لم يتصور أحد أن يأتي يوم القصاص من كل الذين أجرموا في حق الوطن وارتكبوا أبشع الجرائم وكان لهم اليد العليا في تخريب الحياة السياسية.. هذه إرادة الله الواحد القهار. لقد كان مشهد وجود مبارك خلف القضبان علي سرير طبي منكسرا بلا حاشية يشفي جروح المظلومين وأسر الشهداء الذين فقدوا فلذات أكبادهم علي أيدي القتلة المجرمين. الرئيس المخلوع الذي كان ينعم في الملك والسلطان مزهوا بالحراس والحاشية وبجواره عصابة المنافقين شوهد خلف القضبان غائر العينين ومنكسرا تستقبل أذناه أدلة اتهامه بعد أن انكشف المستور.. وقد تذكرت عندما وقف علي منصة البرلمان في افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة لمجلسي الشعب والشوري المنحلين يتحدث بسخرية علي فكرة البرلمان الموازي التي أطلقتها المعارضة قائلا: "خليهم يتسلوا" حيث خيل له شيطانه أنه باق في هذا المنصب حتي آخر العمر. 25 يناير يوم تاريخي لمصر عندما خرج الشباب عن بكرة أبيهم في كل أرجاء مصر يرفضون الظلم والاستبداد والقهر.. ولم يحلموا بتنحية المخلوع بل كانت مطالبهم التغيير والقضاء علي مشروع التوريث وإقالة حكومة نظيف الذكية والإطاحة بحبيب العادلي لكن غباء النظام أدي إلي ارتفاع سقف المطالب إلي حد المطالبة بإسقاط النظام وتحقق الحلم ونجحت ثورة الشباب والآن نجد النظام بالكامل داخل السجون يواجه اتهامات جمة تصل عقوبتها إلي الإعدام. الرئيس المخلوع في تخشيبة المحكمة لم يصدق نفسه وهو يري انهيار الأحلام وتقلبات الزمان ويستجدي المصريين العفو عنه بحجة أنه مريض ويتناسي أنه سخر كافة الأيادي القذرة علي مدي 30 سنة لحماية عرشه. من هنا لابد أن نعي أن لكل ديكتاتور نهاية ولنا في المخلوع عبرة وعلينا جميعا دور كبير في حماية الثورة لنجني ثمارها بدءا من فض التظاهرات والاعتصامات ومرورا بإتاحة الفرصة للمجلس العسكري لتحقيق ما وعد به وبخاصة أنه منذ أن تولي إدارة البلاد وهو ينفذ ما وعده به ونحن الآن علي أعتاب انتخابات برلمانية ورئاسية وتغيير الدستور. نريد أن تتوحد الصفوف وننبذ مثيري الشغب والتخريب وأن نعلم جميعا أن شجرة الحرية يجب أن ترتوي من حين لآخر بدماء المواطنين والطغاة.