أن تحتل مصر موضع الصدارة في حوادث الطرق. لتصبح الأولي علي العالم. فلابد من أسباب تدفعنا إلي المناقشة والتحليل. ومحاولة البحث عن حلول. الغرامات الباهظة لا تجني سوي زيادة موارد الدولة. في مقابل النزف البشري والمادي الذي يدفعه الوطن نتيجة حوادث الطرق. طرق البلاد الاخري تشهد سرعات للسيارات تفوق مثيلتها في بلادنا. لأن الطرق هناك ممهدة. وتحفز علي الانطلاق. ولأن القوانين تستهدف انسيابية المرور بلا حوادث يضار منها قادة السيارات أو المشاة. الطرق في بلاد برة ليست ساحة لسباق السيارات. للمشاة نصيب أهم. والكثير من الشوارع الداخلية في المدن تلزم قادة السيارات بالتوقف إن حاول أحد المارة عبور الشارع. قد يصح هذا التصرف في زحام المرور. بحيث يجد المشاة طريقاً وسط السيارات. أما في الاشارات فان العقوبة صارمة وفورية إذا استعرض السائق عضلاته. وأصر علي كسر الاشارة واختراق المارة أثناء عبورهم بين ضفتي الشارع. رجال المرور في بلادنا تستطيع أن تراهم في كل مكان لكنهم يختفون غالباً في المفارق والتقاطعات المزدحمة. يبدو تشابك المارة والسيارات أصعب من أن يجد له العسكري حلاً فيخلي كل شيء لحال سبيله. وكفي الله المؤمنين القتال! اللافت أن بعض مفارق الشوارع الرئيسة داخل المدن تخلو من إشارات المرور. فتندفع السيارات دون أن تضع في بالها عباد الله الغلابة الذين يحاولون عبور الطريق. يحضرني ضفتا مطلع كوبري أكتوبر من غمرة. فالسيارات تأتي مندفعة دون أن يلحظ قائدو السيارات عابري الطريق. وكان لالغاء مترو مصر الجديدة من شارع عبدالحميد بدوي تأثيره في تفاقم الزحام والسرعة. بما جعل عبور المشاة للشارع مغامرة يجب أن يؤدي الشهادتين قبل أن يقدم عليها. وإذا كانت الطرق السريعة قد أتاحت للسيارات أن تنطلق. فان خلوها لمسافات طويلة من مواضع لعبور المشاة. قد يضطرهم إلي محاولة للعبور من أي مكان. وتحدث فواجع نحن في غني عنها لو راعينا البعد الانساني. حوادث السير التي يستشهد فيها مواطنون أبرياء تثير غضب أبناء القري علي جانبي الطرق. وقد تنشأ مصادمات بين الأهالي وقادة السيارات. وهو ما تطالعنا به الصحف وقنوات التليفزيون علي فترات متقاربة. وتضطر المحليات إلي إنشاء كوبري موضع الحادثة. اتقاء حوادث مماثلة قادمة. وهو حل أشبه بالمسكنات. فلابد من حل جذري يتيح للسيارات الانطلاق بالسرعة المتاحة. علي أن يعبر المشاة من كوبري أو نفق لا يبتعد بضعة كيلو مترات! تنظيم حركة السيارات ليس المهمة الوحيدة لرجل المرور. عبور المشاه أهم. فالثمن الغالي أرواح الموطنين!