مصر تأخرت في إعلان موقفها من الاعتداء الإيراني علي السفارة والقنصلية السعودية في طهران ومشهد. الموقف المصري لم يكن بالحرارة المنتظرة في تضامنه مع السعودية.. كان حذراً. السعودية مستعدة ان تدفع أي ثمن مقابل جذب مصر إلي صفها أكثر في المواجهة مع إيران. هذا بعض ما تطوعت به بعض الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية والعربية تعليقاً علي الموقف المصري. محاولة جديدة. ومكشوفة لدق اسفين في العلاقات المصرية السعودية. تكررت مرات ومرات منذ تولي جلالة الملك سلمان عرش المملكة. وباءت بالفشل في كل مرة. مصر عضو في التحالف العربي الذي يحارب لتحرير اليمن من النفوذ الإيراني الداعم للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح.. والتحالف بقيادة السعودية. مصر عضو في التحالف الإسلامي للحرب علي الإرهاب الذي تقوده السعودية ويضم 34 دولة ليس بينها ايران. مصر لم تتأخر في اعلان موقفها. ولم يتوقف التواصل المصري السعودي علي كل المستويات. قبل وبعد هذا الحادث ربما بساعات. كان وزير الخارجية المصري سامح شكري في الرياض قبل الحادث.. وكان ربع أعضاء مجلس الوزراء المصري بعد الحادث لعقد الاجتماع الثاني للمجلس التنسيقي بين البلدين. وكان اجتماعا ناجحا. ومصر أدانت الاعتداء الإيراني بأشد العبارات. كما أكدت أن أمن السعودية من أمن مصر ولا يوجد أكثر قوة في التعبير عن التضامن الكامل من هذه الجملة. وأوضحت مصر. في اشارة إلي قطع السعودية والبحرين والسودان علاقاتها الدبلوماسية مع إيران رداً علي العدوان الإيراني أنه لا توجد علاقات دبلوماسية أصلا لمصر مع إيران حتي تقطعها.. والتمثيل الدبلوماسي بين البلدين في أدني درجاته. ثم ان بيان الادانة شديد اللهجة الذي صدر عن مجلس الأمن بالاجماع كان مبادرة مصرية وصياغة مصرية في أول موقف عملي تتخذه مصر بعد أيام من تسلم مقعدها غير الدائم في المجلس في الأول من يناير. والسعودية تدرك كل ذلك تماما.. وليس بين الدولتين وقياديتهما ما تخفيانه عن بعضهما.. التعامل مباشر علي جميع المستويات. والشفافية والوضوح هو أهم ما يميز العلاقات. ولدي القيادة السعودية من سعة الأفق والحكمة ما يجعلها تستوعب كل الظروف. ويكفي أنها تتفهم مثلا موقف دولة عضو معها في مجلس التعاون الخليجي مثل سلطنة عمان التي اعتذرت عن عدم المشاركة في التحالفين اللذين تقودهما المملكة.. التحالف العربي في اليمن.. والتحالف الاسلامي. ولم تتخذ هي أو قطر موقفا قويا ضد ايران في اعتدائها الأخير. لكن هناك من يريد دائما الوقيعة بين مصر والسعودية بالذات.. وهناك من يبحث عن ماء عكر يصطاد فيه. وهذا يؤكد أن التحالف القوي والدائم بين الدولتين يسبب قلقا وازعاجا لأعدائهم.