تحولت برامج المقالب والتهريج التي تستعين بالطائرات الي ظاهرة مزعجة هذا العام فبمجرد أن ينطلق مدفع الافطار تتسارع القنوات الفضائية في بث هذه النوعية من البرامج التي إتفقت فيما بينها علي ما يبدو أن يكون عالم الطيران هو مجالها لتخويف ضيوفها من النجوم في كافة المجالات والذين يقومون بدور الضحية بناء علي إتفاق مسبق وفي مشهد تمثيل فج ليكتشف المشاهد بعد ذلك أنه هو الضحية بعد أن أضاع وقته في تهريج ممل هدفه جلب الإعلانات فقط للقناة الفضائية. قائمة برامج التهريج الرمضانية هذا العام تضم ثلاثة برامج .. الأول تحت مسمي "رامز واكل الجو" تدور فكرته حول مقلب يتم داخل طائرة مهددة بالسقوط بسبب المطبات الهوائية والبرنامج الثاني تحت مسمي "هبوط إضطراري" ويقدمه هاني رمزي ويبدأ المقلب بوجود مشكلة في الطائرة وقربها من السقوط.. أما البرنامج الثالث فهو "التجربة الخفية" وتدور فكرة البرنامج داخل طائرة أيضا حيث يتم الاتصال بالضيف و دعوته للتصوير في أسبانيا و يقومون بالقفز بالبراشوت. وإذا قمنا بتنحية الجانب اللا أخلاقي في هذه النوعية من البرامج التي تتمثل في الكم الرهيب من السباب والشتائم والألفاظ المبتذلة نجد أننا أمام مصيبة أخري تتمثل في أن كل هذه البرامج تفتقد قواعد السلامة الجوية وممكن أن يتحول المقلب الي مأتم وتنقلب الضحكات إلي آهات وعويل. "طيران* طيران" ناقشت هذه الظاهرة مع مصدر مسئول بسلطة الطيران المدني الذي أبدي إنزعاجه من تلك البرامج التي تفتقد جميع قواعد السلامة الجوية .. مشيرا إلي أن تلك البرامج ليس لسلطة الطيران المدني المصرية أي سلطان عليها لأن تلك الطائرات التي تستخدم ليست مصرية كما أن التصوير يتم خارج مصر. أضاف المصدر أنه شاهد بعض الحلقات من هذه البرامج وفؤجي بأنه في بعض الحالات يتم الهبوط بشكل مفاجئ من إرتفاع 20 ألف قدم إلي 10 آلاف قدم بشكل مفاجيء وهو ما يتنافي تماما مع سلامة الركاب وقد يعرضهم لأزمات قلبية كما أن ما تتعرض له الطائرة يشكل خطرا علي سلامتها. وعن نوعية الطائرات المستخدمة قال المصدر إنها للأسف ليست مخصصة لمثل هذة الأغراض والأكروبات بل إنها طائرات ركاب عادية لها قواعدها في الطيران والهبوط والإقلاع .. مشيرا إلي أن هناك نوعية من الطائرات من الممكن أن يتم الاستعانة بها في مثل هذه البرامج وضرب مثلا بالطائرات المخصصة لتقديم إستعراضات جوية أو الطيران في سرب لتكوين أشكال معينة في الجو. أكد أن ما يحدث في تلك البرامج "تهريج" وأن قطاع الطيران في مصر لا يقبل التهريج خاصة أن تلك البرامج تتم بشكل غير علمي وغير منطقي ونتمني ألا تتكرر مرة أخري حفاظا علي أرواح الركاب لافتا إلي أن هناك علامات إستفهام حول الطيارين الذين يقومون بمثل هذه البرامج ومدي قدراتهم وتدريبهم؟!! كشف المصدر أن سلطة الطيران المدني رفضت خلال الفترة الماضية بعض الطلبات لإجراء مثل هذه البرامج أو استخدام الطائرات في مشاهد أكشن غير منطقية.