من حق الأهلي أن يفرح بعودة درع الدوري العام إلي مكانه الطبيعي وأحضانه الدافئة بعد موسم واحد خرج فيه عن طوعه وذهب إلي القلعة البيضاء. ومن حق جماهير الأهلي أن تسهر للصباح فرحاً بالفوز بالدوري قبل نهاية المسابقة بأسبوعين نعم.. لا يضيع فريق وراءه مثل هذ الجمهور العظيم الذي أبهر أسطورة الكرة مارادونا في الإمارات خلال مباراة المارد الأحمر مع ذئاب روما. ومن حق كل مسئول رياضي بمصر أن يسعد بمستوي الدوري العام هذا الموسم.. ليس من الأهلي "البطل" فقط ولا من الزمالك "الوصيف" معاه ولكن سعادته المفروض أن تنبع من إنجازات أساسية تحققت علي أرض الواقع: * أولاً.. ظهور العديد من الفرق الكروية بمستوي رائع في مقدمتها سموحة والمصري والمقاصة.. فقد أدت هذه الفرق وغيرها مباريات علي أعلي مستوي خططياً ومهارياً وأحرجت فرقاً كبري لها تاريخها وسمعتها ووزنها كالقطبين والإسماعيلي. * ثانياً.. كان موسماً شاقاً بحق علي كل الفرق لكنه صقلها ورفع من مستواها البدني والمهاري وكان هذا مفيداً جداً للمنتخب حيث اتسعت مساحة الاختيار.. فإلي جانب امتداد الدوري وحده إلي 9 يوليو القدم ومن بعده يأتي كأس مصر فإن المسابقتين استمرتا بالتزامن مع تصفيات بطولة الأمم التي صعدنا إليها بعد أن حرمنا منه 6 سنوات بثلاث بطولات.. واستمرتا أيضا بالتزامن مع بطولتي أبطال الدوري والكونفيدرلية.. ومن ثم فإن تعاقب المباريات تحت أكثر من قيادة فنية وفق البطولة التي يشارك فيها اللاعبون إضافة إلي السفر في أدغال أفريقيا ومتابعة وتغير حالة المناخ والضغوط العصبية علي الفرق.. كل هذا صنعت من لاعبينا رجالاً مقاتلين.. وها هم: منهم من صعد لنهائيات الأمم "المنتخب الأول". ومنهم من يحارب في أبطال الدوري للوصول إلي كأس العالم للأندية "الأهلي والزمالك". ومنهم من لم يوفق في الكونفيدرالية وخرج منها بشرف "سموحة والمقاصة" ومنهم من فاز بالدوري العام "المارد الأحمر" ومنهم من ينافس للفوز بكأس مصر "كل الفرق". ومن المؤكد أن منهم من شارك في غالبية هذه الفعاليات مما حمله ضغوطا هائلة واستكمالاً لهذه المسيرة الوطنية سيحمل علي كتفيه مسئولية رفع علم مصر في مونديال موسكو ..2018 قولوا يارب. * ثالثاً.. تحمل الضغوط المادية والنفسية الصعبة جدا التي تتمثل في إقامة المباريات دون جماهير ومحاولات البعض اقتحام الملاعب وإفساد المباريات.. ومن المؤكد أن الجمهور هو عصب أي رياضة وأحياناً يكون اللاعب رقم "1" ومن ثم فإن مباراة دون جماهير تكون مثل الأكل المسلوق مما يفقد المباريات حيويتها ويؤثر علي الأداء والنتائج. * رابعاً.. رغم كل أخطاء الحكام فإن حكامنا من أفضل الحكام في العالم ويجب أن نوقف نغمة إلقاء الفشل علي شماعة التحكيم وأن نواجه أخطاءنا بشجاعة وصراحة مع النفس حتي لا تتكرر.. شوفوا أخطاء الحكام في "يورو 2016" وفي "كوباأمريكا".. مسخرة بجد.. شفتم الهدف الذي طارت به البرازيل وما أدراك ما البرازيل من البطولة الأمريكية؟؟.. ألم يكن مسجلاً باليد وبشكل فاضح وصارخ؟؟.. ومع ذلك لا أحد شنق الحكم ولا اتهمه بمجاملة الخصم.. بالعكس.. "دونجا" المدير الفني هو الذي تحمل الخطأ وأطيح به ويتفوه بكلمة واحدة. نعود للأهلي.. فقد استعاد الدرع وكان لازم يستعيده لأنه كان الفريق الأفضل هجوماً ودفاعاً وخططاً والتزاماً والأكثر استقراراً والأقل كلاماً وشكوي.. فإذا لم تكن هذه كلها دعائم النجاح.. فماذا تكون بالله عليكم..؟؟ مبروك لمعشوقي الأهلي وجماهيره العريضة وإدارته الهادئة.. "هارد لك" للزمالك الكبير وجماهيره الوفية وإدارته القوية ولكل الفرق.. ودعاء من القلب للكرة المصرية أن تتسيد أفريقيا وتصل للعالمية.. يارب.