ما الذي يحدث في اتحاد كتاب مصر. وهل الاتحاد في سبيله فعلا إلي الانهيار بسبب الانقسامات الحادة بين أعضاء مجلس إدارته. والاتهامات المتبادلة بينهم والتي وصلت الان إلي ساحات المحاكم. وإلي متي تستمر هذه الخلافات التي تؤثر علي أداء الاتحاد الذي اصبح بلا فاعلية تقريبا..ثم ما أسباب الخلافات أصلاً؟ أعترف أنني مش فاهم أي حاجة! مبدئيا هناك حساسية لدي في الكتابة عن أزمة الاتحاد نظراً لأن ثلاثة من زملائي في هذه الجريدة أعضاء في مجلس إدارة الاتحاد. فضلا عن أن معظم أعضاء مجلس الإدارة بمن فيهم رئيس الاتحاد نفسه أصدقاء أعزاء. ورغم أنني لست عضواً في الاتحاد. ولا أحب أن أكون عضواً لأسباب تخصني.فإن وجود الاتحاد قوياً وفاعلاً ومؤثراً أمر مطلوب. فليس من مصلحة أحد أن ينهار هذا الكيان. نعم لدينا ملاحظات كثيرة علي أدائه. لكن ذلك لا يعني أن نترك أمره للعواصف والأعاصير والخلافات الشخصية التي قد تطيح به وتجعله أثراً من بعد عين. لسنا هنا في معرض سرد الخلافات وأسبابها. فالكلام المتداول علي ألسنة الأطراف المتنازعة فيه إساءة للجميع. كما أن بعض الخلافات منظور أمام المحاكم الآن. وما كنا نتمني وصول خلافات. المفترض أنها ثقافية. إلي ساحات المحاكم. لكن ذلك ما حدث. ويبدو أن الخلافات تجاوزت ما هو ثقافي إلي ما هو شخصي. ووصلت إلي الطعن في الذمم والضمائر. ولاأحد يدري من المحق ومن المدان. الأزمة بدأت منذ أن تولي الشاعر د. علاء عبدالهادي رئاسة الاتحاد. حيث انقسم المجلس ما بين مؤيد ومعارض لسياساته. حتي تفاقمت الأمور الاسبوع الماضي وتوالت استقالات أعضاء مجلس الإدارة والتي بدأت باستقالة الكاتبة هالة فهمي. ثم تصاعدت باستقالة سبعة أعضاء دفعة واحدة هم : محمد السيد عيد. شريف الجيار. عبده الزراع. ربيع مفتاح. حمدي البطران. مصطفي القاضي. مدحت الجيار. وتردد أن الشاعر مسعود شومان تقدم هو الاخر باستقالته الخميس الماضي. الغريب أن الاستقالة التي تقدم بها الأعضاء السبعة غير مسببة. حيث اكتفوا بقولهم : نتقدم نحن الموقعين أدناه. لمجلس اتحاد كتاب مصر. باستقالتنا من عضوية المجلس. مع خالص المودة. المودة مطلوبة نعم. لكن ما أسباب الاستقالة؟ لم يذكروا شيئاً في نص الاستقالة. لكنهم أصدروا بيانا قبل الاستقالة جاء فيه : مر اتحاد كتاب مصر في الفترة الأخيرة. بمنعطف خطير. حيث تمكن الاخوان من الزحف لأول مرة علي مجلس إدارة الاتحاد. حتي سيطروا في الانتخابات الأخيرة. علي أكثر من ثلثي مقاعد المجلس. ونعلن نحن الموقعين علي هذا البيان أننا ضد الأخونة. ونعلن أننا ضد الانقسام الذي يتعرض له المجلس الآن. بسبب الاستقطابات الحادة التي يكرس لها أعضاء هيئة المكتب. ونرفض ما وصل إليه مستوي الحوار من تدن. بدلاً من الحوار اللائق مما أدي إلي انتقال مشكلات بعض أعضاء المجلس إلي المحاكم. لقد أدي كل هذا. إلي تراجع دور الاتحاد. وفشله في تحقيق المأمول منه. في هذه الدورة. وفي ظل اللحظة الاستثنائية التي تمر بها مصر. إننا نهيب يقول البيان بأعضاء الجمعية العمومية أن ينتبهوا لما يراد باتحادهم. وأن يتخذوا الخطوات اللازمة للحفاظ علي هذا الكيان الثقافي الرائد. وبالاضافة إلي هذا البيان فقد أصدرت مجموعة أخري من أعضاء مجلس الإدارة بيانا وهم : أحمد عتر مصطفي. اسامة ابو طالب. حزين عمر. زينهم البدوي. جمال التلاوي. الأمير أباظة. جمال أحمد عبدالحليم. عزة رشاد. محمد ياسن الفيل. حسين الباحي. زينب العسال. يسري العزب. مدحت الجيار. حامد ابو احمد. ويقول البيان الذي صدر في 22فبراير الحالي: نؤكد نحن الموقعين علي هذا البيان التزام اتحاد كتاب مصر بأنه سيظل دائما مظلة نقابية وثقافية لكل كتاب مصر ومثقفيها ومبدعيها علي اختلاف توجهاتهم الفكرية. دون أدني تمييز أو تفريق. وأن الاتحاد بعيد كل البعد عن كل محاولات التسييس التي يمارسها البعض ضمن أغراض ضيقة لاتعدو كونها مكاسب شخصية لأصحابها. أضاف البيان : وقد حرصنا علي بيان موقف الاتحاد بعدما تداولت بعض الأخبار مشاركة رئيس الاتحاد بصفته في الاجتماع الأخير للتيار الشعبي. وهو الأمر الذي ليس له أي أساس من الصحة. وأن الاتحاد ومجلسه لم يفوض رئيسه في ذلك. ولا في أي تجمعات أخري كما نؤكد أن المجلس لم ينعقد علي مدي خمس جلسات حتي الآن اعتراضاً من الأعضاء علي تصرفات رئيس الاتحاد. ومن ثم لم يناقش الاتحاد هذه القضايا أو عروضا للمشاركة فيما سبق ذكره. هذا ويشدد الموقعون علي هذا البيان علي التنديد بتصريحات رئيس الاتحاد علي بوابة الأهرام. حيث اتهم فيها بعض أعضاء المجلس بالانتهازية. وواصفاً بعض الأعضاء بانتمائهم لجماعة الاخوان المسلمين. مما يمثل تشهيراً بالأعضاء. وتصنيفاً مكارثيا مرفوضاً من كل مبدعي مصر. كما يتضمن نوعاً من استعداء الرأي العام ومؤسسات الدولة علي نقابة من أهم نقابات الرأي في مصر. ونشير في هذا السياق إلي أنه سبق ووقع رئيس الاتحاد علي بيان سابق ينفي عن أعضاء مجلس الادارة وجود انتماءات إخوانية في داخله وعليه نحتفظ نحن الموقعين علي هذا البيان بحقنا في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في هذا الشأن.. والله الموفق. وهكذا يمضي مجلس إدارة الاتحاد. ربما لأول مرة في تاريخ الاتحاد. في اتهامات واتهامات مضادة وبيانات تصدرها كل كتلة أو تكتل.. ولا أحد يدري إلي أين تقود الاتحاد كل هذه الخلافات والمشاحنات والاتهامات.. هل يكون الحل في قيام الجمعية العمومية بطرح الثقة في مجلس الإدارة وإعادة انتخاب مجلس جديد أكثر توافقا وانسجاما كما يري البعض؟ هذا شأن أعضاء الجمعية.. وما علينا سوي الانتظار ومراقبة الموقف عن بعد. دون انحياز لهذا الطرف أو ذاك.