التمثيل المصري في دورة ريو دي جانيرو الأولمبية سيكون هذه المرة تمثيلاً مشرفاً بحق. بسبب حجم المشاركة وفاعليتها.. وفي السابق كانت عبارة "التمثيل المشرف" هي غاية المراد في بعثتنا الأولمبية ومفهومها القديم كان يعني أن مجرد المشاركة في المنافسات الأولمبية هو إنجاز في حد ذاته. وليس مطلوباً من البطل المصري في هذه الألعاب. سوي أن يلبس شورت وفانلة عليها علم مصر. وأن يظهر في المنافسات ولو لمرة واحدة أو عدة دقائق. ثم يحتجب تماماً.. فيكون قد أدي المطلوب فيه. وهو التمثيل المشرف. مع تأكيدات إدارة البعثة مراراً وتكراراً علي نفس المعني. ورفع علم مصر. وأن كل أعضاء البعثة في قمة الانضباط والالتزام وأنهم عائدون بسلامة الله إلي أرض الوطن. بعد يومين من انطلاق الألعاب الأولمبية ليشاهدوها في مصر مع باقي المصريين علي شاشة التليفزيون. هذا هو التمثيل المشرف الذي كان والذي كسره بطلنا الأولمبي محمد رشوان عندما أحرز الميدالية الفضية في الجودو وتبعه آخرون بميداليات أخري.. ثم كانت الطفرة الكبري بذهبية كرم جابر في المصارعة.. وهنا اختلف المعني كثيراً ليصبح التمثيل المشرف هو التواجد المصري في المنافسات إلي أبعد نقطة في الألعاب الأولمبية واستهداف الذهب والتتويج.. ومن عجائب المصريين أن الرياضة حققت طفرة في السنوات الخمس الأخيرة. في وقت تراجعت فيه أشياء كثيرة في حياتنا. بعد ثورة يناير والتقلبات السياسية التي عاشتها مصر.. وظهرت النتائج الإيجابية لهذه الطفرة في دورة لندن الأولمبية قبل 4 سنوات بعدد لا بأس به من الميداليات.. ولدينا آمال كبيرة أن يتضاعف الحصاد المصري في دورة ريو دي جانيرو بعد أن تأهل عدد من أبطالنا في مختلف اللعبات الفردية بمستوي يؤهلهم للمنافسة علي ميداليات وأيضاً فرق الألعاب الجماعية والتي ستكون مهمتها أصعب نسبياً.. لكن تبقي إرادة المنافسة قوية وعالية ومشجعة علي تواجد مصري مشرف في ريو.. وفي هذا فإن اللجنة الأولمبية برئاسة هشام حطب ووزارة الرياضة وعلي رأسها الوزير خالد عبدالعزيز يستحقان التحية علي ما يبذل منهما في الاستعداد لهذه الدورة وتجهيز أبطالنا وتذليل كل العقبات التي تعترض المسيرة الناجحة وفي مقدمتها إعادة الربط والتواصل بين اللجنة الأولمبية واتحاد ألعاب القوي بغض النظر عن خلافات الأشخاص وأن يكون لوزير الرياضة دور في لملمة الأزمة. التي لن تكون بأي حال أصعب من أزمة نقابة الصحفيين مع الداخلية. ولعل في تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي لهؤلاء الأبطال الذين شرفوا مصر في مختلف المحافل الرياضية رسالة إلي الجميع بحق هؤلاء الأبطال في الرعاية الخاصة من الدولة وأجهزتها الحكومية وغير الحكومية لأن هؤلاء الأبطال بالأصل من صناعة أهليهم وأنديتهم.. وعندما يأتي دور الحكومة فيجب أن يكون دوراً فعالاً في كل شيء وليس في الظهور التليفزيوني فحسب. ولا تقف متفرجة أمام مشكلة صغيرة. يمكن أن تسبب خسائر كبيرة بمرور الوقت ودفن الرءوس في الرمال وتخلف بعثتنا عن البطولة العربية لألعاب القوي إنذار كبير لوزير الرياضة بما هو آت من مشكلات أكبر. وهي رسالة أيضاً لتذكير وزارة الرياضة ولجنتنا الأولمبية بأن الرياضة هي العنوان الأكثر إبهاراً للأمم. وهي من أكثر أسلحة القوي الناعمة.. وأقول هذا لأنه كان لدينا عيد للرياضة في عهد المهندس حسن صقر ولكنه أندثر سريعاً ودون معرفة للأسباب.. ولذلك نعاني حالياً من عشوائية شديدة في الاحتفاء بأبطالنا الرياضيين حيث يقوم كل قطاع بتكريم أبطاله دون غير المنتمين إليه. وبحسب قوته يكون الاهتمام الإعلامي به. وعلي سبيل المثال. فقد احتفلت مؤخراً المؤسسة العسكرية بأبطالها الرياضيين فكان حفلاً كبيراً وبأصداء واسعة.. بينما أبطال الإرادة والتحدي المنتمون للجنة البارالمبية والمعاقون لا يشعر بهم أحد. رغم أنهم يحققون إنجازات كبري ولديهم أيضاً دورة بارالمبية في ريو بعد انتهاء دورة الأسوياء.. لذلك فإن عودة عيد الرياضة برعاية رئيس الجمهورية سيكون بداية لطفرة رياضية مستديمة وحقيقية.