مازالت معديات الموت تحصد أرواح الأبرياء كل يوم بدون رقيب أو حسيب ويتعرض الآلاف من أبناء محافظة كفر الشيخ خاصة بمدن دسوق وفوة ومطوبس الواقعة علي شاطئ نهر النيل لمعاناة شبه يومية وخطر داهم يهدد حياتهم بسبب عدم وجود أي وسيلة انتقال إلي الشاطئ المقابل بمحافظة البحيرة سوي المعديات الأهلية ومعظمها بدائية لا تتوافر بها أدني اشتراطات الأمان ويقودها صبية صغار مما يجعلها عرضة للغرق في أي لحظة ودائماً ما تقع الكوارث والمآسي بغرق المعديات وسط نهر النيل والتي يروح ضحيتها العشرات من المواطنين سنوياً خاصة بعد إلغاء الأتوبيس النهري الذي كان يربط محافظتي كفر الشيخوالبحيرة والذي يسعي المسئولون الآن لإعادته مرة أخري بشكل تدريجي.. يضطر أهالي قري الجزيرة الخضراء والسكري والبسراط وبرج مغيزل والمعدية وخان الجني وأبوحسن مركز مطوبس إلي نقل موتاهم علي متن القوارب والمعديات المتهالكة في عرض النهر لدفنهم في مقابر تل ابومندور الأثري بالضفة الشرقية بمدينة رشيد بمحافظة البحيرة في رحلة شبيهة بعادة الفراعنة القدماء مع الفارق الشاسع بين مراكب الشمس والمعديات المتهالكة التي يستخدمها أبناء مركزي مطوبس ورشيد وطالبوا الدكتور أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفر الشيخ بالتدخل بالتنبيه علي رؤساء المدن الثلاث دسوق وفوه ومطوبس بالمراقبة المستمرة لهذه المعديات المتهالكة حفاظاً علي أرواح المواطنين وسحب المراكب غير المطابقة للمواصفات والتي تعرض حياة المواطنين الأبرياء للخطر.. يقول أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بالمحافظة إن المشكلة بدأت في الظهور منذ سنوات عندما تم إلغاء الأتوبيس النهري الذي كان يعمل بين ضفتي النيل بطمبسو ورشيد حيث كان يتيح وسيلة نقل آمنة لكن لا نعلم سبب توقفه عن العمل مما فتح الباب لأصحاب المعديات والمراكب مستغلين حاجة المواطنين وتوجد حوالي 30 معدية أهلية تقوم بتوصيل الأهالي إلي الشاطئ الآخر بمدينتي رشيد والمحمودية التابعتين لمحافظة البحيرة.. أضاف السعيد الخطيب من أبناء مدينة فوه أن معديات الموت لا يحكمها ضابط أو قانون ويسيطر عليها فقط اثنان يلقبان بعاملي "اللقافة" حيث يقف أحدهما علي مرسي نهر النيل برشيد بينما يقف الآخر عند مرسي مطوبس يقومان بتحصيل المبالغ من الركاب متقاسمين الربح مع صاحب المعدية دون تسديد أي ضرائب أو رسوما مما يؤدي إلي ضياع مبالغ كبيرة علي خزينة الدولة فضلاً عن قيام الصبية بقيادة هذه المعديات برعونة شديدة.. أشار سيد أحمد شحاتة من أبناء مركز مطوبس إلي أنه لابد من الدولة أن تتدخل بثقلها وتضع حلولاً جذرية وحاسمة لهذه المشكلة المتفاقمة وليس هناك أغلي من أرواح المواطنين الأبرياء فلابد من المراقبة المستمرة لهذه المعديات المتهالكة التي تعرض حياة المواطنين للخطر الداهم الذي يواجههم كل يوم.