بعيداً عن حسن أو سوء النوايا.. سأفترض جدلاً أن حزب العدالة الحرة وما يسمي ائتلاف الإخوان المنشقين وبعض المتأسلمين صادقون فيما قالوه من أن عزمهم تنظيم مليونيات في عدد من المحافظات انما هو لدعم الدولة والرئيس السيسي.. سأفترض جدلاً ان هدفهم من المليونيات فعلا هو تفويت الفرصة علي تنظيم الإخوان الداعي لمظاهرات تستهدف تخريب البلاد واسقاط مصر في الذكري الخامسة لانتفاضة 25 يناير.. سأفترض جدلاً أنهم قد خلعوا بالفعل عباءة الإخوان واصبحوا مع مصر قلبًا وقالباً وانهم يقينا فرحون بانجاز الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل التي اقرتها ثورة 30 يونيه بانعقاد مجلس النواب وبدء مهمته الوطنية. سأفترض جدلاً كل هذا.. لكن هل الدولة والرئيس في حاجة لمليونيات..؟! * أولاً.. اي مظاهرات ستكون فرصة من ذهب للإخوان للتصادم وإراقة الدماء.. بل إنهم الآن يبتهلون الي شياطينهم ان تنظم مظاهرات مؤيدة للدولة والنظام ليعثوا في الأرض فساداً. * ثانياً.. لا الدولة ولا السيسي في حاجة أصلاً لأي مليونيات داعمة لهما.. البلد يسير بخطي ثابتة والرئيس أيضا.. ومن ثم فإن اي حشد بالشوارع لن يكون حتما للصالح العالم. * ثالثاً.. باستثناء المأجورين وعملاء السبوبة والنخبة "العرة" واعلام العار فإن الشعب عبر في اكثر من مناسبة بصحف وفضائيات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضه التام لأي مظاهرات أو مليونيات داعمة للدولة والرئيس أو معادية لهما حتي لا يختلط الحابل بالنابل. * رابعاً.. علي حزب العدالة الحرة وما يسمي ائتلاف الإخوان المنشقين والمتأسلمين ان يدعموا الدولة والرئيس بطريقة أخري غير التظاهرات والمليونيات ان كانوا جادين فعلاً في دعمهم. والآن.. ماذا يجب ان يكون..؟؟ : 1 كل من تراوده نفسه النزول في 25 يناير عليه ان يراجع نفسه مليون مرة.. غير مسموح تنظيم مظاهرات أو مليونيات لدعم الدولة والرئيس. 2 لن نسمح ابداً بإعادة انتاج المسخرة التي حدثت في انتفاضة 25 يناير من احتلال الميادين والشوارع ونصب خيام قذرة وتلويث البيئة وتعطيل مصالح البلاد والعباد. 3 التنظيم الدولي للإخوان اجتمع "C.I.A" ومخابرات عدد من الدول المعادية في تركيا واستند احد بنود خطتهم التآمرية الي استثمار نزول مظاهرات ومليونيات داعمة للدولة والنظام وضربها لاشعال حرب أهلية.. فكيف نكون علي علم بذلك ونحقق لهم ما خططوا اليه..؟؟ 4 ان تفويت الفرصة علي الإخوان الفاشيين لا يكون بمنحهم هذه الفرصة علي طبق من ذهب بدعوة الناس الي النزول في مليونيات.. ولكن بعدم النزول اصلا وترك الإخوان يواجهون مصيرهم المحتوم خاصة انهم لم يعودوا قادرين علي الحشد والخلافات تضرب اركانهم.. ومن المؤكد أن الشرطة كفيلة بفلولهم والمفروض الا نعوق عمل رجال الشرطة. 5 في انتفاضة 25 يناير 2011 استغل الإخوان المظاهرات لتنفيذ مخططهم الإجرامي لاسقاط الدولة لا النظام فقط فحرقوا 99 قسم شرطة في وقت واحد بمساعدة الحمساويين واقتحموا السجون وهربوا عناصرهم الذين "مسكوا البلد" بعد ذلك اضافة الي 23 ألف سجين جنائي لنشر "الفوضي الخلاقة" وخربوا مؤسسات الدولة والمولات.. وهذا لن نسمح به ثانية. 6 إذا اصر ما يسمي ائتلاف الإخوان المنشقين علي تنظيم المليونيات رغم كل هذا.. فإن اصرارهم هنا سيكون مريباً وضد الدولة والرئيس وسيواجه بمنتهي الحسم والقوة المفرطة. مصر يا سادة لا تريد من احد التظاهر دعماً لها لا في 25 يناير ولا في 30 يونيه ولا في اي وقت أو مناسبة.. الدعم الحقيقي لها بأن نعمل ونخلص في العمل لا ان نترك اعمالنا وننزل الميادين والشوارع لقتل بعضنا بعضاً. مصر لا تحتاج لمظاهراتكم ومليونياتكم دعماً لها.. فهي مدعومة اصلا من شعبها "الحقيقي" وجيشها وشرطتها.. واولاً وقبل اي شيء فإنها محمية من المولي عز وجل.