ليلة هادئة عاشها المعتصمون بميدان التحرير أمس بعد أحداث موقعة العباسية الدامية وإصابة العشرات منهم. واستغل الكثير منهم الإجازة الرسمية لثورة 23 يوليو. وذهب البعض للترفيه وتغيير جو الاعتصام والتقاط الأنفاس.. ولكن لم تخل الليلة الماضية من الاجتماعات المكثفة للحركات والأحزاب السياسية والائتلافات الموجودة بالميدان وكانت حول دراسة الوضع في الاعتصام ومواقف التصعيد المطروحة وتأمين الميدان خلال الجمعة القادمة التي يشارك فيها القيادات الإسلامية.. وكانت أبرز هذه الاجتماعات التي أقامتها حركة 6 أبريل للوصول إلي صيغة معينة للرد بها علي الاتهامات الموجهة إليهم بالوقيعة بين الجيش والشعب. إلا أنهم توصلوا في النهاية إلي الاكتفاء بالصمت تجاه هذه الاتهامات. والتقدم بطلب إلي المجلس العسكري بتقديم أدلة اتهامهم إلي النائب العام والتحقيق فيها إن وجدت. أكد أعضاء اللجنة الإعلامية وأعضاء المكتب السياسي وصندوق الإعاشة بالحركة استعدادهم للذهاب إلي النيابة العامة يوم الثلاثاء القادم لتقديم بلاغات في أنفسهم حتي يتم التحقيق في مصدر الأموال التي يصرفون منها خلال الاعتصام. وكذلك مصدر أموال إعاشتهم في الميدان. أوضح د. محمد أبوالنور- عضو اللجنة الإعلامية بالحركة- أن الجمعة القادمة هي جمعة "الشمل" وتدعو إلي توحيد كل التيارات والقوي والأطياف داخل الميدان تحت لافتة واحدة وهتاف واحد. واستنكر بشدة توقع الكثيرين بحدوث الصدام والاشتباكات بين التيارات الإسلامية ومن جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين علي معتصمي التحرير وطردهم من الميدان. مشيراً إلي أن هناك اتفاقات موسعة جرت بين الحركة وقوي أخري بالميدان مع التيارات الإسلامية لتجنب حدوث أي احتكاك يصيب الثورة أولا وليس المعتصمين. وقال: سوف نرد علي كل من يتهمنا بالوقيعة داخل الميدان وسوف نعمل علي تحويل الجمعة القادمة إلي" يوم استثنائي في تاريخ الثورة. وأضاف ان الميدان اتفق علي طلبين في الفترة الحالية. هما تحجيم صلاحيات المجلس العسكري وفي المقابل إعطاء صلاحيات مطلقة للحكومة الجديدة حتي تكون حكومة صلاحيات وليس حكومة مكاتب. فيما أكد شريف الروبي عضو المكتب السياسي بالحركة والمسئول عن صندوق الإعاشة رفضه التام لمحاولات تحميل فشل الحكومة في تحقيق مطالب الثورة علي حركة 6 ابريل. أوضح أن حركة 6 ابريل انشقت إلي جبهتين.. الجبهة الأولي الديمقراطية التي تواصل اعتصامها السلمي الآمن. وجبهة ماهر التي قامت بتدريب الناشطين السياسيين في صربيا ولكنها انفصلت عن حركة 6 ابريل الرسمية. وقال: سوف نذهب إلي النيابة العامة يوم الثلاثاء لتقديم بلاغات في أنفسنا للتحقيق في كل الاتهامات الموجهة إلينا من تلقينا تمويلاً خارجياً أو عملنا لصالح أجندات خارجية. شهد ميدان التحرير في الليلة الماضية انقساماً بين المعتصمين بالميدان في الخروج إلي مسيرة أخري إلي ميدان العباسية. ولكن الكثير منهم اعترض علي الفكرة. انضم إلي المعتصمين بميدان التحرير أمس عدد كبير من معتصمي محافظة السويس مؤكدين علي رفضهم لفض الاعتصام وعلي التعديل الوزاري ورددوا هتافات "مش عايزينك يا داخلية". ظهر في الميدان بعض الائتلافات الجديدة مثل "ائتلاف اغبياء.. لكن بنفهم". وكذلك "حزب المندسين". وحركة "30 فبراير". قال محمد فهمي واحمد عادل- أعضاء بحزب المندسين: إن أعضاء حزب المندسين ليسوا مندسين ولكن سمي الحزب بهذا الاسم تهكماً علي الحكومة التي اتهمتنا بالاندساس والبلطجة. ويؤكد جئنا إلي الميدان لتوصيل صوتنا إلي الحكومة للتأكيد علي إننا ثوار ولا نتبع أي أجندات خارجية. قال عبدالرحمن علي- عضو حركة الجبهة: إن المعتصمين حاليا يدرسون موقف الاعتصام بحرية والتركيز علي عدم جدوي التصعيد لأنه ليس في مصلحتهم ذلك خوفاً علي استقرار البلد. قال عبدالرحمن أبوزيد- من لجنة تأمين الميدان: المعتصمون بالميدان لا يريدون أي صدام مع التيارات الإسلامية ولكنهم إذا اضطروا إلي ذلك لم يتوانوا للحظة في الخروج عن اعتصامهم.