أصبح الفشل الكروي لدينا هو القاعدة.. وأن أي صحوة أو طفرة قد تطرأ عليها ما هي إلا استثناء.. رغم أنه لا يوجد أي طفرة أو صحوة منذ أن تولي اتحاد الكرة الحالي المسئولية الذي توالت النكبات علي يدي مسئوليه.. وما قدمه المنتخب الاوليمبي في السنغال ليس بجديد علي هذا الاتحاد ولكن الجديد أن يتولي ملف الفشل اتحاد "فاشل" من أساسه لم يقدم أي شيء للعبة إلا أنه تراجع بها ولم يقف حتي في مكانه.. فشل في التأهل لأمم أفريقيا في حلقة من حلقات السقوط المتكرر لبطولة كنا أبطالا لها ذات يوم ثم باتت عاصية لنا.. فشل في التأهل للمونديال الاخير بفضيحة الستة أمام غانا.. فشل في تأهل المنتخبات السنية للبطولة الافريقية وأصبح تبريراته نغمة تعودنا عليها.. ونحن نتحمل المسئولية ولا نعرف ماذا نحن فاعلون بتحملهم المسئولية دائما.. فهم مازالوا يتفنون في ابعاد كرتنا عن المحافل الكبري وهم في مناصبهم ومراكزهم دون أن يحركوا ساكنا ويصرون علي البقاء حتي يتأكدوا من قتل اللعبة أفريقيا ودوليا وأوليمبيا.. يحاسبون المدربين والأجهزة الفنية وهم انفسهم يجب أن يحاسبوا.. والحساب يجب أن يكون عسيرا علي ما فعلوه في الكرة. خروج المنتخب الاوليمبي بهذه الطريقة المهينة من بطولة أفريقيا ليست مسئولية جهاز حسام البدري بمفرده.. ولا اللاعبين وحدهم لكنم السبب الرئيسي فما وصل إليه المنتخب الي كان يتسول اعدادا جيدا ومباريات ودية قوية لا تتوفر له إلا إذا وجد المنتخب الاول تجمعا ولو طارئا حتي معسكرات المنتخب الاول كانت بلا تخطيط والدليل معسكر الامارات حالة تشتت اللاعبون بين المنتخبين الاول والاوليمبي جعلت اللاعبين يشعرون بأنهم نجوم "عصرهم وزمانهم" وما جاء الزمن بغيرهم ولا أفضل منهم فتعالوا علي الكرة وتعاملوا معها "من فوق" ولم يستطع البدري أن يزيل عنهم هذا الشعور وهذه مسئوليته الاولي.. والبدري نفسه كان يضع استقالته "في جيبه" يلوح بها في كل وقت وأوان وكأن هذا المنتخب لا يعنيه في شيء ولم يكن هناك تنسيق بينه وبين كوبر وكأن كلا منهما في واد منفصل عن الاخر وانه لا يوجد عامل مشترك بينهما وهو مصلحة كرة القدم المصرية وليس اسمه فقط.. ورغم الحشد من اللاعبين الذين كنا نطلق عليهم لقب النجوم "مجازا" ظهروا اقزاما بين المنتخبات التي واجهناها خاصة مالي التي اعتبرناها الحلقة الاضعف في المجموعة لكنها استأسدت علينا ودقت المسمار الاخير في انهاء نجومية هذا الجيل وكشفتهم علي حقيقتهم. كالعادة.. نغضب ونثور وكل يلقي المسئولية علي الاخر والنتيجة لا شيء.. نفتح ملفات ونناقش اسباب السقوط ثم ننشغل بالدوري والصراع بين الاهلي والزمالك علي النقاط.. ثم التنافس علي لاعب في فترة الانتقالات هو في النهاية "ابن هذه المرحلة" لا جديد لديه ليقدمه لنا إلا المشاكل والازمات وزيادة حالة الاحتقان بين الناديين الكبيرين وتأخذنا الايام إلي أن نجد انفسنا أمام معترك جديد لم نستعد له كما ينبغي فتكون النهاية المؤلمة ولا نحاول أن نستفيد من فشلنا لكي نبني طريقا للنجاح. الكل مسئول عما وصلنا إليه اتحاد.. وجهاز فني.. ولاعبون.. يجب أن يحاسبوا حتي لا نصحو علي كارثة جديدة فلم يبق لنا إلا المنتخب الأول وحلم المونديال الذي يراودنا منذ اكثر من ربع قرن ولا نعرف هل يمكن أن نحققه أم اننا ايضا سنعود لنغضب ونثور.. ونفتح ملفات ثم نغلقها لنتفرغ لصراع النقطة و"ظلم الحكام لهذا النادي أو ذاك وننسي الهدف الأكبر.. وهو المنتخب الذي نبني عليه آمالنا.. وربنا يستر.