الإسماعيلية دائماً بداية الحكاية.. من هنا بدأ تاريخ مصر الحديث ومن هنا دارت كل المعارك ومن هنا كانت الشرارة الأولي لانتصار أكتوبر 1973 وعبور خط بارليف.. ومن هنا أيضاً بدأت معركة التنمية غرباً وشرقاً لنكتب تاريخنا الحديث ونغير في الجغرافيا أيضاً بما يخدم الإنسانية ويعظم من شأن المصريين. ومن أول موقع لمشروع أنفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس.. تقود الهيئة الهندسية للقوات المسلحة معركة التنمية والتعمير لربط سيناء بالوطن الأم من خلال عدة مشروعات قومية تهدف لتهيئة البيئة المناسبة للاستثمارات المستقبلية المنتظرة خلال الفترة المقبلة والعمل علي خلق بنية تحتية قادرة علي تلبية احتياجات الوطن والتخفيف عن كاهله خاصة أبناء سيناء الذين عانوا تهميشاً كبيراً علي مدار السنوات الطويلة الماضية نظراً لعدم وجود أفكار حقيقية ومشروعات طموحة لربط أرض الفيروز بباقي مدن ومحافظات الجمهورية. وتأتي تلك المشروعات ضمن مسيرة النهوض بمستقبل الوطن لوضعه في مكانته التي يستحقها بين الدول في منطقة الشرق الأوسط. وذلك بفضل سواعد رجالها من أبناء القوات المسلحة التي ستظل الحصن المنيع والدرع الواقية للشعب المصري وأرضه. قمنا بزيارة إلي مشروع أنفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس للوقوف علي آخر المستجدات في هذه المشروعات وحجم المجهود المبذول من الرجال الذين يواصلون الليل بالنهار في ظل أجواء عصيبة وظروف مناخية متقلبة ومخاطر جمة من أجل تحقيق الهدف المنشود لبناء مصر الحديثة وعشنا يوماًپكاملاً تحت الأنفاق وعلي ماكينة الحفر "تحيا مصر" والتقطنا أول صور لماكينة حفر الأنفاق بعد تثبيت مائة وخمسين متراً تحت الأرض والمتر الواحد عبارة عن تسعة أجزاء يشكلون حلقة دائرية لجسم النفق وتم تصنيعها بمصنع الخرسانة المخصص لذلك بجوار مقر النفق بالقرب من المعدية نمرة ستة تلك المنطقة التي شهدت عبور قواتنا المسلحة خط بارليف في انتصار 1973 وها نحن نعبر من جديد أسفل القناة وتعتبر أنفاق القناة هي شريان الخير لمصر. يقع موقع المشروع داخل معسكر القرش بمحافظة الإسماعيلية وهو الموقع الأول للمشروع.. فيه تري في عيون العاملين الإصرار والتحدي لحفر أنفاق الإسماعيلية أسفل قناة السويس مثل خلية النحل الكل في مكانه ويعرف جيداً واجبه. قال اللواء كامل الوزير إن الرئيس عبدالفتاح السيسي يتابع أعمال الحفر بالأنفاق بعد وصول ماكينات الحفر من ألمانيا لحظة بلحظة.. مشيرا إلي أنه تم إرسال فريق عمل من أبناء مصر إلي ألمانيا لتدريبهم علي المعدات الخاصة بحفر الأنفاق حتي تكون لدينا قوي بشرية قادرة علي تحقيق أي إنجازات يتحدث عنها العالم. أكد اللواء كامل الوزير ان الرئيس عبدالفتاح السيسي صدق علي البدء في مشروع نفق السكة الحديد وسيعود من جديد قطار الإسماعيلية رفح من أجل الانطلاقة الحقيقية لسيناء وربطها بالوادي والقضاء فعلياً علي عزلة سيناء ويقع النفق جنوب مدينة الإسماعيلية علي مسافة قريبة من نفق السيارات.. مشيراً إلي أنه يجري إعداد الدراسات الهندسية ورفع الموقع مساحياً وإجراء مجسات للتربة بموقع نفق السكة الحديد الذي سينزل أسفل القناتين. أضاف ان منطقة أنفاق الإسماعيلية تتكون من ثلاثة أنفاق تضم نفقين للسيارات ونفق سكة حديد يمر أسفل قناة السويس شمال مدينة الإسماعيلية عند الكم 250.73 ترقيم القناة للربط بين الطريق الدائري بالإسماعيلية وطريق الإسماعيلية بورسعيد في الغرب وطريق رأس سدر القنطرة بالشرق من خلال الطرق السطحية والتقاطعات الحرة عن طريق كباري علوية. تصل المسافة الفاصلة بين النفقين قرابة 13 متراً ويتم الربط بينهما بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة وذلك كل 500 متر بطول النفق والتي تستخدم في علميات إخلاء الأفراد في حالات الطوارئ كما يخدم كل نفق اتجاهاً مرورياً واحداً ويحتوي علي حارتين مروريتين كل حارة بعرض 3 أمتار وارتفاع 50.5 متر بانحدار 3.3% وتحتوي أعمال الحفر علي 500 متر حفر مكشوف 500 متر ستائر حائطية 4850 متراً حفر بإجمالي 5850 متراً. وقد صمم نفق السكة الحديد لخدمة الاتجاهين المروريين بسعة كافية لقطارات الركاب وقطارات الشحن وتصل أعمال الحفر في النفق إلي إجمالي 8300 متر "حفر مكشوف 500 متر ستائر حائطية 1300 متر حفر متر وبانحدار 2%" وقد روعي في تصميم الأنفاق ان تكون علي شكل دائري وبقطر داخلي يصل إلي 4.11 متر وخارجي 8.12 متر ومجموعة من البيارات والتي تستخدم في تهوية النفق وأيضاً لإجلاء الأفراد في حالات الطوارئ حيث تتولي مسئولية التنفيذ شركتا بتروجت وكنكورد. أما مشروع أنفاق جنوب بورسعيد فيتكون من ثلاثة أنفاق نفقين للسيارات ونفق سكة حديد تمر أسفل قناة السويس بمنطقة جنوب بورسعيد كم 150.19 ترقيم قناة وتعد شركتا المقاولون العرب وأوراسكوم هما المنفذتان لهذا المشروع حيث يخدم نفق السكة الحديد الاتجاهين المروريين بسعة كافية لقطارات الركاب وقطارات الشحن وتتم تهوية النفق عن طريق مجموعة من البيارات والتي تستخدم أيضاً في حالات إجلاء الأفراد في حالات الطوارئ ويحتوي نفقا السيارات علي حارتين مروريتين حيث يخدم كل نفق اتجاهاً مرورياً واحداً وقد صمم النفقان بشكل دائري بقطر داخلي 4.11 متر يصل إلي 8.12 متر خارجي بحيث تكون المسافة الفاصلة بين النفقين 30 متراً ويتم الربط بين النفقين بمجموعة من الممرات العرضية المتكررة وذلك كل 500 متر من طول النفق والتي تستخدم أيضاً في عليات إجلاء الأفراد في حالات الطوارئ. كما شملت الجولة زيارة لمدينة الإسماعيلية الجديدة والتي تقع شرق قناة السويس الجديدة بسيناء بمواجهة 11 كم وعمق 11كم علي مساحة 2828 فداناً والتي تستوعب 57 ألف وحدة سكنية مصممة بالكامل لتكون مهيأة لذوي الاحتياجات الخاصة. تتكون المدينة من مجمع سكني متكامل علي مساحة 400 فدان بإجمالي 11152 وحدة سكنية بمساحات تتراوح بين "100م2 و170م2" حيث يتكون العقار من بدروم ودور أرضي و5 أدوار متكرر بعدد 4 وحدات بالدور كذلك منطقة إسكان متميز "فيلات" بمساحات تتراوح يبن "153 160م2" وتتكون من بدروم وأرضي وأول وروف بعدد 2 وحدة بالدور. ولتوفير كافة الأنشطة الاجتماعية والرياضية والترفيهية لقاطني المدينة الجديدة تم إنشاء النادي الرئيسي بمدنية الإسماعيلية الجديدة علي مساحة 60 فداناً حيث يتكون من عدد من المنشآت الخدمية "قاعة الاحتفالات. المطعم الرئيسي. المسجد. المبني الاجتماعي. مبني الاستقبال. شاليهات" وإنشاء عدد من النوادي الفرعية علي مساحة 10 أفدنة. بالإضافة إلي ذلك فقد روعي أيضاً تنفيذ كافة أعمال التنسيق الحضاري والمساحات الخضراء والمناطق المكشوفة فضلاً عن عدد من المنشآت الخدمية من "محلات تجارية. وحدة صحية. مستشفي. حضانة. مسجد. عدد من المدارس" وذلك لتوفير كافة مقومات الحياة الكريمة لقاطني المدينة الجديدة التي تمثل نواة لخلق مجتمع عمراني متكامل لخدمة مقومات التنمية الصناعية والزراعية واللوجيستية علي أرض سيناء. أكد اللواء كامل الوزير ان مشروعات الانفاق تنفذ بواسطة شركات مصرية وطنية بالتعاون مع استشاريين عالميين من ألمانيا وسويسرا وإسبانيا وغيرها من الدول المتقدمة في مجال حفر الأنفاق مؤكداً ان المشروعات القومية العملاقة التي تجري حالياً توفر الآلاف من فرص العمل لأبناء الوطن من مهندسين وفنيين وعمال التشغيل والصيانة في كافة أنشطة التشييد والبناء. من جانبه قال اللواء الدكتور أحمد فودة مدير مشروع أنفاق قناة السويس إن الأنفاق الجديدة آمنة تماماً. وتخضع لإشراف عال جداً ويتم فيها مراعاة أفضل المعايير العالمية مؤكداً ان عمر النفق 120 سنة وهناك 100 خط أحمر تحت معايير الأمن والسلامة المتبعة والديمومة والاستمرار. أوضح اللواء فودة ان ماكينة حفر الأنفاق يتم تركيبها خلال مدة زمنية تصل إلي 3 أشهر تقريباً ثم يتم فكها مرة أخري بعد إنهاء أعمال الحفر خلال مدة زمنية تصل إلي شهر تقريباً مؤكداً ان الصعوبة في بدء أعمال الحفر خلال ال 30 متراً الأولي فقط حيث يكون معدل الإنجاز بها ضعيفاً حتي نضمن ان ماكينة الحفر لن يحدث أي انحراف لمسارها وبعد 3 أشهر تقريباً نعمل وفق المعدلات الطبيعية. أشار فودة إلي أن أصعب وأخطر مكان في الأنفاق الجديدة هي المنطقة التي تمر بها في قناة السويس سواء القديمة أو الجديدة التي يصل طولها إلي 24 متراً لافتاً إلي ان المسافة بين النفق وبين قاع قناة السويس 16 متراً. وهذا السمك تتم حسابه وفقاً لمعايير هندسية دقيقة بينما يختلف هذا العمق في أنفاق بورسعيد إلي نحو 20 متراً تقريباً نظراً لطبيعة التربة هناك خصوصاً وان التربة في تلك المنطقة طينية. أضاف أن المشروع يضم أحدث وسائل الأمان للعاملين به في حالة وقوع أية كوارث لا قدر الله تصل الانهيارات والتفجيرات أو أي كارثة طبيعية حيث توجد غرفة مهيأة لحماية عشرين عاملاً ويمكن الإعاشة بداخلها لفترة عشرة أيام كاملة دون ان يمسهم ضرر. قال وليد علي مسئول رافعة بالمشروع: أنا فخور بمشاركتي في حفر أضخم نفق في مصر يمر أسفل قناة السويس. أضاف: أتمني أن تشارك الهيئة الهندسية للقوات المسلحة في جميع المشروعات القومية لأننا جميعاً وبكل فخر فداء لتراب هذا الوطن ويكفيني فخراً أن أجدادي ضحوا بحياتهم لاسترداد أغلي أرض للوطن أرض سيناء وأنا وزملائي الآن نعمرها بكل طاقتنا. أضاف عبدالباسط علي سائق مضخة خرسانية: علي الرغم من ان العمل داخل مشروع الأنفاق شاق جداً لكنه ممتع ومتميز عن أي موقع آخر وذلك لأننا نعمل بماكينات ألمانية لأول مرة في مصر وبذلك نستفيد خبرات جديدة تؤهلنا للعمل في أي مكان آخر وتجعلنا منفردين بحفر الأنفاق كما ان العمل بمشروعات القوات المسلحة "فتح بيوت كتير" وحافظت علي حقوق العمالة التي عاشت سنوات مهدرة. قال محمد السيد ومحمود ومحمد أحمد عمال بالمشروع: إن المشروعات القومية فتحت بيوت ناس كثيرة وأبواب رزق للشباب.. وأوضحوا انهم مستعدون لبذل المزيد من الجهد والعرق للعبور بمصر لبر الأمان.