حتي الآن لم نر عملا وثائقيا عن حرب 6 أكتوبر المجيدة التي أتمت 39 عاما بالتمام والكمال. هناك أجيال لا تعرف الكثير عن هذه الحرب التي انتصرت فيها إرادة المصريين وكسرت شوكة الجيش الذي قالوا إنه لا يقهر.. فإذا بجنوده يصرخون في الخنادق طالبين الحماية والنجدة من جيوش النمل المصري -علي حد تعبيرهم- وإذا بجولدا مائير رئيس وزراء إسرائيل في ذلك الحين تصرخ باكية طالبة النجدة من أمريكا حتي لا تنهار إسرائيل التي تعتبرها الولاياتالمتحدةالأمريكية ولاية تابعة لها. وإذا بأمريكا ترسل الدبابات بكامل أطقمها إلي مطار العريش لنجدة إسرائيل ولندخل فورا معركة الدبابات التي كانت دائرة علي رمال سيناء. هذه الملحمة العظيمة تتضمن الكثير من التفاصيل والعديد من البطولات لجنود مصر البواسل الذين اقتحموا أكبر مانع مائي وهو قناة السويس.. وحطموا خط بارليف بمدافع المياه في 6 ساعات والذي قالوا إنه يحتاج إلي قنبلة ذرية. هؤلاء الجنود البواسل هم من قاموا بسد فتحات النابالم التي أقامها العدو لتحويل مياه قناة السويس إلي كتلة لهب عندما يفكر جنودنا مجرد التفكير في عبورها. وهؤلاء الجنود هم من فتحوا الألغام بأجسادهم ليمر عليها زملاء لهم في أمان.. وهم أيضا من احتضنوا مدافع بعض النقاط الحصينة في خط بارليف وتحملوا الدفعات الأولي من طلقات المدافع.. ليعطوا الفرصة لقوة الاقتحام تدخل المكان وتطهره من العدو الغاصب. ملحمة عبور قناة السويس احتاجت دراسة مستفيضة للمد والجذر في مياه القناة لاختيار أفضل وقت تستطيع فيه قوارب العبور الوصول إلي الشط الآخر في أقل زمن حتي لو كان دقائق معدودة لأن اللحظات لها حساب. الجندي المصري هو من صنع الحبال لتسلق السد الترابي وهو يحمل ذخيرته ومؤنه التي تكفي 24 ساعة ليشغل العدو ويعطي الفرصة حتي تعمل مدافع الماء في السد الترابي الذي أقامه العدو وتجهز لكباري عبور قوات الجيش بمعداتها الثقيلة. تنسيق علي أعلي مستوي بين أفرع القوات المسلحة.. الطيران والمدفعية الثقيلة والقوات الخاصة التي تم إنزالها خلف خطوط العدو لتمنع وصول أي إمدادات للقوات الموجودة علي شط القناة وداخل حصون خط بارليف المنيع الذي انهار بفضل التخطيط والدقة والشجاعة المتناهية في 6 ساعات. كل هذه أمور وغيرها الكثير والكثير لابد ان يتم توثيقها في أعمال فنية علي مستوي عال لتروي لنا وللأجيال القادمة قصة حرب شهد بها العالم وأشادت بها مراكز الاستراتيجية العالمية.. وبقي ان نجسدها في هذه الأعمال التي نتحدث عنها لنجعلها حية لدي كل الأجيال خاصة الذين لم يعاصروها وكفي مرور هذه السنوات دون ان نقدم هذا العمل الذي مازال ضرورة اليوم قبل الغد. بصراحة ما أحوجنا ونحن نعيش الجمهورية الثانية بعد ثورة 25 يناير في استعادة دروس حرب أكتوبر المجيدة في الايثار وحب الوطن واختفاء الجريمة خلال هذه الحرب المجيدة.. فهل نفعل؟ وكيف؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إجابة عاجلة عليه لتعميق معان نحن في حاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضي لنبني مصر الجديدة.. مصر الثورة. لقطات: ** أكدت شهدان ابنة الفريق سعدالدين الشاذلي رئيس أركان حرب السادس من أكتوبر أهمية الإفراج عن الوثائق وفتح ملفات حرب أكتوبر ليتعلم الناس من الأخطاء. * معاك حق ** قررت محكمة القضاء الإداري تأجيل نظر أكثر من 43 دعوي تطالب ببطلان تشكيل الجمعية التأسيسية الثانية للدستور إلي جلسة الثلاثاء القادم. * دواخيني يا لمونة!! ** تعهدت 6 شركات لإنتاج الأسمدة بتوفير السماد المدعم للمزارعين دون أي زيادة للأسعار في الموسم الشتوي الحالي. يذكر ان كثيرا من الشركات طالبت بزيادة أسعار التوريد بعد رفع الدعم عن الطاقة. * حقيقي برافو!! ** قال د.ياسر علي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان حق الإضراب مكفول للجميع دون الإضرار بالمواطنين. * المهم التنفيذ يا دكتور ** اليوم فرحتان.. عيد ميلاد "المساء" وذكري انتصار أكتوبر. * مناسبتان في القلب