جامعة كفر الشيخ تنظم لقاءات تعريفية للطلاب الجدد    محافظ أسوان: انتظام العملية التعليمية بمجمع مدارس أبو الريش بحري    «الزراعة» تكشف موعد انخفاض أسعار الطماطم في الأسواق| خاص    حملة على قرى الطريق الصحراوي الشرقي والغربي لاسترداد أراضي أملاك الدولة    المدير التنفيذى ل"ابدأ": نستهدف تشجيع الصناعة المحلية لتوفير 16مليار دولار    رانيا المشاط تلتقي الأمين التنفيذى للجنة الاقتصادية لأفريقيا لمناقشة الجهود المشتركة    استمرار البحث عن المفقودين جراء الغارة الإسرائيلية على بيروت    ارتفاع قتلى الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت ل50 شخصًا    «إكسترا نيوز»: مصر تناشد مواطنيها بعدم السفر إلى إقليم أرض الصومال    جوميز يحفز لاعبي الزمالك قبل موقعة السوبر الأفريقي    هدف ريال مدريد.. نجم بايرن ميونخ يثير التكهنات حول مستقبله    عمر مرموش يحسم موقفه من الرحيل عن فرانكفورت    كيف ودع رمضان صبحي اللاعب أحمد فتحي بعد إعلان اعتزاله؟    السجن 5 سنوات لمتهم عرض ابنه للبيع على فيس بوك بأوسيم    «معلومات الوزراء»: تراجع أعداد الإصابات الجديدة في أسوان بشكل ملحوظ    حقنة مخدر وراء العثور على جثة شاب في الوراق    «قصور الثقافة» تسدل الستار على مهرجان مسرح الهواة في دورته العشرين    مهرجان الغردقة يخصص جلسة عن علاقة السياحة بصناعة السينما    كريم الحسيني: «محمد رمضان أصابني بذبحة قلبية»    2250 مستفيدة من الحملة التنشيطية لتنظيم الأسرة بالإسماعيلية    الصحة: إنارة 24 مستشفى ومركز للصحة النفسية بمناسبة اليوم العالمي للتوعية ب "ألزهايمر"    إنفوجراف| كل ما تريد معرفته عن متحور كورونا الجديد «XEC»    أعراض مرض الكوليرا وطرق الوقاية منه    وزارة العمل تنظم ندوة توعوية بقانون العمل في المنيا    مسؤول أمني إسرائيلي كبير: الوضع الحالي في الضفة الغربية يقترب من نقطة الغليان    السفير الروسي بالقاهرة: تحرير الأراضي الروسية من المسلحين الأوكرانيين أولوية موسكو    سياسيون: «قمة المستقبل» تعكس جهود القيادة المصرية في تمكين الشباب    الشهرة والترند تقود فتاة للادعاء في فيديو اعتداء 5 سودانيين عليها بفيصل    الأهلي يترقب.. العين يستضيف أوكلاند سيتي في كأس إنتركونتيننتال اليوم    وزارة العمل تواصل تفعيل تدريب مجاني لفتيات أسيوط    أونروا: مخيمات النازحين تعرضت اليوم لأول موجة أمطار فى خان يونس جنوب غزة    بسمة وهبة تعلق على سرقة أحمد سعد بعد حفل زفاف ابنها: ارتاحوا كل اللي نبرتوا عليه اتسرق    وجعت قلبنا كلنا يا حبيبي.. أول تعليق من زوجة إسماعيل الليثي على رحيل ابنها    الانتهاء من نقل أحد معالم مصر الأثرية.. قصة معبد أبو سمبل    بداية العام الدراسى.. نظام التعليم فى مصر القديمة دليل على اهتمامهم بالعلم    الجامع الأزهر يتدبر معاني سورة الشرح بلغة الإشارة    موسم الهجوم على الإمام    اعتزل ما يؤذيك    ضبط8 عصابات و161 قطعة سلاح وتنفيذ 84 ألف حكم خلال 24 ساعة    الرئيس السيسى يتابع خطط تطوير منظومة الكهرباء الوطنية وتحديث محطات التوليد وشبكات النقل والتوزيع ومراكز التحكم ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عام.. ويوجه بمواصلة جهود تحسين خدمات الكهرباء بالمحافظات    النائب ياسر الهضيبي يطالب بإصدار تشريع خاص لريادة الأعمال والشركات الناشئة    استشهاد 6 فلسطينيين فى قصف للاحتلال استهدف مدرسة تؤوى نازحين بغرب غزة    الصحة تنظم ورشة عمل لبحث تفعيل خدمات إضافية بقطاع الرعاية الأساسية    أدعية للأم المتوفاه.. دار الإفتاء تنصح بهذه الصيغ (فيديو)    فرصة لشهر واحد فقط.. موعد حجز 1645 وحدة إسكان ب8 مدن جديدة «التفاصيل»    رودريجو: أنشيلوتي غاضب.. وأشكر مودريتش وفينيسيوس    بحضور رئيس الجمهورية وزارة الأوقاف احتفلت بالمولد النبوى وكرمت العلماء الرئيس السيسي: نحن فى حاجة ماسة لمضاعفة جهود مؤسسات الدولة فى مجالات بناء الإنسان    ضبط 27327 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    تحرير 148 محضرًا للمحال المخالفة لمواعيد الغلق الرسمية    مفاجأة بشأن مصير «جوميز» مع الزمالك بعد السوبر الإفريقي    الداخلية: ضبط 618 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    لهذه الأسباب.. إحالة 10 مدرسين في بورسعيد للنيابة الإدارية -صور    ب«التكاتك والموتوسيكلات».. توافد طلاب البحيرة على المدارس في أول أيام العام الدراسي الجديد    خطيب المسجد النبوي يُحذر من الشائعات والخداع على وسائل التواصل الاجتماعي    حرب غزة.. الاحتلال يقتحم عنبتا شرق طولكرم ويداهم عدة منازل    عالم أزهري: الشعب المصري متصوف بطبعه منذ 1400 سنة    وزير الخارجية يلتقى المفوض السامي لحقوق الإنسان بنيويورك (صور)    ريمس يفرض التعادل على باريس سان جيرمان في الدوري الفرنسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي يطرح مبادرة عالمية بعنوان "الأمل والعمل" لإنقاذ الشباب من الإرهاب
نشر في المساء يوم 29 - 09 - 2015

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي عزم مصر بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها طرح مبادرة حول "الأمل والعمل من أجل غاية جديدة" تتمثل في اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة وتوظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
أوضح أن هذه المبادرة هي اليد التي تمدها مصر كأحد أوجه مساهمتها في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها وأشار إلي أن ذلك سيتم من خلال العمل الايجابي الذي لا يكتفي بالمقاومة فقط وعلي نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتي الآن والتي تركز علي الدفاع عن الحاضر.
قال الرئيس السيسي في الكلمة التي القاها أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إن المبادرة تنطلق من إيمان مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلي نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب تتيح لهم مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته.
تساءل الرئيس السيسي كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم حتي يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية وفي خط الدفاع الأول في مواجهته وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره في كل مكان.
انتقل الرئيس السيسي إلي ما تعاني منه ليبيا من منزلق خطير عندما أفصحت قوي التطرف عنوجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية مؤكدا ضرورة التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.
أكد الرئيس علي حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها مشيرا إلي أن هذا الحرص كان دافع مصر الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلي تسوية سياسية للأزمة الليبية وهو ما كان له الدور الواضح في التوصل إلي اتفاق "الصخيرات" الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة لنشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت علي الاتفاق من أجل اعادة بناء الدولة الليبية وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها علي دحره.
وانتقل الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال الكلمة التي ألقاها الليلة الماضية أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك - إلي الأزمة السورية. فدعا مجدداً القوي الوطنية السورية إلي سرعة المساهمة في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السوري.
أشار إلي أن مصر. انطلاقاً من حرصها علي وحدة سوريا الشقيقة. كانت قد دعت القوي الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعاً لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة علي كامل ترابها. وبما يحافظ علي كيان الدولة ومؤسساتها. ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومي.
تناول الرئيس السيسي في كلمته العديد من القضايا العربية والأفريقية والدولية. ومن بينها الأزمة في اليمن والعراق وقضية فلسطين التي أكد أن تسوية هذه القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصريه وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. سوف يقضي علي أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة. وإحدي أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب. وشدد علي ضرورة وسرعة تسوية القضية الفلسطينية دون إبطاء حتي تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معاً. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.
أشار إلي أن ما يشهده القدس والحرم القدسي الشريف دليل علي أن التوصل إلي السلام مازال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علي الجميع مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
أكد الرئيس السيسي أن مصر تتطلع إلي مزيد من المشاركة في إرساء السلام والاستقرار علي المستوي الدولي. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين. وقال: "إن ثقتكم في دور مصر ستكون بإذن الله في موضعها. لأن مصر تقدم المسئولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري. تحقيقاً لمصالح قارتها التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري. تحقيقاً لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية. بل وشعوب العالم ككل. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس
أود في البداية أن أعرب عن تهنئتي لكم ولبلدكم الصديق.. علي توليكم رئاسة هذه الدورة للجمعية العامة للأمم المتحدة.. وأن أعبر عن خالص التقدير لسلفكم.. وزير خارجية أوغندا الشقيقة.. لجهده المتميز خلال رئاسته للدورة السابقة.. كما أشيد بالدور البناء الذي يقوم به السكرتير العام للأمم المتحدة.. وسعيه الدءوب لتنفيذ مبادئ ميثاقها.. والذي ظل دستورا للعلاقات الدولية ومرجعا لها طوال سبعين عاما.. لتنفيذ مبادئ ميثاقها.
السيدات والسادة.. السيد الرئيس
لقد شهدت مصر والعالم منذ أسابيع افتتاح قناة السويس الجديدة.. ذلك الإنجاز الذي ينطوي علي أبعاد تمس مجالات اقتصادية.. كالنقل والتجارة والخدمات.. وأخري تتعلق بقدرة مصر وتصميم المصريين علي العمل بإخلاص.. والتغلب بشجاعة علي الصعاب والتحديات.. لكنني لا أعتزم اليوم الخوض في تفاصيل كل تلك الأبعاد.. التي أثق أنكم تدركونها.. لكن ما أردت أن نتوقف عنده هو مغزي ما تحقق علي أرض مصر.. فتلك القناة الجديدة ليست هدية مصر للعالم فحسب.. لكنها تمثل تجسيد الأمل.. وتحويله إلي واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.
ولعلكم تتفقون معي علي أن الأمل.. تلك القيمة المهمة.. هو القوة التي طالما حثت الأفراد والشعوب علي السير قدما.. وعلي التطلع إلي غد أفضل.. وعندما يقترن الأمل بالعمل الجاد والمخلص.. فإنهما يصبحان معا الضوء الذي يبدد ظلمة اليأس.. تلك الظلمة التي تخيم اليوم علي منطقة الشرق الأوسط.. إن الأمل والعمل هما المثال الواقعي الذي تقدمه مصر إلي محيطها الواسع..
في أفريقيا وآسيا والبحر المتوسط.. وهما اليد التي تمدها إلي منطقتها.. كي تساهم في التغلب علي تحديات الحاضر وإضاءة الطريق نحو المستقبل.
ومن منطلق إيماننا في مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا.. وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلي نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب.. تتيح له مستقبلا أفضل وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته.. فإنني أعلن عزم مصر أن تطرح.. بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها.. مبادرة حول: ¢الأمل والعمل من أجل غاية جديدة¢. أو ¢هاند hand¢ وفقا للاختصار باللغة الإنجليزية.. وهي بالفعل اليد التي تمدها مصر.. كأحد أوجه مساهمتها في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها.. ولكن من خلال العمل الإيجابي الذي لا يكتفي بالمقاومة فقط.. علي نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتي الآن.. والتي تركز علي الدفاع عن الحاضر.. إن علينا بالتوازي مع تلك الجهود القيمة..
أن نسعي إلي اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة.. وأن نتيح لهم توظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل.. الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة.
السيدات والسادة..
لقد ميزنا الخالق سبحانه وتعالي.. نحن البشر.. بالعقل الذي كان وسيلتنا إلي التعرف عليه.. كما أن قدرتنا علي الاختيار باستخدام هذا العقل.. هي أبلغ دليل علي أن اختلافنا هو مشيئة إلهية.. تأبي علي البشر أن يكونوا بلا إرادة.
إن تلك الحقيقة الدامغة مع بساطتها.. من شأنها أن تهدم كل دعاوي المتطرفين علي اختلاف دياناتهم ومذاهبهم.. لاسيما هؤلاء الذين يدعون أنهم وحدهم من يملكون الحق في تفسير الإسلام.. ويتناسون أن ما يروجون له ليس إلا تفسيرهم المغرض للدين.. الذي لا يمكن أن يكون هو الإسلام بسماحته وعدله ورحمته.. لأن إنكارهم لحق الآخرين في الاختلاف.. هو إنكار لمشيئة الخالق.. فهم في واقع الأمر يسعون لتحقيق أعراض دنيوية وأغراض خفية.. ويستهدفون تجنيد أتباعهم والسيطرة عليهم وعزلهم عن أي مجال.. يتيح لهم فهم الدين الصحيح.
لا شك أن أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يرفضون أن يخضعوا لفكر تلك القلة القليلة.. التي تدعي أنها تحتكر التحدث باسمهم..
بل وتسعي من خلال تطرفها وعنفها إلي إقصاء وإسكات من يعارضها.. وهو ما ينبغي أن يدركه العالم..پلكنني أشعر بأسي وحزن كل مسلم حول العالم.. عندما يواجه التمييز والأحكام المسبقة لمجرد انتمائه لهذا الدين العظيم.. وهو الأمر الذي تعتبره قوي التطرف نجاحا غير مسبوق لها.. حيث إن من بين أهدافها إيجاد تلك الهوة بين المسلمين وغيرهم.. والعمل علي توسيعها.. واسمحوا لي إذن أن أتساءل عن عدد المسلمين الذين ينبغي أن يسقطوا ضحايا للتطرف المقيت والإرهاب البغيض.. حتي يقتنع العالم أننا جميعا.. مسلمين وغير مسلمين..
إنما نحارب نفس العدو.. ونواجه ذات الخطر؟
كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم.. حتي يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية.. وفي خط الدفاع الأول في مواجهته.. وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا.. لدحره في كل مكان؟
السيدات والسادة..
لقد تابعنا جميعا كيف انحدرت ليبيا الشقيقةإلي منزلق خطير.. عندما أفصحت قوي التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية.. فلم يكن ذبح المصريين علي شواطئ ليبيا.. إلا نتيجة للتهاون في التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي.. ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما.. إن حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها.. كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلي تسوية سياسية للأزمة الليبية.. وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح في التوصل إلي اتفاق ¢الصخيرات¢ الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة.. كي نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت علي الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية.. وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها علي دحره.. قبل أن يتمكن من إيجاد قاعدة تهدد جوار ليبيا.. وتمتد إلي عمق أفريقيا.. وفي هذا السياق. فإنني أؤكد علي ضرورة الاستمرار في تهيئة الأجواء لمزيد من المشاركة بين الليبيين المؤمنين بالدولة الحديثة.. بالتوازي مع مواجهة لا هوادة فيها لاستئصال الإرهاب.
كما تابعنا جميعا كيف استغل المتطرفون تطلعات الشعب السوري المشروعة.. للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم في إقصاء غيرهم.. بل امتدت هذه المواجهات حتي فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا في المغانم.. حتي تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعاني خطر التقسيم.. في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة.. وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
وإزاء ذلك الوضع المتدهور.. دعت مصر القوي الوطنية السورية للاجتماع في القاهرة.. لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف.. بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية.. ذات السيادة علي كامل ترابها.. وبما يحافظ علي كيان الدولة ومؤسساتها.. ويحترم تنوع مكوناتها.. ويصون انتماءها القومي.
إن تلك القوي الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة.. في كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسي من الأزمة.. يحقق تطلعات الشعب السوري.
السيدات والسادة..
إن دعم مصر السياسي والعسكري لليمن الشقيق.. ومشاركتها في الخطوات التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية.. قد جاء استجابة لطلب اليمن.. وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومي العربي.. أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته.. وفي إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيه.. وتحث مصر الأسرة الدولية علي بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية.. وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.. وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وتتابع مصر باهتمام التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية.. ونأمل في أن تساعد الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة علي إعادة اللحمة بين أبناء الشعب العراقي الشقيق.. والمضي قدما علي طريق المصالحة الوطنية.
إن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة.. تؤكد ما سبق أن نادت به مصر.. بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات.. والتصدي لظاهرة الإرهاب التي تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة.. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل.. وربط الهجرة بالتنمية.
إن مصر تستضيف أعدادا متزايدة من اللاجئين.. كأشقاء يتقاسمون مع الشعب المصري ذات الخدمات الاجتماعية والتعليمية والصحية التي تقدمها الدولة.. رغم ما ينطوي عليه ذلك من أعباء اقتصادية علي كاهل الدولة.. وتأمل مصر في إيجاد حلول لأزمة اللاجئين سواء علي المدي القصير.. لتدارك الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يواجهونها.. أو علي المدي الطويل من خلال التغلب علي الأسباب الرئيسية التي أدت إلي هذا الصراع.
السيدات والسادة..
لعل ما سبق يعد مثالا للتهديد القائم والمتزايد.. لاستغلال التنظيمات الإرهابية لأزمات سياسية لتحقيق أهدافها ..كما أجد من منطلق المسئولية التاريخية كرئيس لمصر.. التي تقف في قلب تلك المواجهة..
أن أحذر من خطر امتداد ذلك التهديد إلي مناطق وأزمات أخري.. وفي مقدمتها القضية الفلسطينية العادلة.
إن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره.. وإقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. سوف يقضي علي أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة.. وإحدي أخطر الذرائع التي يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.. ولعلكم تتفقون معي علي أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء.. حتي تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا.. ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها.. وأن ما يشهده القدس والحرم القدسي الشريف.. لدليل علي أن التوصل إلي السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها.
السيدات والسادة..
إننا في مصر ندرك ضرورة توافر عوامل أخري.. بجانب دحر التطرف والإرهاب.. لتحقيق الاستقرار والتنمية الشاملة.. ويعد انتفاض الشعب المصري ومطالبته بالتغيير.. تعبيرا عن الوعي بضرورة بناء الدولة العصرية بكل مكوناتها.. وصولا إلي تلك الأهداف.. وإذ نعي أن ما حققناه ليس إلا خطوات علي مسيرة ممتدة.. فإننا عازمون علي استكمالها رغم ما نواجهه من عقبات..
وسوف يشهد العام الحالي إجراء الانتخابات التشريعية استكمالا لخارطة المستقبل.. ليضطلع ممثلو الشعب بمسئولياتهم في الرقابة والتشريع في المرحلة القادمة.. التي ستشهد بإذن الله تحقيق المزيد من تطلعات المصريين في الحرية..
والعيش الكريم.. والعدالة الاجتماعية.
وفي هذا السياق. لابد لي أن أشير إلي إطلاق الحكومة المصرية ¢استراتيجية التنمية المستدامة: رؤية مصر عام 2030¢ في مارس من العام الحالي.. بالتزامن مع الحراك الدولي للتوصل إلي أجندة طموحة للتنمية الدولية.. لما بعد عام 2015.. والتي نأمل في اعتمادها علي نحو يأخذ في الاعتبار المسئولية المشتركة في مواجهة التحديات.. والتفاوت في القدرات والموارد.. والتباين في الإمكانيات والتنوع الثقافي.. فالتنمية حق من الحقوق الأساسية.. وإتاحته وتيسيره.. خاصة للدول النامية وأفريقيا..
هو مسئولية جماعية لاسيما علي الدول المتقدمة.
السيدات والسادة..
إن الرؤية التي تطرحها مصر هي امتداد لمسيرة طويلة بعمر التاريخ الإنساني ذاته.. أبدع المصريون خلالها واستوعبوا كل عابر علي أرضهم.. فكان إسهامهم الذي ما يزال حاضرا في شتي مجالات الحياة.. واليوم. تتطلع مصر لمزيد من المشاركة في إرساء السلام والاستقرار علي المستوي الدولي.. من خلال ترشحها للعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن عن العامين القادمين.
إن ثقتكم في دور مصر ستكون بإذن الله في موضعها.. لأن مصر تقدر المسئولية التي تتحملها في هذا المنعطف المصيري.. تحقيقا لمصالح قارتها الأفريقية ومنطقتها العربية.. بل وشعوب العالم ككل.. ولإعلاء مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقيم السامية التي توافقت عليها الحضارة الإنسانية.
لقد شهدت ضفاف نيل مصر الخالد بناء اللبنات الأولي لتلك الحضارة الإنسانية وازدهارها.. كما ظلت مصر علي مدي حقب طويلة.. مركزا للعلوم والفنون ومنارة لغيرها من الدول والشعوب.. ورغم ما مرت به مصر في مراحل أخري من صعاب.. وما عانته من كبوات.. يتوق شعبها اليوم أن يكتب التاريخ من جديد.. وإنني لعلي يقين من أنه بعون الله وبتوفيقه للمصريين.. سيكون بمقدروهم تحقيق أسمي تطلعاتهم لأنفسهم ولبلدهم.. ومن أجل منطقتهم.. بل ولخير العالم أجمع.
وتحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر
شكراً
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.