للمرة الثانية رفض الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر تكفير الدواعش.. أكد انهم ليسوا كفرة بل مفسدون في الأرض!! قال في حواره المفتوح مع شباب الجامعات ان المؤمن هو من آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.. وان الخروج من الإيمان إلي الكفر يستوجب انكار كل ما سبق أو بعضه.. وان مرتكب الكبائر بما فيها الموبقات من قتل وسرقة وشرب خمر وفقا للمذهب الأشعري الذي يسير عليه الأزهر طوال1060 عاما ليس بكافر ولكنه مؤمن عاصي.. وبالتالي فإن الأزهر لا يحكم بالكفر علي شخص يؤمن بالله حتي لو ارتكب فظائع الدنيا كلها!! أعلن انه طبقا لذلك.. فإن الدواعش ليسوا كفرة بل مفسدون في الأرض يحاربون الله ورسوله.. وإذا حكمنا عليهم بالكفر فإن ذلك يوقعنا فيما نلومهم عليه حيث انهم يكفرون الشعوب ويستحلون دماءهم متذرعين بأقوال الخوارج بأن العمل جزء من الإيمان. عندي استفسارات محددة ليت فضيلة الإمام الأكبر يجيبني عليها: * أولا.. من هو المنوط بهم إقامة الحدود.. حكام الدولة التي ينتمي إليها مرتكب الكبيرة إذا افترضنا ارتكابها أم العصابات المسلحة التي تغير علي الدول الإسلامية مثل الدواعش؟ * ثانيا.. الحدود التي نعرفها هي قطع رأس القاتل ويد السارق وجلد شارب الخمر والزاني غير المحصين.. فهل استجدت حدود لا نعرفها تبيح الحرق والإغراق وتعليق الرءوس والتمثيل بالجثث وهدم الآثار لمحو الحضارات بحجة انها أوثان.. مثلما يفعل الدواعش؟ * ثالثا.. سنفترض جدلا ودون اقتناع مني ان الدواعش ليسوا كفارا علي اعتبار انهم يقولون "لا اله الا الله محمد رسول الله" ولو نفاقا فهل من حقهم قتل المسلمين الذين يتلون نفس الشهادتين؟ ثم أليس قتلهم الأقباط بدعوي ان الأقباط كفرة يخرجهم من الإيمان إلي الكفر لانكارهم دينا له كتاب ورسول؟ * رابعا.. فضيلة الإمام الأكبر.. تقول ان الدواعش ليسوا كفر بل مفسدون في الأرض.. أي يجب ان تطبق عليهم حدود الحرابة المنصوص عليها في الآية الكريمة 33 من سورة المائدة: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا ان يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم".. وهنا يقفز سؤالان: 1- من بالضبط سيطبق علي الدواعش حدود الحرابة الأربعة القتل والصلب وقطع الأيدي والأرجل من خلاف والنفي أي السجن أو الابعاد؟ 2- هناك آراء فقهية تعفي الدواعش من إقامة حدود الحرابة عليهم.. أبوحنيفة والثوري واسحاق وابن قدامه يشترطون ان يكونوا محاربين وفي الصحراء فإذا كانوا داخل القري والأمصار فلا تطبق عليهم هذه الحدود حيث يمكن ان يلحق الغوث بأهل تلك الأماكن ويكون المعتدون هنا مختلسين.. والمختلس ليس بقاطع طريق ولا حد عليه.. فما رأي فضيلتكم هنا بالنسبة للدواعش الذين لا يحاربون في صحراء بل في قري وامصار.. في مدن حديثة؟ خامسا.. سؤال أخير ولكنه للدواعش انفسهم: تجرون الدماء انهارا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وشمال سيناء وكلها دول ومناطق مسلمة.. في حين انكم موجودن علي بعد كيلو مترات محدودة من إسرائيل ومن قاعدة انجرليك الأمريكية في تركيا ولا تمسون أيا منهما ولو بصاروخ افراح أو "بمب" مولد النبي ايه.. اليهود في نظركم مسلمون علي حق أم ان تركيا أكبر بيت للدعارة والشذوذ في العالم أكثر إسلاما من الدول الإسلامية ذاتها؟ اجيبوني.. لعنة الله عليكم وعلي من جيّشكم ضدنا.