أستطيع القول وبضمير مستريح أننا بدأنا فعلا السير في الطريق الصحيح اقتصاديا.. وهي خطوة كنا في حاجة ماسة إليها سواء علي مستوي السياسة المالية والنقدية أو المشروعات القومية.. وهو ما نحتاج تطبيقه في مشروع "الحياة والموت".. النيل وسد النهضة. لقد أصاب الرئيس السيسي الهدف في السويداء عندما قرر تعيين فاروق العقدة محافظ البنك المركزي السابق والخبير الاقتصادي العالمي محمد العريان في المجلس التنسيقي للبنك. وتعيين د. أحمد درويش وزير التنمية الإدارية السابق رئيسا للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس. لا شك أن الأداء المالي للدولة يواجه تحديات لا حصر لها خاصة في ظل التراجع المتوقع في إيرادات القطاع السياحي ولفترة لن تكون قصيرة بعد كارثة الطائرة الروسية.. وبالتالي.. كان ضروريا استمرار تطوير القطاع المصرفي وإدارة الاحتياطي الأجنبي وسوق الصرف والتنسيق بين السياستين المالية والنقدية مع مجلس التنمية الاقتصادية التابع لرئاسة الجمهورية. من هنا.. كان لابد من اختيار شخصيات اقتصادية من الوزن الثقيل لتحقيق ذلك ووضع رؤية اقتصادية للدولة يتم ترجمتها إلي سياسات تستهدف زيادة النمو الاقتصادي إلي أكثر من 5% وخفض التضخم وتقليص العجز في الموازنة العامة وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وضبط سوق صرف العملات الذي أصبح "سداح مداح".. ولذا كان تعيين العقدة والعريان في المجلس التنسيقي للبنك المركزي قرارا ضروريا وصائبا جدا.. وبإذن الله سوف نري النتائج المبشرة تباعا. ولا شك أيضا.. أن المشروعات القومية الاستراتيجية تحتاج إلي فكر خاص ورجال يتم اختيارهم بعناية فائقة حتي تؤتي ثمارها خاصة مشروع قناة السويس بمراحله المتتالية وآخرها شرق التفريعة.. وأظن - وليس بعض الظن إثما - أن د. أحمد درويش بما يملك من عقلية اقتصادية وإدارية ومواهب تكنولوجية عالية جدا هو الرجل الأفضل لهذه المهمة لوضع استراتيجية اقتصادية لمحور القناة ليس للفترة الحالية فقط.. بل لعشرات السنين.. انتظروا وسوف ترون ما يثلج صدوركم ويطمئن أفئدتكم علي مستقبل هذا المحور المهم وبالتالي مصر كلها. واستكمالا لقرارات التعيين الصائبة بنسبة مليون في المائة.. أقترح علي الرئيس السيسي إسناد ملف سد النهضة إلي د. مفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشئون القانونية السابق وعضو لجنة استرداد طابا بالتحكيم الدولي. قناعتي الشخصية أن د. شهاب هو الأنسب والأصلح لتولي هذا الملف الحيوي المهم خاصة أن المفاوضات الجارية الآن والتي تتصف بالضعف والميوعة مع الجانب الأثيوبي فاشلة حتي كتابة هذه السطور ولا أتوقع نجاحها في ظل تعنت أديس أبابا وسعيها إلي فرض سياسة الأمر الواقع علينا.. فهي تسرع في البناء وأنجزت بالفعل أكثر من 50% من السد وتسوف وتتلكأ وترفض التوصل إلي حلول فنية وتقويها علي ذلك جهات دولية مشبوهة ومغرضة معروفة للكافة. الدكتور مفيد شهاب انتزع مع فريقه المفاوض منطقة طابا من بين أنياب إسرائيل في انتصار ساحق وماحق سيظل مكتوبا بأحرف من نور في التاريخ.. ويقيني أنه قادر علي إنهاء قضية سد النهضة بالطرق السلمية والقانونية لصالحنا في ظل نفينا اللجوء إلي الحل العسكري ضد أثيوبيا وتفضيل الطرق القانونية سواء مع الاتحاد الأفريقي أو مع الأممالمتحدة من بعده. أرجو دراسة هذا الاقتراح الذي ربما يكون موجودا فعلا علي مكتب الرئيس ويفاجئنا به عقب عودته من فرنسا بسلامة الله.. أتمني.