السياسة كلها صفقات ومصالح ويقولون دوما إن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة!! وبالتالي.. عليك أن تفتش وراء الصفقات السياسية وما يترتب عليها من عوائد اقتصادية وغيرها. والاتفاق الغربي الإيراني لا يخرج عن هذه القاعدة! فما أن تم توقيع الاتفاق بين الدول الغربيةوإيران بخصوص تقييد البرنامج النووي الإيراني. حتي بدأت تظهر الآثار الاقتصادية. بعد أسبوعين فقد من التوقيع أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أن المملكة العربية السعودية تريد شراء 600 صاروخ اعتراضي من طراز باتريوت. هذه الصفقة الضخمة البالغ قدرها خمسة مليارات دولار هي الأولي من صفقات أخري عديدة بين أمريكا والغرب وبين دول الشرق الأوسط كرد فعل علي الاتفاق النووي والمنتظر أن يترتب عليه رفع العقوبات المتعلقة بفرض حظر علي أسلحة إيران التقليدية خلال 5 سنوات وإلغاء العقوبات المفروضة علي مشروعات الصواريخ بعيدة المدي خلال 8 سنوات. أورد ماركوس وايزبرجر محرر شئون الدفاع والأمن القومي في شبكة "ديفنس وان" تقريرا جاء فيه علي لسان توماس كاروكو خبير الدفاع الصاروخي بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية الأمريكي: "كنا نعلم أن هذا سيحدث إنها النتيجة المتوقعة لترك البرنامج النووي الإيراني سليما والحقيقة أن التلويح بالعقوبات سوف ينخفض". وما قاله خبير الدفاع الصاروخي يؤكد أن أمريكا والدول الغربية وقعت الاتفاق لإدراكها ما سيترتب عليه من صفقات تسليحية تأخذ كل دولة منها نصيبها العادل وفقا لقوتها ونفوذها وأن بقاء إيران مصدر تهديد لدول الخليج الغنية سيضمن للغرب تلك الصفقات وبشروطه. وإلا فلماذا لا يسمح الغرب لهذه الدول بإقامة المصانع التي تتيح لها إنتاج ما تشاء من أسلحة؟ الملاحظ أن دول مجلس التعاون الخليجي رفعت مستوي دفاعاتها الصاروخية خلال السنوات الأخيرة وفي أبريل الماضي حسبما يشير التقرير. اشترت الرياض صواريخ باتريوت بملياري دولار كما اشترت البنتاجون في الشهر الماضي صفقة قيمتها مليار ونصف المليار دولار لكل من قطر والإمارات العربية المتحدة وتايوان وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية أيضا. وحسبما يقول كاراكو. فالمتوقع أن نشهد المزيد من الصفقات. فما دام التهديد الصاروخي الإيراني قائما. ستضطر دول المنطقة للاستمرار في شراء الأسلحة. ويزعم التقرير. إن إيران تمتلك أكبر البرامج الصاروخية وأكثرها تنوعا في المنطقة. ومنها صواريخ قصيرة المدي وطويلة المدي وكروز وصواريخ مضادة للسفن وليس أمام دول الشرق الأوسط سوي أربع دقائق فقط للتصدي لهذه الصواريخ لو أطلقتها إيران. وتطالب أمريكا دول مجلس التعاون بإقامة شبكة لربط معداتها الدفاعية الصاروخية. لتحسين عمليات اكتشاف الصواريخ المعادية. وحتي لا تطلق عدة دول صواريخها الاعتراضية في توقيت واحد وضد الهدف نفسه!! وبالطبع فهذه الشبكة المزعومة لا يمكن تسويقها للدول المعنية إلا إذا ظلت إيران مصدر تهديد للخليج خصوصا مع انتهاء عراق صدام كمصدر تهديد لدول الخليج. وفي كل الأحوال. يظل الغرب هو المستفيد من استمرار البرنامج الصاروخي الإيراني والترويج لقوته وخطورته علي دول المنطقة وسيستمر الغرب في استثمار هذا الوضع لصالحه. حتي يبرز تهديد جديد "صناعة غربية" وبعدها يمكن القضاء علي البرنامج الصاروخي الإيراني!!