت تنافس تريزا الأسبوع قبل الماضي علي زعامة الحزب ورئاسة الحكومة. قد استغلت نقطة عدم الإنجاب هذه في دعايتها لتزكية نفسها. حيث أشارت إلي أنها أم. وأن الأمومة تجعلها أفضل للقيادة.. لكنها أدركت بعد ذلك أنها أخطأت واعتذرت لتريزا وانسحبت من السباق. وقد عملت تريزا في بنك انجلترا. وفي مؤسسة مالية أخري قبل أن يتم انتخابها لعضوية البرلمان عام 1997. لتبدأ مشوارها السياسي. ومع صمود تريزا. واحتمال فوز هيلاري كلينتون برئاسة أمريكا. وترشح "بوكوفا" مديرة منظمة اليونسكو العالمية لخلافة "بان كي مون" في منصب السكرتير العام للأمم المتحدة. يثير البعض سؤالاً عما إذا كان العالم في طريقه إلي أن تقوده النساء. ويصبح في قبضة المرأة؟!! لكن الأكثر إثارة. هو ما إذا كانت قيادة المرأة لأي مكان أفضل للنساء من قيادة الرجل. أو تخدم قضاياهن أكثر؟!! ويشيرون في هذا الصدد. إلي أن مارجريت تاتشر أول رئيسة لوزراء بريطانيا. التي قضت 12 عاماً في منصبها. لم تعين سوي امرأة واحدة وزيرة في حكومتها. وأن أنجيلا ميركل. مستشارة ألمانيا. رغم أنها عينت أكثر من وزيرة. إلا أنها لا تضع قضايا المرأة علي رأس أولوياتها. أما تريزا ماي. فيبدو أنها مختلفة. فهي إحدي الرائدات في الحركة النسائية البريطانية المعاصرة. وقد أسست حملة خلال عضويتها للبرلمان من أجل الدعوة لانتخاب أكبر عدد من نساء حزب المحافظين في البرلمان أطلقت عليها اسم: "نساء من أجل الفوز". وقد نجحت الحملة في دعم ترشح وفوز الكثيرات من عضوات الحزب بعضوية البرلمان.. وبينما لم يكن عددهن يزيد علي 13 نائبة عام 1997. الذي فازت فيه "تريزا" بالعضوية. فإن عددهن وصل الآن إلي 68 نائبة. أي ما يزيد علي خمسة أمثال الرقم السابق. والغريب أن أحداً لم يسأل الرجال إن كان حكم المرأة أفضل لهم. أم لا؟!.. ربما لأنهم اعتادوا عليه في البيوت!!