أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عزم مصر، بالتنسيق مع الأممالمتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها، طرح مبادرة حول 'الأمل والعمل من أجل غاية جديدة'، تتمثل في اجتذاب طاقات الشباب الخلاقة بعيدا عن المتطرفين وأفكارهم المغلوطة، وتوظيف قدراتهم من أجل بناء المستقبل الذي ستؤول إليهم ملكيته بعد سنوات قليلة. وأوضح أن هذه المبادرة هي اليد التي تمدها مصر كأحد أوجه مساهمتها في التغلب علي قوي التطرف والأفكار التي تسعي إلي نشرها، وأشار الي أن ذلك سيتم من خلال العمل الإيجابي الذي لا يكتفي بالمقاومة فقط، علي نحو ما دأبت عليه جهود مكافحة الإرهاب حتي الآن، والتي تركز علي الدفاع عن الحاضر. وقال الرئيس السيسي في الكلمة التي ألقاها أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إن المبادرة تنطلق من إيمان مصر بأن منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع يواجهان تهديدا خطيرا، وأنهما أحوج ما يكونان اليوم إلي نموذج يفتح آفاقا رحبة أمام الشباب تتيح لهم مستقبلا أفضل، وليتمكن بالعمل الجاد من المشاركة في صياغته. وتساءل الرئيس السيسي ' كم من أبناء الدول التي تعاني ويلات الإرهاب ينبغي أن تراق دماؤهم، حتي يبصر المجتمع الدولي حقيقة ذلك الوباء الذي تقف مصر في طليعة الدول الإسلامية، وفي خط الدفاع الأول في مواجهته، وأنه لا بديل عن التضامن بين البشر جميعا لدحره في كل مكان؟'. وانتقل الرئيس السيسي الي ما تعاني منه ليبيا من منزلق خطير عندما أفصحت قوي التطرف عن وجودها من خلال أفعالها التي تجافي مبادئ الإسلام وقيم الإنسانية، مؤكدا علي ضرورة التصدي لتمادي المتطرفين في تحدي إرادة الشعب الليبي، ورغبتهم في الاستئثار وارتهان مصير دولة وشعب بتمكينهم من السيطرة عليهما. وأكد الرئيس علي حرص مصر البالغ علي مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها، مشيرا الي أن هذا الحرص كان دافع مصر الأول لدعم جهود الأممالمتحدة للوصول إلي تسوية سياسية للأزمة الليبية، وهو ما كان له الدور الواضح في التوصل إلي اتفاق 'الصخيرات' الذي ينبغي أن يكون علامة فارقة، لنشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولي ووقوفه خلف إرادة الأطراف التي وقعت علي الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية، وتمكينها من مكافحة الإرهاب بفاعلية وتعزيز قدرتها علي دحره.