أكد فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر. أن شريعة الإسلام لها تاريخ عريق في موضوع الطفل وحمايته. وذلك منذ أكثر من أربعة عشر قرناً من الزمان. ولاتزال أحكامها في هذا المجال. رغم قدمها. تمثل إشعاعاً علمياً وتربوياً حديثاً لا نظير له في أي نظام اجتماعي آخر.. مؤكداً أنه لا يوجد نظام فلسفي أو اجتماعي فطن للأهمية القصوي للطفل في حياة المجتمعات واستقامتها في الفكر والسلوك. بمثل ما فطن له نظام الاسلام الذي منح الطفل حقوقاً وهو لايزال في عالم الذر. قبل أن يتخلق في رحم أمه. أضاف خلال مؤتمر إطلاق إصدارات علماء الدين عن المنظور الإسلامي والمسيحي لحماية الأطفال من العنف والممارسات الضارة. بالتعاون بين المركز الدولي الاسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر. وأسقفية الخدمات العامة والاجتماعية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسف"- أن أحكام الشريعة كانت غاية في الدقة والعمق. حيث رافقت الطفل وهو جنين في بطن أمه. ورتبت له حقوقاً يأتي في مقدمتها حق رعايته. وحرمة الاعتداء علي حياته بأي نوع من أنواع الاعتداء أو الأذي. ولم تتوقف هذه الأحكام عند ولادة الطفل بل صاحبته رضاعاً وفطاماً ويفاعة ورشداً. كل ذلك في مساواة تامة بين الولد والبنت في المعاملة والاهتمام والمحبة والحنو والحنان. وفي عدالة مطلقة في توزيع مشاعر الأبوين بالسوية علي الأبناء. أوضح الإمام الأكبر أن الأزهر في رسالته التنويرية للناس. ومنهجه الوسطي. يحرص علي الدفاع عن حقوق الأطفال وحمايتهم من العنف بكل أشكاله وأنواعه مثل زواج الأطفال. والزواج القسري. وختان الإناث. وعمل الأطفال. واغتصابهم. وغياب المظلة الأسرية. وأطفال الشوارع. والعنف الأسري ضد الأطفال. وعنف المدارس والمؤسسات التربوية والملاجيء الخيرية. واستغلال الأطفال في النزاعات المسلحة والاتجار بالأطفال. والعنف الاعلامي ووسائل الاتصال الحديثة ضد الأطفال.. لافتا إلي ضرورة ألا تتحول سعادة الآباء بأطفالهم إلي مصدر للإرهاق المادي بسبب تكاليف بعض الاحتفالات التي جعلها الشرع من قبيل الأمور المستحبة أو المباحة. حتي لا يؤخذ الأمر المباح أو المستحب مأخذ الأمر الواجب أو المسنون. وتكون النتيجة وقوع الفقراء في محظور التكليف بما لا يطاق وهو ممنوع شرعاً. قال بيتر سلامة. مدير مكتب "يونيسف" الإقليمي للشرق الأوسط "لم يعد بالامكان انكار حجم العنف ضد الأطفال ونحن نقدر عدد الأطفال الذين يتعرضون للعنف عالميا بنحو مليار طفل كل عام تتراوح أعمارهم بين عامين و17 عاماً". أضاف: "أشكال عديدة من العنف يتعرض لها أطفال المنطقة أيضاً في ليبيا والسودان واليمن والعراق وسوريا ولبنان وفي أفغانستان". ووقع الحاضرون جميعاً من تربويين وعلماء دين وعلم نفس واجتماع- والذين قدر عددهم بأكثر من 2000 شخص- علي بيان "مناهضة العنف ضد الأطفال الذي أعدته اليونيسف.