* أريد طفلاً.. هذه هي مشكلتي قد تقولين: هذا من حقك نعم هو حقي ولكن لا أستطيع الحصول عليه مع أنه حق مشروع!! رغم أنني متزوج وسعيد مع زوجتي.. وهنا تكمن أزمتي.. أتدرين ما هي؟ ببساطة زوجتي لا تنحب.. ولن تنجب فقد تجاوزت سن الإنجاب ولا اعتراض علي قضاء الله.. لكنني مازلت في الخمسين من عمري أعرف أنك ستقترحين علي الزواج بأخري.. لكنني لا أستطيع لعدة أسباب أهمها أنني أحب زوجتي ولا أحتمل جرح مشاعرها فهي طيبة وعلي خلق وأسعدتني طوال حياتنا معاً. السبب الثاني.. لأنها ابنة عمتي وتعلمين ويعلم الجميع سياسة الزواج من الأقارب غير أنني في لحظة حب صادقة أردت طمأنتها علي حياتها معي بعد ان تأكد لها عدم قدرتها علي الإنجاب.. فوهبتها كل ما أملك بداية من الشقة التي نعيش فيها حتي شركتي التي نرزق منها. إنني أحترمها وأقدر مشاعرها.. فكرنا مرات عديدة في كفالة يتيم.. لكن هل يشبع هذا الحل رغبتي في ان أكون أباً لطفل من صلبي.. أعلم أنني قادر بإذن الله ولكنني عاجز عن اتخاذ خطوة من محنة حياتي.. أخاف ان أخسر زوجتي وأخاف ان هي لم تحكم عقلها ان أفقدها ما أملك وتجردني منه في لحظة غضب فأقعد "ملوماً محسورا" ان سعادتي لن تكتمل.. سأظل أبحث عنها.. لكم تحركت رغبتي بداخلي وأمنيتي في ان أصبح أباً.. أشتاق ليد طفل طرية ناعمة تداعب وجهي تشد شاربي وتعلو ضحكاته يرتدي حذائي ويقلدني في كل شيء. قد تعتقدين أنني طامع في الحصول علي كل شيء.. الزوجة الطيبة والابن وحتي لو فرض ما تعتقدينه.. أليس هذا حقي؟! رجل تعس ** إن اشتياقك لطفل من صلبك أمر طبيعي ومشروع ولا يستطيع أحد ان يلومك عليه.. فقد قال الله تعالي: "المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملاً" وها أنت قد أحسنت إلي زوجتك وابنة عمتك بحسن العشرة والحب الصادق لدرجة انك بادرت إلي طمأنتها علي مستقبلها معك وكتبت له كل ما تملك حتي مكان عملك ومصدر رزقك . لا أعتقد أن ما فعلته كان ضرورياً لتثبت حسن النية تجاه زوجتك وقد كان هذا سبباً في حيرتك الان وخوفك من تصرف زوجتك إن تزوجت لتنجب طفلاً تداعبه ويداعبك ويحمل اسمك وقد يرث منك شركتك أو يساعدك علي العمل بها في شيخوختك وهنا وجب أن تسأل نفسك أولاً ألم تكفل هذه العشرة الطويلة مع زوجك لتعرف طباعها وتتوقع كيف ستتصرف حيال هذا الأمر إذا ماحدث؟! عزيزي الزوج الخائف البائس : لك أن تتوقع من زوجتك أن ترضي عنك وعن اشتياقك لهذا الطفل وتوافق .. بل قد تساعدك علي اختيار عروس مناسبة علي الرغم من قلة حدوث هذا التصرف إلا أنه يحدث أحياناً من بعض الزوجات العاقلات فما بالنا لو كانت الزوجة متدينة وتحبك وتعترف بحبك لها وجميلك في تحمل ظروفها ومع حسن العشرة .. وقد تذكرها بالآية الكريمة: " وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان" ورأيي أن تضع مشكلتك هذه الأيام أمام أحد الأقارب كأبيها أو أبيك أو أخ أكبر لها أو شخص من العائلة ممن يتمتعون بثقتها واحترامها ليساعدك في اقناعها ولكن علي أن يتم ذلك بعد أن يكون الحديث بينك وبينها بصراحة كما تعودت أن تعاملها .. ولا أعتقد أنها سترفض . كما أهيب بك ألا تتخلي عن هذا الأمل لأنك قلت أنك حالياً لا تتمتع بالسعادة .. والخوف كل الخوف أنك بدأت تلوم نفسك علي هذا التصرف غير المقصود .. ثم شرعت في الخوف من تصرفاتها . أنت لم تفاتحها بعد ولم تظهر لها رغبتك الشديدة والأكيدة في ذلك .. فكيف تلوم نفسك علي حدث لم يقع بعد وتخاف من نتيجة لم تحدث بعد. أخشي أن خوفك ولومك لها قد يتحول بالتدريج إلي كره لذاتها وهنا تظهر التعاسة الحقيقة وتفقدان معاً لذة الحياة السعيدة التي انشأتموها سوياً. عزيزي الزوج المحروم .. فلتبدأ من اليوم التحرك لحل هذا الموضوع الذي يشغلك .. معتمداً علي الله أولاً وعلي حبك لها واعترافها بفضلك ومبادلتك هذا الحب ثانياً وستكون العاقبة كما تشتهي بإذن الله.