ما فعله ناظر محطة سمالوط بالمنيا يوم الثلاثاء الماضي يدعو للفخر ويمثل دليلا جديدا علي أن المصريين مازالوا يحبون هذا الوطن وأبناءه علي الرغم من محاولات التشويه التي يبذلها أعداء الداخل والخارج حتي يصيبوهم بالإحباط واليأس ويفقدوهم الأمل في الغد. ناظر المحطة أحمد فضل رفاعي ومعه محمد عبدالعظيم مساعد البلوك بالمحطة "الاثنان من قرية أبوحسيبة بمركز مطاي بالمنيا" قاما بعملية شبه انتحارية لإنقاذ مدينة سمالوط من كارثة كانت كفيلة بالقضاء علي أجزاء كبيرة من الأخضر واليابس بها لو حدث وانفجر قطار السولار الذي كان محملا بأكثر من ألف طن سولار. الواقعة كما رواها ناظر المحطة تقول انه في تمام الساعة الثانية بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي فوجئ بعربة وسط قطار السولار المنتظر بالمحطة تشتعل فيها النيران. فلم يشعر بنفسه إلا وهو يهرول مع مساعد البلوك لفك العربة وفصلها عن بقية عربات القطار حتي لا تحدث كارثة. خاصة ان القطار كان يتكون من 29 عربة وكل عربة محملة بأربعين طنا من السولار بإجمالي حمولة ألف ومائة وستين طنا. بسرعة وخلال اثنتي عشرة دقيقة تمكن ناظر المحطة ومساعد البلوك من فصل العربة عن الجزءين الأمامي والخلفي من القطار وإبعادها عن الجزءين. ولكنه أثناء ذلك تطايرت عليه النيران فاحترقت ذراعه اليسري بالكامل وربع ظهره وذراعه اليمني من الكوع حتي الكف بالإضافة إلي حروق بالوجه والرأس ويرقد الآن يتلقي علاجه بمستشفي التأمين الصحي بالمنيا. هؤلاء هم الصعايدة وليسوا من يتندر عليهم البعض هؤلاء هم الصعايدة رمز الشهامة والجدعنة والأصالة والرجولة التي تظهر وقت الشدائد. فقد كان يمكن لناظر المحطة الانتظار وطلب سيارة إسعاف التي قد تأتي أو لا تأتي. ووقتها ستكون الكارثة قد وقعت وانفجرت عربات القطار الواحدة تلو الأخري حتي تتجمع نيران ألف طن سولار معًا لتأخذ أمامها أي شيء. كلمات الشكر لا تكفي أمام شجاعة هذا المواطن البسيط الذي لم يفكر في نفسه ولا بيته ولا أبنائه. ولكن كل ما كان يشغله وقت تنفيذ هذه العملية شبه الانتحارية هو إنقاذ سمالوط بمن فيها من بشر وبيوت وأراض ومنشآت. هذه هي مصر.. الخير فيها إلي يوم الدين. شعبها الطيب الشهم المحب لها بلا حدود سيظل حاميها من كل خطر سواء أكان هذا الخطر من الداخل أو الخارج. ولن ترهبه كلمات وتهديدات شخصيات أتفه من التفاهة إذا قورنت بموقف ناظر محطة سمالوط أحمد فضل رفاعي ومساعد البلوك محمد عبدالعظيم.