* بالتأكيد.. هناك فرق شاسع بين المعارضة المحترمة العاقلة وبين الإساءة والشتائم والاستهزاء بالآخر.. وهناك فرق شاسع بين أن تكون معارضاً من أجل الإصلاح والبناء.. وأن تكون معارضاً من أجل الفوضي والتخريب وتدمير الوطن.. السياسة علم وفن وذوق رفيع.. ومن يمارسون العمل السياسي أو يكتبون في السياسة يجب ان تتوافر فيهم علي الأقل هذه العناصر الثلاثة: العلم والفن والذوق الرفيع.. حتي تنتهي الظاهرة السيئة التي شاعت في وسائل إعلامنا.. والتي تحول فيها الحوار السياسي من أدب رفيع إلي شتائم و"ردح" و"شرشحة".. وركب فيها الغوغائيون الموجة.. فانقلبت الموزاين وضاعت الحقائق.. وصارت الكفاءة تقاس بالصوت العالي والقدرة علي "قلة الأدب". *** * الذين يوزعون صكوك الوطنية هذه الأيام لا يختلفون في شيء عمن كانوا يوزعون صكوك الدين.. أولئك كانوا يتحدثون باسم الله وهؤلاء يتحدثون باسم الوطن.. والله والوطن لا يحتاجان لمن ينوب عنهما أو يتحدث باسمهما.. نحن "الشعب" الذين نحتاج إلي من يخلص النية لله وللوطن ويتقي الله فينا.. وأفضل الناس أنفعهم للناس.. والدين المعاملة. *** * الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر غضبان من الحملة الشعواء التي يشنها بعض المثقفين - أو المنتسبين للثقافة - ضد مؤسسة الأزهر الشريف. والتي تجاوزت في اتهاماتها معايير أدب الحوار والنقد الموضوعي الهادف والحق في حرية التعبير والرأي لتبلغ حد البذاءة والإجتراء علي الحقيقة وتقويض دعائم صرح ديني ووطني وقومي عظيم. يقينا.. شيخ الأزهر لا يغضب من النقد العلمي الذي يهدف إلي الإصلاح والتطوير والتجديد.. وإنما يغضب من وضع الثقافة والمثقفين في خندق المعادين للأزهر ومن تجنوا عليه من المتطرفين والإرهابيين والتكفيريين الذين درجوا علي اتهام الأزهر بالفساد ونفاق الحكام. يقول الشيخ الطيب: "نحن مع النقد المحترم وليس مع الإسفاف والكذب والافتراء. والإسلام يحض علي حق الإختلاف ويقبل بالحوار والمجادلة بالحسني. والأزهر مع حرية الرأي والفكر. لكن حرية الرأي لا تعني الافتئات علي الحقيقة واتهام الأزهر بأنه ينتج فكر داعش. لأن هناك فارقاً واسعاً بين حرية الرأي والسباب والشتائم. لا تغضب يا فضيلة الإمام.. سيبقي الأزهر منارة للعلم والعلماء.. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. *** * الفضائيات في النهار تطالب بتجديد الخطاب الديني. وفي المساء تروج للدجل والشعوذة وتحضير الأرواح وطرد العفاريت.. الفضائيات لا تهتم بمضمون الرسالة التي تبثها وما تقوم به من تزييف وعي الجماهير.. كل همها ان تثير الجدل وتختلق المعارك لتحصل علي أعلي مشاهدة.. هل هذه هي الحرية التي ندافع عنها للإعلام والإعلاميين؟! *** * لابد من ذبح البقرة المباركة.. هكذا قالت اللجنة المشكلة لبحث حالتها وتحليل اللبن الذي قيل انه يشفي كثيراً من الأمراض.. ثم اتضح أن كل ذلك مجرد كذبة وتضليل وضحك علي البسطاء.. نعم لابد من ذبح بقرة البحيرة المبروكة وكل بقرة يقال انها مبروكة.. كفاية تضليلاً وفتناً.. ودجلاً.. ديننا لا يعرف البقرة المبروكة ولا البقرة المقدسة. *** سؤال مهم يجب ان تجيب عنه الحكومة بكل وضوح حتي يقتنع أعضاء مجلس النواب ونقتنع نحن أيضاً: إذا كان قانون الخدمة المدنية مهماً وسوف يصلح الجهاز الإداري للدولة.. فلماذا رفضته مؤسسات ومصالح وهيئات مهمة جداً في الدولة.. وطلبت عدم تطبيقه عليها فتم استثناؤها؟! *** * انفطر قلبي من أجل الفنانة ماجدة الصباحي "79 عاماً" التي حصلت ابنتها غادة نافع علي حكم بالحجر عليها لاصابتها بالخرف.. بينما قالت هي للأخبار: أنا وكل ما أملك لابنتي. نرجو من محاكم الأسرة التي تصدرهذه الأحكام ومن الصحف ووسائل الإعلام عدم نشر مثل هذه القضايا لدواع إنسانية لا أكثر.