42 عامًا مرت علي حرب أكتوبر المجيدة التي أعادت للشعوب والجيوش العربية والإسلامية كرامتها وعزتهاوحطمت غرور وأسطورة العدو المتغطرس التي وصفوها وقتها بأنها لا تقهر وأنزلت بجيش الاحتلال هزيمة قاسية أذهلت العالم. في هذا اليوم السادس من أكتوبر 73 العاشر من رمضان خاض الجيش المصري أعظم المعارك في التاريخ. والتي كانت بمثابة معركة وجود وحياة تجلت خلالها روعة الروح والإرادة المصرية و كالعادة التحم الشعب مع الجيش وتحولت مصر كلها رجالاً ونساءً وشبابًا وشيوخًا إلي جنود مقاتلين علي الجبهة وفي الداخل.. اصطفاف وطني رباني غير مسبوق.. الكل علي قلب رجل واحد لاسترداد سيناء الحبيبة وتحرير كل حبة رمل من الاحتلال الإسرائيلي.. وخاض أبطال القوات المسلحة المعركة وهم صائمون. واضعين أمام أعينهم النصر أو الشهادة.. ولقنوا العدو درسًا في فنون القتال والتكتيكات العسكرية معظم المعاهد والكليات العسكرية تقوم بتدريسها حتي الآن. ان التاريخ سوف يتوقف طويلاً طويلاً أمام عملية يوم السادس من أكتوبر بالفحص والدرس كما قال الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام .. وكيف تم الإعداد لها بأعلي درجات السرية فانطلق الجيش العظيم للعبور وحطم بسواعد رجاله البواسل خط بارليف وأسقط خرافة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. اننا اليوم ونحن نحتفل بذكري انتصار أكتوبر المجيدة علينا استحضار واستلهام روح النصر في كل مجالات الحياة مع استنفار واستنهاض الهمم والجهود لبناء مصر الحديثة.. فمصر لم تنكسر بعد نكسة يونيو 1967 ولم يتسرب اليأس إلي المصريين في استرداد أرضهم وإنزال الهزيمة بعدوهم.. الجميع ارتفع فوق آلام وجراح هذه النكسة.. رافضين اليأس والاستسلام.. وتوحدوا خلف القائد وانخرطوا في البناء والتنمية والإعداد لاسترداد الأرض فتحقق لهم النصر. علينا أن نستلهم من نصر أكتوبر روح الإرادة والتحدي فننطلق نحو البناء والتنمية والقضاء علي الفساد والروتين والبيروقراطية وإعلاء قيم الفضيلة والأخلاق مع ضرورة اختيار الكفاءات للمناصب بعيدًا عن الوساطة والمحسوبية.. والقضاء علي جشع التجار وناهبي الأراضي والمال العام. وأخيرًا: تلقيت توضيحًا عبر الهاتف وردًا علي الإيميل من الأستاذ محمود دياب المتحدث باسم وزارة التموين تعقيبًا علي مقال الأسبوع الماضي "فضيحة القمح المستورد" ولأن القضية شائكة ولضيق المساحة أعاود الكتابة عنها الثلاثاء القادم.