رغم نجاح منظومتي الخبز والتموين في توفير السلع والخبز للمواطنين بسهولة ويسر وتوصيل الدعم لمستحقيه.. إلا ان الشكوي من شركات البطاقات الذكية الثلاث مازالت مستمرة. هذه الشركات هي سمارت وافيت ودي داتا تعاقدت معها وزارة التنمية الادارية بهدف تنفيذ مشروع البطاقات الذكية التي يتم من خلالها صرف كل السلع التي تدعمها الدولة من خبز وتموين وبنزين وغيره.. الا ان هذه الشركات ورغم حصولها علي مليارات الجنيهات سنويا من أموال الدعم الا انها استعانت بماكينات صينية كثيرة الاعطال وبطاقات ممغنطة غير مطابقة للمواصفات وتفقد المغنطة بسرعة ونتيجة لذلك اصبحت منظومة الخبز والتموين التي اسعدت ملايين المصريين مهددة بالفشل والانهيار بسبب هذه الشركات مما يستدعي تدخل الحكومة كلها وليست وزارة التموين فقط لإنقاذ هذه المنظومة وذلك بعد أن أصبحت اعداد المتضررين تزيد يوما بعد يوم. الماكينات الذكية تتعطل كثيرا.. مما يؤدي في احيان كثيرة إلي سقوط "السيستم". بطاقات التموين الذكية تتوقف كثيرا عن العمل وتحتاج إلي "تنشيط" مستمر ويعاني أصحابها الأمرين عند التردد علي مقار الشركات الذكية لإصلاح بطاقاتهم "الذكية" حتي انهم اصبحوا يطالبون بالعودة إلي البطاقات الورقية من جديد وتشهد مقار الشركات مشادت يومية بين المواطنين والموظفين دون جدوي واضطر عدد من المواطنين الغاضبين إلي احراق مقر شركة سمارت كبري هذه الشركات بالمعادي والتي تحتكر 90% من البطاقات الذكية بسبب فشلها في حل مشاكل المواطنين!! أما عن البطاقات الورقية فحدث ولا حرج.. فهناك الآلاف من المواطنين الذين حصلوا علي البطاقات ولا يستطيعون تحويلها إلي بطاقات ذكية!! الشركات الذكية تزعم انها استخرجت بالفعل البطاقات الذكية وسلمتها لمكاتب التموين الا ان هذه المكاتب - علي حد قولها - قامت بالتلاعب بهذه البطاقات وعدم تسليمها للمواطنين. وزارة التموين من جانبها خصصت غرفة لهذه الشركات داخل مقرها الرئيسي بشارع قصر العيني لتلقي شكاوي المواطنين والعمل علي حلها.. ويتردد علي هذه الغرفة يوميا العشرات من المواطنين. مع المواطنين "المساء الأسبوعية" التقت مع عدد من هؤلاء المواطنين. روماني صهيون معوض موظف يقول: منذ 4 سنوات اتعامل ببطاقة تموين ورقية وطوال هذه السنوات وانا أحاول تحويل هذه البطاقة إلي بطاقة ذكية دون جدوي والنتيجة انني لا استطيع صرف حصتي من الخبز وطرقت كل الأبواب لاستخراج كارت ذكي واصبح بقال التموين يستغل عدم وجود بطاقة ذكية معي ليفرض عليَّ سلعا تموينية لا أريدها!! ثروت فوزي عبدالرحمن موظف قطاع خاص: لم استخرج الكارت الذكي حتي الآن رغم وعود المسئولين لي بحل مشكلتي واستبدال بطاقتي الورقية ببطاقة ذكية وأكدوا لنا انه سيتم حل مشكلة جميع البطاقات الورقية قبل يونيو الماضي ثم يوليو الحالي ولم يحدث أي شيء حتي الآن. ويقول ابراهيم عبدالرازق - مهندس: هناك افراد كثيرون يمتلكون أكثر من بطاقة ذكية فكيف استطاعوا خداع الشركات "الذكية" مشيرا إلي ان التلاعب في المخابز ومحلات البقالة مع البطاقات الذكية مازال مستمرا حتي الآن والسبب عدم قدرة الشركات الذكية علي ضبط الأمور ومواجهة هذا التلاعب! أكد علي ضرورة تدخل وزارة التموين بالتعاون مع وزارة التنمية الادارية لاجبار الشركات الذكية الثلاث علي إصلاح أموالها أو الاستغناء عنها واستبدالها بشركات ذكية بحق وحقيق. نجلاء فتحي حسن - ربة منزل: تعرضت البطاقة الذكية للتلف منذ شهرين بدون ان اعرف السبب فطلبوا مني التوجه لمديرية تموين الجيزة لاستخراج بدل تالف ومنذ ذلك الوقت لم احصل علي البطاقة الجديدة. ويكشف محمد حسن عبدالغني - موظف - عن ان شركات البطاقات الذكية تحصل علي مليارات الجنيهات سنويا من الأموال المخصصة للدعم دون ان تقوم بالدور المطلوب منها علي أكمل وجه. طالب بضرورة تدخل الحكومة لانقاذ هذه المنظومة من الانهيار ومحاسبة هذه الشركات بحسم أو الاستعانة بشركات أخري تكون قادرة علي حل هذه المشاكل. سقوط السيستم ويكشف محمد عمر صاحب مخبز بالشرابية ان الماكينات الصينية التي تم توزيعها علي المخابز تعطل كثيرا وتتسب في خراب بيوت أصحاب المخابز لأنها عندما تتوقف عن العمل يتوقف بيع الخبز للمواطنين وبالتالي تتعرض كميات كبيرة للتلف. ويتفق معه حسن عباس صاحب مخبز بالجمالية فيؤكد ان "السيستم" يسقط كثيرا مما يؤدي إلي توقف العمل تماما بالمخبز رغم ان صاحب المخبز مطالب بدفع رواتب العاملين ودفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز وغيرها!! الوزارة ترد المهندس محمود عبدالعزيز وكيل أول وزارة التموين ورئيس قطاع الرقابة والتوزيع يؤكد مسئولية شركات البطاقة الذكية الثلاث علي تأخر تحويل البطاقات الورقية إلي بطاقات ذكية وكذلك استخراج أكثر من بطاقة ذكية لأسرة واحدة مشيرا إلي أن د.خالد حنفي وزير التموين والتجارة الداخلية عقد اجتماعات كثيرة مع هذه الشركات لسرعة الانتهاء من تحويل جميع البطاقات الورقية إلي ذكية.. وسيتم خلال الاسابيع القليلة القادمة الانتهاء من هذه المشكلة تماما. أضاف ان الوزير عقد ايضا اجتماعا مع شركة "فيزا" العالمية للاستعانة بامكانياتها الهائلة في منظومتي الخبز والتموين.