أثرت الموجة الحارة التي نعانيها هذه الأيام علي أسواق الخضار والفاكهة والطيور والأسماك بشكل سلبي وأصبح الفلاحون والتجار هم أكثر الفئات المتضررة من الارتفاع الرهيب في درجات حرارة الجو نظراً لما يتكبدونه من خسائر كبيرة يومياً بسبب فساد وتعفن الخضار والفاكهة أو اضطرارهم لبيعها "برخص التراب" وأيضاً موت وهلاك أعداد هائلة من الطيور يومياً من جانب وعزوف الزبائن عن النزول للأسواق وسط النهار من جانب آخر. في نفس الوقت انتعشت حركة البيع والشراء فيما يتعلق بالعصائر والايس كريم والمياه المعدنية حيث أصبحت لاغني عنها للمارة الذين يعانون حرارة الشمس المحرقة فيلجأون للسوائل اتقاء للإصابة بضربات الشمس. كما شهدت أسواق المراوح والتكييفات رواجاً كبيراً حيث اضطر الفقراء والأغنياء لشراء أجهزة التبريد والتهوية كل حسب مقدرته فلجأ بعض الفقراء لشراء المراوح في ظل ارتفاع أسعار التكييفات بينما لجأ البعض الآخر لشراء التكييفات بالتقسيط نظراً لعدم جدوي المراوح في ظل لهيب حرارة الجو أما الأغنياء أو المقتدرون فسارعوا بزيادة عدد أجهزة التكييف في منازلهم أملاً في خلق جو مناسب وهروباً من الرطوبة والحرارة. أكد المهندس سعد عبدالمقصود "أحد أصحاب محلات التكييفات" انه من الضروري علي المواطنين ان يحسنوا استعمالهم لأجهزة التكييف وان يتخلوا عن العادات الخاطئة التي تؤدي إلي تلف الأجهزة أو تعطلها مشيراً إلي ضرورة ترشيد عدد ساعات تشغيل الأجهزة لانها تحتاج إلي أوقات راحة كما انه من الضروري ايضاً ألا تقل درجة حرارة التكييف عن 25 درجة حتي يفصل تلقائياً من وقت لآخر ولا يصاب بالعطل. أحمد سعيد "محاسب" أعاني من ارتفاع درجة حرارة الجو واشتعال أسعار التكييفات وعدم جدوي المراوح ايضاً مما يضطرني إلي البحث عن شراء تكييف بالتقسيط لأتمكن من سداد ثمنه فعلي سبيل المثال يزداد سعر التكييف قوة "5.1 حصان" عن 3600 جنيه مما يجعل عملية الشراء صعبة جداً. علي فتحي "صاحب محل عصائر وآيس كريم": ازداد الاقبال علي شراء الآيس كريم والعصائر في ظل الموجة الحارة التي يعاني منها الكبير والصغير وأصبح الجميع لا يستغني عن تناول المثلجات أثناء تواجدهم أو تجولهم بالشوارع ويزداد الاقبال خصوصا بعد الساعة الخامسة مساء حينما يخرج المواطنون من منازلهم بعد انكسار حدة حرارة الشمس أما في أوقات الظهيرة فان معظم الناس تفضل المكوث في منازلها بعيداً عن لهيب الشمس. أضاف ان ارتفاع درجة حرارة الجو يعوقه عن تشغيل ثلاجات الآيس كريم وسط الظهيرة لان الآيس كريم "يسيح" أيضاً رغم وجوده في الثلاجات وبالتالي فان شدة حرارة الجو قد تكبده أيضاً بعض الخسائر. إسلام كمال ومريم يوسف "طلاب": ارتفعت أسعار الآيس كريم فأصبح سعر "البولة" الواحدة 3 جنيهات بدلا من جنيهين ونصف الجنيه كما تم تصغير حجمها ومع ذلك نضطر إلي شراء الآيس كريم وتناول العصائر بصفة مستمرة لاتقاء الإصابة بضربات الشمس. أبوبكر أحمد وحمدي بخيت "من بائعي الخضار والفاكهة" نتكبد الكثير من الخسائر يومياً بسبب الارتفاع الكبير في درجة الحرارة والرطوبة علي حد سواء حيث تؤدي شدة حرارة الشمس إلي تلف معظم الخضراوات مثل الفلفل والكوسة والطماطم وبالتالي نضطر إلي شراء كميات قليلة منها فقط يومياً كما تتلف الفواكه أيضاً مثل العنب والتين البرشومي والمانجو بالإضافة إلي ذلك يعزف الزبائن عن الشراء بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي تعيقهم عن النزول للأسواق طوال النهار. أضافا: نضطر إلي تخفيض أسعار الخضراوات والفواكه كما ان التالف منها "يدخل فرز تاني" وينخفض سعره مما يؤدي إلي خسارتنا أما بالنسبة للفلاح فهو يتكبد خسائر أكبر بكثير حتي يؤدي لهيب الشمس إلي تلف المحصول "حتي قبل حصاده" ويجني الفلاح حوالي نصف محاصيله فقط. أمر أحمد وصلاح بكر "من تجار الأسماك": أدي ارتفاع درجات الحرارة إلي انخفاض اقبال الزبائن حيث انهم يخشون الخروج من بيوتهم وبالتالي فان البضائع لدينا لا تجد من يشتريها ونتحمل الكثير من الخسائر في ظل فساد الاسماك لدينا وارتفاع أسعار ألواح الثلج حيث وصل سعر اللوح الواحد إلي 10 جنيهات بدلاً من 5 جنيهات واضطررنا أيضاً إلي تخفيض أسعار الأسماك فأصبح سعر البوري 30 جنيهاً بدلاً من 35 وسعر البلطي 15 جنيهاً بدلا من 18 ومع ذلك نعاني من الركود.