مر الطيران المدني بسنوات عجاف شأنه شأن المؤسسات الاقتصادية كافة كادت تعصف به لسنوات إلي الوراء.. تكبد خسائر جمة.. تعثر في المضي قدما إلي الأمام.. انتاب الجميع شعور بالخوف والفزع من المجهول الذي كان علي أعتاب المرفق الحيوي الذي يعد أحد دعائم الاقتصاد القومي وكان قاب قوسين أو أدني من الانهيار. ساد هذا الشعور خلال سنوات عدم الاستقرار والفوضي التي اعقبت ثورة يناير وحكم جماعة إخوان الشياطين حتي قامت ثورة الشعب في 30 يونيو لتصحيح المسار واسترداد الوطن الذي كان علي مشارف الضياع بأيدي الخونة والانذال والسفاحين من جماعة الإخوان وأذنابهم سواء بالداخل أو الخارج. وبدأت مصر مسارها الصحيح طبقا لخارطة المستقبل واصبح لديها رئيس منتخب بإرادة شعبية هو الرئيس عبد الفتاح السيسي ثم الدستور والبرلمان بعدها بدأت الانجازات تتحقق الواحد تلو الآخر تمهيدا لبناء مصر الحديثة رغم التحديات والصعوبات ومنها الحرب ضد الإرهاب الأسود الذي لا دين له ولا وطن ولا يعرف حدودا ولا إنسانية وقريبا جدا سيتم القضاء عليه بشرط اصطفاف اطياف الشعب المصري كافة حول قيادتهم السياسية ومؤسساتهم الوطنية لأنه أهم اسلحة القضاء علي هذا الشيطان المارد الذي يزرع الفتن والألغام لإحداث الفرقة والانقسام. الطيران المدني بدأ يجني ثمار الاستقرار ودوران عجلة العمل والأداء والانطلاق إلي مستقبل مضيء ومليء بالآمال والطموحات بعد أن حل النور الساطع بديلا عن الظلام الدامس الذي عاني منه لسنوات.. واليوم تولي مسئوليته - التي من وجهة نظري لم تكن صعبة - شريف فتحي وزير الطيران المدني لديه فرصة ذهبية لاثبات الوجود والرد علي المشككين وأعداء النجاح بانجازات علي أرض الواقع فعلا لا قولا وخاصة أن هناك بعض الملفات الشائكة التي تنتظر حلولا فورية وقرارات حاسمة دون النظر يمينا أو يسارا واضعا نصب عينيه المصلحة العامة. الوزير مشغول حاليا بدراسة الملفات المتعلقة بالمطارات والملاحة الجوية والتي كانت بعيدة عنه بحكم عمله في مصر للطيران ولكنه الآن أصبح وزيرا للطيران المدني وبذلك فاهتماماته تشمل كامل انشطته.. وبحكم الزمن سيتم افتتاح المبني "2" الجديد بمطار القاهرة في عهده وهو أول الافتتاحات المرتقبة الآن.. وهناك ملفات عديدة هي محل اهتمام للوزير في الوقت الحالي منها المشروع القومي ايروبورت سيتي "مدينة المطار" والتي أصبحت علي مشارف الخروج إلي النور بعد سنوات طوال من الظلام وبخروج هذا المشروع إلي النور سيكون من أهم الانجازات التي تحققت في عهده لانه سيكون نقلة حضارية ومصدرا مهما للاقتصاد القومي والمساهمة في الحد من البطالة.. انشطة الطيران المدني عديدة ومتنوعة ولكن بقليل من الفكر وكثير من الجهد ستتحقق الانجازات التي يتعطش العاملون لتحقيقها.. ولكن السؤال هل وزير الطيران يملك من الأدوات ما يكفي لتحقيق الانجازات؟ اعتقد أن أدواته الخاصة به لا أحد يشكك فيها وأيضا بالنسبة للقابضتين مصر للطيران والمطارات هناك ثغرات بالشركات التابعة يجب النظر فيها لتوفير الخبرة والكفاءة التي تؤهلها للانطلاق بدلا من السير بخطي ضعيفة لا تواكب التطوير المطلوب.