سمعنا كثيرا عن خطط الحكومة في مواجهة الغلاء قبل بداية شهر رمضان المبارك الذي أصبح علي الأبواب ولكن وحتي الآن لم يتم تنفيذ أي خطة.. لأن الحكومة من الواضح أنها تاركة التجار يتلاعبون بالأسعار كيفما يشاءون وعلي كل تاجر أن يضع السعر الذي يناسبه دون أي رقابة وكل دور الحكومة خلال الفترة الماضية هو إصدار قرارات لا تنفذ كما أن معظم خططها فاشلة لأنها غير مرتبطة بالواقع الذي نعاني منه جميعا. رغم استمرار جنون الأسعار واستغلال التجار غير المبرر للمواطن البسيط إلا أن الحكومة وقفت موقف المتفرج ولم تحاول أن تواجه المشكلة بشجاعة للقضاء علي الغلاء الذي بدا مع أول قرار بزيادة سعر الدولار فقد فوجئنا بقيام التجار برفع كافة أسعار السلع المخزونة لديهم مسبقا دون الانتظار لشراء سلع جديدة بالسعر الجديد للدولار ورغم تضرر المواطنين الذين تعالت صرخاتهم من الغلاء وتكرار شكواهم من جشع التجار الذين وجدوا غايتهم في الثراء السريع برفع الأسعار لثلاثة وخمسة أضعاف ومع ذلك لم تتحرك الحكومة وتفرض رقابتها علي الأسواق وتضرب بيد من حديد علي كل مستغل لهذه الأزمة. والأدهي من ذلك والأمر أن أصحاب الصيدليات الذين كنا ننتظر أن يثبتوا أنهم أصحاب قلوب رحيمة قد خالفوا ضميرهم المهني ورفعوا أسعار الأدوية المخزونة لديهم بشجع دون انتظار شراء أدوية جديدة وبيعها بالسعر الجديد. والآن لا ندري رغم ارتفاع الأسعار بشكل لا يستهان به لكافة السلع من الحبوب والأرز والخضراوات والفواكه والأدوية هل مع بدء شهر رمضان المبارك سيتم رفع الأسعار مرة أخري؟ لقد أصبح موقف الحكومة ضعيفا أمام التجار والدليل أنها أصرت علي ضربهم وفرضت أسعارا مرتفعة للكثير من السلع أهمها اللحوم والدواجن حيث أصبح سعر كيلو الفراخ البيضاء رسميا بالمجمعات الاستهلاكية 20 جنيها وزيادة أسعار اللحوم المجمدة والمستوردة 5 جنيهات وغيرها من السلع الأساسية. يا سادة أصبحنا نضع أيدينا علي قلوبنا كلما ذهبنا لنشتري سلعاً من عند البقال حيث أصبح سعر السلع يتغير كل يوم بل كل ساعة مما يمثل عبئا كبيرا علي كاهل رب الأسرة الذي أصبح لا حول له ولا قوة أمام جشع التجار والحكومة معا. نريد أن تدعم الحكومة جهودها مع أجهزة الدولة لضبط الأسواق لأنه لا يمكن أن يظل الوضع بهذا الشكل ولابد من معاقبة المستغلين لأزمة الدولار الذين قاموا برفع أسعار السلع المحلية التي لا تستورد من الخارج لأنه لو تمت معاقبة تاجر واحد مخالف لتراجع معظم التجار عن جشعهم. كلمة أخيرة: جاءت اللمة في الشهر الكريم يا أصحابي وموائد الكثير منا ستخلوا من أعز أحبابنا.. فلا تلومن من يبكي علي جراح لم تلتئم لأن للقلوب عيونا لم تغمض أجفانها.