ما حدث أمس الأول في مدينة السادات بالمنوفية وفي محافظة السويس يحتاج إلي موقف حاسم وحل جذري وأيادي ثابتة غير مرتعشة. أن يقوم 200 شخص بحرق قسم شرطة السادات عقاباً للقيادات الأمنية التي رفضت تسليمهم مسجلاً خطراً قتل اثنين وأصاب ثلاثة آخرين لخلاف علي تجارة المخدرات. ثم الإمساك بهذا المسجل وقتله والتمثيل بجثته أمام المارة.. فهذا ليس له سوي معاني محددة هي أن هؤلاء الأشخاص لا يحترمون الدولة ولا يخشون القانون ولا يهتمون بمشاعر المواطنين ولديهم قناعة تامة بأن الشرطة لن تقاومهم خوفاً من الحساب والمحاكمة والعقاب في ظل الانفلات الأمني والأخلاقي الذي نحياه. .. وأن يندس بلطجية أرسلهم الشيطان بين أسر شهداء السويس ويحاولون اقتحام مبني الأمن الوطني. ثم يعتدون علي المبني وقوات تأمين قناة السويس التابعة للجيش الثالث الميداني بالحجارة وقنابل المولوتوف. ثم يقبض علي أربعة فقط من المعتدين.. فهذا يُحَمِّل أسر الشهداء مسئولية السماح لهؤلاء المندسين بالاندساس بينهم.. وبالتالي تَحَمُلهم كل الوزر رغم تبرؤهم من هذه الجريمة. لقد سبق أن اندس أشخاص بين المتظاهرين في التحرير واقتحموا المجمع وأخرجوا الموظفين منه وأغلقوا المبني ومنعوا الدخول إليه لمدة يومين.. ولولا شباب الثورة الذين فتحوا المجمع وطردوا البلطجية من الميدان لكانت النتائج مروعة. بلطجية آخرون هددوا باقتحام مبني مجلس الوزراء وطرد الحكومة منه وتعيين أخري علي مزاجهم!! وبلطجية من نفس العينة حاولوا اقتحام مبني وزارة الداخلية ثم تراجعوا في آخر لحظة خوفاً من رد الفعل الدامي!! وبلطجية مثلهم هددوا باحتلال مبني الإرشاد وإغلاق قناة السويس أمام الملاحة الدولية!! الأحداث كثيرة وتضيق المساحة عن ذكرها جميعاً.. وكلها وقعت دون موقف حاسم.. إنها المهزلة بعينها.. في الأول والآخر. لابد أن تتحدد المواقف علي النحو التالي ويكون ذلك معلوماً للجميع: * من حق أي مواطن أن يتظاهر أو يعتصم بالشكل القانوني الذي لا يعطل مصالح الناس ولا يقطع طريقاً ولا يخرب منشأة عامة أو خاصة. * من حق الشرطة أن تدافع عن الممتلكات العامة والخاصة مثل: أقسام الشرطة والوزارات والمنشآت الحيوية والمؤسسات والهيئات وغيرها إذا ما حاول أحد اقتحامها أو حرقها أو تخريبها.. وللشرطة وقتها كافة الصلاحيات والتدابير ولو سقط المئات من المعتدين ودون أي إدانة لها. * من حق مصر وشعبها علي الثوار وأسر الشهداء والمتظاهرين والمعتصمين أن يسلموا أي بلطجي أو متجاوز يندس بينهم بقصد التخريب إلي أقرب قوة أمنية أو عسكرية لمحاكمته.. وإلا فليتحملوا هم المسئولية.. ولا مجال هنا لأن يتبرأوا مما يصنع البلطجية.. لأن ما صنعوه كان في حماية المتظاهرين. لابد أن تحدد المواقف جلياً.. نرفض تماماً أسلوب الضرب والحرق والاقتحام والقتل.. ثم التبرؤ والاعتذار. وعلي الجميع أن يتحملوا مسئولياتهم تجاه الوطن والمواطن في هذه المرحلة الدقيقة.