أكد عمر لوديزياني عضو مجلس ادارة مجموعة "انتيزا سان باولو" الإيطالية المالكة لنسبة 70.25% من أسهم بنك الإسكندرية والمسئول عن منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا علي أهمية الثورة المصرية ووصفها بأنها واحدة من أعظم الثورات في العالم.. وقال انه علي يقين تام أنها ستلعب دوراً ايجابياً في دعم الاقتصاد المصري خلال السنوات القادمة. مشيراً إلي أن الثورات بشكل عام لا تحمل مشكلات لشعوبها.. ولكن رخاء وتنمية. قال لوديزياني خلال لقائه بالوفد الصحفي المصري الذي كان في زيارة للعاصمة الايطالية روما بدعوة من المجموعة الايطالية المالكة لبنك الإسكندرية ان تحقيق الرخاء والتنمية لن يتأتي الا في ظل الاستقرار السياسي الذي يساعد ويشجع علي تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة. مشيرا إلي انه لا يتصور حدوث تدفق للاستثمارات في ظل حالة عدم الاستقرار التي تشهدها مصر حاليا. أضاف: انه زار ميدان التحرير ليتنفس هواء مصر الجديدة وتأثر بمشهد الشباب المتواجد بالميدان الطامح في مستقبل أفضل ثم قال لنفسه ان الثورات من الممكن ان تؤثر علينا بالايجاب.. ورغم ان الجميع يمر بلحظات حرجة إلا أن هناك الكثير يمكن عمله وأهم شئ هو العمل والانتاج ودعم الاستقرار الذي بدونه يمكن لأي مراقب ان يتوقع سيناريوهات سوداوية للاقتصاد المصري لا تتمناها أي دولة في العالم تهتم بمصر بصفتها دولة محورية في المنطقة. أشار إلي أن العالم بأكمله يمر بظروف حرجة عصيبة حيث تجتاح الثورات العالم العربي.. والتوترات تخيم علي أوروبا.. وهناك بعض القلق في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ومن هنا فالعالم كله يمر بلحظات حرجة ومحورية الا ان الثورة في كل من مصر وشمال أفريقيا أو حتي في الدول العربية من الممكن ان تؤثر ايجابيا. طالب المصريين بأن يشمروا عن سواعدهم ويبدأوا العمل والانتاج وانه شخصيا لو كان في وضعهم لفعل ذلك فورا دون انتظار للمساعدات الخارجية.. وأن يفعلوا كل ما بوسعهم لخدمة بلادهم والارتقاء بها وان يساعد شباب الثورة في عودة الاستقرار والهدوء كي تتم استعادة الأنشطة الاقتصادية خاصة السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر لدعم معدلات النمو في الاقتصاد المصري. قال إن بنك الاسكندرية وباستراتيجية موضوعة من قبل مجموعة "انتيزاسان باولو" الإيطالية مستمر في دعم الشركات للنهوض بالاقتصاد المصري. مشيرا الي ان مساعدة الاقتصاد لن تكون عبر البنوك والمؤسسات ولكن من خلال العلاقات الدولية. وأوضح ان دولا عديدة أعلنت مساندتها لمصر وتقديم تمويل ميسر ومن بينها أوروبا وأمريكا علي اعتبار ان مصر دولة محورية مهمة بها 84 مليون نسمة ولديها تاريخ طويل إلا أنه في نفس الوقت قال: ماذا لو تعرضت هذه الدول لمشكلات وأزمات داخلية فهل ستكون لمصر نفس الأولوية؟! لهذا يجب علي المصريين الاعتماد علي سواعدهم واعادة عجلة الانتاج لأن الذي يبني مصر هو سواعد أبنائها وليس المساعدات الخارجية. أضاف ان استراتيجية المجموعة تعتمد علي البقاء في مصر وعدم الخروج منها مهما كانت الظروف حيث تمثل مصر مركز الثقل للمجموعة وان شعار المجموعة عندما تتواجد في دولة ما المسعي لأن تكون "بنك الدولة" الذي يساعد اقتصادها علي النمو ويدعم مشروعات البنية التحتية بها والمشروعات المتناهية الصغر.. وقال انه ينصح الحكومة المصرية بالمراهنة علي هذه النوعية من المشروعات للنهوض بالاقتصاد القومي. وصف قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأنه قطاع واعد. مشيرا الي اهتمام المجموعة الايطالية بتنميته وانها تبحث تأسيس شركة لتقديم الدعم الفني للمشروعات المتناهية الصغر في مصر بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية "IFC" ولدي المجموعة خبرات واسعة في هذا المجال اضافة الي 2000 موظف مؤهل للتعامل مع أصحاب هذه النوعية من المشروعات. أوضح ان مشكلة المشروعات متناهية الصغر في مصر من وجهة نظره تتلخص في عدم وجود مراكز مالية وميزانيات لأصحاب هذه المشروعات يمكن علي أساسها تحديد التدفقات النقدية وبالتالي منح ائتمان. وقال: اننا نسعي للاستفادة من تجربتنا الطويلة داخل السوق الايطالية حيث هناك نحو 4 ملايين مشروع متناهي الصغر ولو أن كل مشروع يعمل به 4 أفراد لأصبح مجموع العاملين بهذه المشروعات 16 مليونا من الأيدي العاملة مشيرا إلي ان ذلك حصيلة 60 عاما من العمل في ايطاليا. وبالنسبة لمصر كانت العقبة الأولي هي تطويره وتدريب العملاء من هذه الشركات وقال انهم يحاولون وضع أشخاص مؤهلين كبداية لكنهم يحتاجون للبنية التحتية التي تقع مسئولية اقامتها علي الدولة كما يجب تشجيع الجمعيات المتخصصة في ضمان تمويل هذه المشروعات وهو ما يشجعها علي التعامل مع البنك مشيرا إلي انه توجد في ايطاليا جمعيات أهلية ضامنة للمقترضين من الشركات الصغيرة وتتوالي تحليل سياسات العميل. وعن مجموعة "انتيزاسان باولو" الايطالية قال عمر لوديزياني انها ليست بنكا حديثا ولكنها تكونت علي مر السنوات بضم العديد من البنوك اليها.. ولهذا فهي بنك لتجميع ثقافات عدة ودول مختلفة ولديها أكثر من 7 آلاف فرع تغطي جميع الأراضي الايطالية.. وما يقرب من 15 مليون عميل داخل ايطاليا وحدها اضافة إلي نحو 8 ملايين عميل خارج ايطاليا ينتمون لنحو 13 دولة تتواجد بها المجموعة.. وهناك في مصر وحدها 1.1 مليون عميل زادوا بعد الثورة إلي1.25 مليون عميل وهو أمر يبشر بالخير مستقبلا. أضاف ان المجموعة بادرت بزيادة رأس المال باضافة 5 مليارات ليقترب من 30 مليار يورو "29.8 مليار" الأمر الذي يجعلها واحدة من أكبر البنوك الأوروبية.. موضحا ان بهذه الزيادة تكون المجموعة قد حققت مطالب "بازل 3" وتجاوزتها مشيرا إلي ان هذه الاصلاحات تمت قبل ان تتفاقم الأزمة المالية وبالتالي تم تحقيق مركز مالي قوي يمكنها من تحقيق التوازن الداخلي فهي ليست في حاجة إلي سيولة أو اقتراض. أشار إلي ان وضع المجموعة الايطالية مماثل لوضع البنوك المصرية من حيث قوة القطاع العائلي كمودع وهي ميزة تنعكس علي كافة البنوك الايطالية موضحا ان مشكلة البنوك في ايطاليا هي الدين الحكومي. قال ان مجلس الشيوخ الايطالي وقع علي الموازنة الايطالية الجديدة والتي تتبع سياسة تقشفية تسمح بسد العجز علي مدي 4 سنوات بنحو 70 مليار يورو. أشار إلي ان المجموعة تقع بين أكبر 10 بنوك في أوروبا وتعتمد علي ثلاثة أقسام رئيسية هي التجزئة.. والمشروعات الصغيرة والمشروعات المتوسطة ولدي المجموعة بنك متخصص في تمويل الجمعيات والمؤسسات الأهلية غير الهادفة للربح وهو بنك "بروسما" ومعناه القريب من الناس.. وشركة "مونيتا" المتخصصة في الأقراض العائلي.. و"شنتوريفيتا" المتخصصة في التأمين.. وتعمل المجموعة علي دمجها لتكون ثاني أكبر مؤسسة تأمينية في ايطاليا. أما فيما يخص الشركات فقال عمر لوديزياني ان لدي المجموعة الايطالية 19 ألف عميل من كبريات الشركات وهناك 54 فرعا داخليا متخصصا في تمويل الشركات المتوسطة.. وفي الخارج سلسلة فروع ومكاتب تمثيل في كل مكان علي الأرض. وعن مصر قال عمر لوديزياني ان مصر تعتبر من الدول الهامة وتمثل مركز الثقل بالنسبة للمجموعة الايطالية التي لديها بنوك مهمة تابعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.. فعلي سبيل المثال فان فرع انتيزا يحتل المركز الثالث في ألبانيا.. والثاني في كرواتيا.. والأول في صربيا.. والخامس في المجر.. والخامس في مصر بعد الأهلي ومصر والقاهرة والتجارة الدولي كذلك وان بنك الاسكندرية حصل علي تقييم أفضل بنك في عام .2009 أشار إلي انه نتيجة ان بنك الاسكندرية كان في السابق بنك عام فان المحفظة تنقسم إلي60% شركات و40% تجزئة للأفراد بينما في باقي البنوك الخاصة تكون النسبة 80% للشركات و20% للتجزئة. أكد التزام المجموعة التام بالاستمرار في اقراض الشركات رغم المناخ الصعب من حيث التكلفة الأعلي والموارد الأقل وخضوع كثير من العملاء للتحقيق والمحاكمة.. وقال انه في ظل هذا السوق الصعب مازال بنك الاسكندرية مستمرا في نهجه في دعم الشركات للنهوض بالاقتصاد. أضاف ان كل الثورات في العالم تشهد انخفاضا في الدخل القومي خاصة في الفترة التالية عليها ثم لا يلبث ان ينمو معربا عن أمله في ان يكون ما يحدث في مصر حاليا هو آخر المطاف في منحني الهبوط ليتم الانطلاق بعدها. قال ان الاستثمارات الأجنبية المباشرة تعاني من التوقف حاليا نتيجة لحالة عدم الاستقرار السياسي والأمني للبلاد مشيرا إلي ان المجموعة ومن خلال بنك الاسكندرية تعمل علي استعادة الاستثمارات الأجنبية لمصر.. واستعادة معدلات التصدير والسياحة.. كما تولي اهتماما كبيرا بالبنية التحية حيث جاء إلي مصر اثنان من أعضاء المجموعة الايطالية لبحث عدد من المشروعات في مجال البنية الأساسية من خلال بنك المجموعة المتخصص "BIIS" الذي رصد 500 مليون يورو لاستثمارها في مشروعات بنية تحتية في مصر وتم في وقت سابق عرض فكرة مؤداها ان تكون البداية بمشروعات ميناء سفاجا ومحور روض الفرج.. وأكد ان هذا العرض مازال متاحا أمام الحكومة المصرية ومستمرا بعد الثورة. أكد تمسك المجموعة الايطالية بالبقاء في مصر.. وانه لا نية مطلقا لبيع بنك الاسكندرية الذي تم شراؤه في صفقة بلغت قيمتها 5 أضعاف القيمة الدفترية للبنك ب 1.6 مليار دولار محققة بذلك أعلي سعر لشراء بنك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. قال ان تمسك المجموعة بالشراء بهذا السعر المرتفع دليل علي ان الهدف هو التواجد بمصر الذي يمثل هدفا استراتيجيا يرجع لأهمية مصر كدولة محورية عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط وأن ذلك يعبر عن قناعة المجموعة بأهمية مستقبل مصر.. كما ان الأرباح التي يتم تحقيقها يعاد استثمارها محليا في البنك داخل مصر لدعم الاقتصاد المصري.. كما انه لا توجد نية لتغيير اسم بنك الاسكندرية أو بيع حصص أخري من البنك مشيرا إلي ان بيع حصة تساوي 9.75% إلي مؤسسة التمويل الدولية "IFC" التابعة للبنك الدولي جاءت لخدمة أهداف استراتيجية. أعرب عن دهشته من التشكيك في صفقة بيع بنك الاسكندرية ووصفها بأنها من أكثر الصفقات شفافية حيث تمت في ظل مزايدة عالمية ضمت عددا كبيرا من المؤسسات الدولية.. وكان السعر الذي تمت به مثار دهشة للجميع.. وشارك في اتمام الصفقة الحكومة ووزارة المالية والبنك المركزي المصري والهيئات الرقابية والقضائية وتساءل كيف يمكن بعد ذلك لأحد ان يشكك فيها. طالب المتشككين بالصمت مؤكدا ان مثل هذه الشائعات من شأنها الاضرار بالاقتصاد المصري وإخافة المستثمرين.. وقال ان سياسة المجموعة هي اعادة استثمار أرباح البنك محليا كما اكد ايمان المجموعة بمصر وان لديها يقين بأن الاقتصاد المصري سوف يتعافي بسرعة. وحول تغيير القيادة المصرية للبنك المتمثلة في محمود عبداللطيف وفاطمة لطفي قال عمر لوديزياني ان البنك المركزي المصري بصدد اجراء تعديلات في القيادات المصرفية وفصل منصب الرئيس عن العضو المنتدب.. وقال ان المجموعة في انتظار هذه التعديلات مشيرا الي ان عدد الايطاليين في بنك الاسكندرية 6 موظفين فقط مقابل 5500 موظف مصري داخل البنك. أضاف ان جنسية قيادة البنك لا تهم.. ولكن الذي يهم هو كفاءة الادارة.. وأعرب عن امنياته بأن يري رئيسا مصريا لبنك تابع للمجموعة في بلد آخر. أوضح ان الثورة في مصر لم تخرج ضد شخص الرئيس السابق ولكنها خرجت ضد النظام بأكمله وهو ما يفرض علينا ان نغير طريقة تفكيرنا والمهم الادارة الجماعية الكفء والعمل بروح الفريق مشيرا الي انه بعد قيام الثورة كان في مصر وطالبه العاملون ببنك الاسكندرية باختيار رئيس ايطالي فتم اختيار "برونو جامبا" الرئيس الحالي الذي أصبح مصريا أكثر منه ايطاليا وقد رفض ترك مصر في الأوقات العصيبة وشارك مع جيرانه المصريين في المقاومة الشعبية. من جانبه قال سالشستي جانيا لوكا رئيس قطاع البحوث والاقتصاد العالمي بالمجموعة الايطالية انه وفقا للتقارير الأخيرة لصندوق النقد الدولي حول الاقتصاد العالمي فان معظم النمو العالمي خلال الفترة القادمة سيكون من خلال الاقتصاديات الناشئة مشيرا الي ان التغيير الذي يحدث في مصر حاليا يمثل فرصة سانحة لتحقيق أعلي المعدلات المتوقعة بشرط اتخاذ القرارات السليمة واستمرار سياسة الاقتصاد الحر وبذلك يمكن ان يصل معدل النمو إلي 6% أما اذا ما تم اتباع سياسات خاطئة تعود بالانغلاق عن الاقتصاد العالمي مع استمرار تداعيات النمو في السكان بمعدل 2% سنويا فان ذلك كفيل بتخفيض معدلات النمو المتوقعة وتراجع مستوي دخل الفرد. أشار إلي ان معدلات النمو في الاقتصادات الناشئة تمثل 50% من معدل النمو العالمي.. وان الصين تمتلك نصف احتياطيات الدول الناشئة.. وثلث الاحتياطي العالمي من النقد الأجنبي. قلل جانيا لوكا من حجم المخاوف من سيطرة الاسلاميين علي مقاليد الحكم في مصر مؤكدا ان العبرة بالسياسات ضاربا المثل بالحكم الرشيد حتي تركيا التي تحقق نموا سنويا 8% واتخذت السياسات اللازمة لتحرير الاقتصاد العالمي والتجارة والاندماج في الاقتصاد العالمي. كان ايميل اسكندر مدير الادارة العامة للبحوث والدراسات ببنك الاسكندرية التابع للمجموعة قد افتتح اللقاء وقام بالتعريف بأعضاء الوفد الصحفي والصحف والمؤسسات التي ينتمون اليها وأكد أهمية التعاون الوثيق بين بنك الاسكندرية والمجموعة الايطالية.. وقال ان زيارة الوفد الاعلامي تأتي بعد ثورة الشباب في مصر وتأثيراتها علي البيئة المحيطة.. وتهدف الي التعرف علي استراتيجية المجموعة ودورها في دعم الاقتصاد المصري. وكان في صحبة المجموعة واستقبالها لدي وصولها إلي روما إليسيو روتا المسئول الأول عن العلاقات العامة والخارجية بمجموعة "انتيزاسان باولو" وماريان فيورا زونو نائب مدير العلاقات العامة.. واشرف علي تحضير اللقاء والمؤتمر الصحفي كل من فرانشيسكا أنا كيارا مسئولة العلاقات العامة.. وباليرمو باتيرا فرانشيسكا مسئولة الاعلام الخارجي بالمجموعة.