الله عليكم يا مصريين.. ما أشبه الليلة بالبارحة في منطقة قناة السويس. أعود بالذاكرة إلي سنوات طويلة مضت عقب نكسة 67 عندما قامت إسرائيل بإنشاء سد ترابي ارتفاعه أكثر من 15 مترا علي شط القناة وأقامت فوقه خط بارليف الحصين ووضعت أنابيب نابالم أسفل القناة لاشعالها لو فكر الجيش المصري في عبور القناة. سمعنا من يقول ان تحطيم خط بارليف يحتاج إلي قنبلة ذرية وان حقول النابلم سوف تشوي الجنود قبل الوصول إلي البر الشرقي.. الخ من كلام هدفه ألا نفكر مطلقا في حرب تحرير للأرض واسترداد الكرامة. كان العقل والمنطق يؤكدان ان العبور في ظل هذه الظروف والموانع الطبيعية والصناعية مستحيل لكن الإرادة المصرية قهرت هذا المستحيل بمدافع المياه التي فتحت ثغرات في الساتر الترابي وسلالم الحبال التي صعد بها الجنود لاقتحام نقاط خط باريف الحصينة.. وجهود الضفادع البشرية التي قامت بعمل خلطة سحرية من الأسمنت لسد فتحات النابالم قبل عملية العبور بالاضافة إلي إختيارتوقيت الانتقال للضفة الشرقية بالقوارب المطاطية في أوقات مناسبة تتوافق مع عملية المد والجزر والاستفادة بها لدفع القوارب في أقصر زمن. كلها كانت ابتكارات مصرية 100% وفعلها الجندي المصري ومع صيحة الله أكبر وهو صائم زلزل كيان العدو الذي تصور انه في أمان تام وحدثت ملحمة العبور في عملية فريدة ومتكاملة تخطيطا وتنفيذا بين كل الاسلحة مما قلب الموازين العسكرية رأسا علي عقب ومازالت الدروس المستفادة من هذه الحرب تدرس حتي الآن في معاهد الاستراتيجية بالعالم منذ 42 عاما عندما تحقق انتصار أكتوبر .73 وهذه الأيام تم بالفعل شق قناة جديدة للقضاء علي ظاهرة قافلتي الشمال والجنوب التي تعودنا عليها منذ افتتاح قناة السويس وكانت تؤدي إلي انتظار السفن ما بين 18 و11 ساعة. تم الانجاز في عام واحد بدلا من 3 أو 4 سنوات كما قال الخبراء الذين تولوا اعداد الدراسات الأولية للمشروع وقتها طلب الرئيس عبدالفتاح السيسي اختصار الفترة الزمنية فسمعنا عواجيز الفرح والمغرضين الذين يحاولون جرنا للخلف يشككون ويحاولون تثبيط الهمم بالقول كيف لعمل مقدر له سنوات أن يتم في عام انه عمل لم يدرس جيدا!! المصريون الذين لا يعرفون المستحيل أو الصعب حققوا الاعجاز وقاموا بحفر 27 كيلو مترا في أقل من عام حيث استمر العمل ليل نهار دون توقف وتم جمع 64 مليار جنيه ليست من ودائع البنوك في 8 أيام ليكون العمل مصريا خالصا أمام العالم كله.. وربما لهذا السبب قالت مجلة التايم البريطانية انه اعجاز. القناة الجديدة بداية لجملة مشروعات سيتم تنفيذها وعملية تنمية شاملة بمحور قناة السويس تحقق نقلة اقتصادية هائلة لمصر رغم أنف الحاقدين والمغرضين والمشككين الذين يحاولون خطف الفرحة وان تظل مصر منكفئة علي نفسها ولا تقوم لها قائمة متناسين ان بلادنا ذكرت في القرآن الكريم 5 مرات في حكمه ورسالة للعالم لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالي. بالمناسبة أنا ضد دعوات ان يكون يوم الافتتاح للقناة الخميس القادم اجازة كما يطالب البعض وأري ان يكون يوما للعمل والجهد الخلاق الذي يصنع المعجزات ويدفعنا إلي التقدم للأمام.. فهل نفعل؟! أتمني