ربما لا يجوز الحكم علي مسلسلات الشهر الكريم مبكراً. لكن المثل الشعبي يقول "الجواب يبان من عنوانه".. فالحلقات الأولي في أغلب المسلسلات غير مبشرة. وبعضها يعرض مشاهد وأفكاراً يري الكثيرون أنها لا تتناسب مع الشهر الذي أنزل فيه القرآن. "المساء" رصدت آراء المواطنين وأساتذة الإعلام وعلم النفس والاجتماع في هذه المسلسلات.. وجاءت هذه الآراء في أغلبها ضد معظم الأعمال التي هجمت علينا من كل فضائية وأرضية. ** رغم أننا في شهر رمضان الكريم تصر المسلسلات التليفزيونية التي تقدم في رمضان علي العري والألفاظ المعيبة والانحدار الأخلاقي. من هذه المسلسلات التي لا تتناسب مع القيم الرمضانية "مولد وصاحبة غايب" و"تحت السيطرة" و"مولانا العاشق" والتي تبرز أنماطاً سلوكية سيئة كالإدمان والرقص والملابس الخليعة والعنف!! أكد خبراء الإعلام والاجتماع والنفس أن المسلسلات المعروضة تتعارض مع الشهر الفضيل وترفضها دول عربية لعدم تناسبها مع القيم السائدة. كما أنها تؤثر علي النشيء وتزيد من التدني القيمي والاخلاقي وطالبوا بمراعاة الالتزام في هذه الأعمال خاصة في الشهر الكريم وأن يقوم الفن برسالته بإرساء القيم السامية وانتقاء المسلسلات التي تحقق نتائج مجتمعية ايجابية. ** د.صفوت العالم "أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة": يقول إن المسلسلات التليفزيونية التي لا تتناسب مع الشهر الكريم ظاهرة متكررة ومع الأسف الشديد انماط الأداء فيها بها الكثير من الملابس الخليعة ومشاهد العنف والألفاظ المعيبة والموجودة في مسلسلات هذا العام مثل مولد وصاحبه غايب ومسلسل مولانا العاشق فهذه الأعمال بعيدة كل البعد عن القيم الرمضانية كما أن أداء الممثلين يعبر عن شخصيتهم هم وليس الأدوار. أشار إلي أن هذه الأعمال تؤثر في النشء فبعض الشباب نجدهم يحاكون نماذج من هذه الشخصيات وبالتالي تؤثر في نمط السلوكيات فعندما تحمل هذه المسلسلات تعظيماً للجنس والإثارة ينحني هؤلاء لهذا الاتجاه!! أكد أن الحل في مواجهة هذه الظاهرة في الأعمال التي تتجاوز القيم والاخلاقيات مراجعة السيناريوهات الخاصة بالمسلسلات المقدمة في شهر رمضان الكريم لأن هناك دولاً عربية ترفض عرض هذه المسلسلات لتعارضها مع القيم السائدة كما أن شركات الإنتاج الخاصة تدعم هذه الأعمال. ** د. جبر محمد "أستاذ علم نفس جامعة بورسعيد": أكد أن الفن انعكاس للمجتمع والواقع الاجتماعي والاقتصادي الذي ينتمي إليه هذا الفن. لكن ما نراه من مسلسلات لا يتفق في أغلبه مع الشهر الفضيل وحتي مع القيم الاجتماعية بشكل عام مثل المسلسلات التي تعبر عن العنف أو التسيب والفساد أو الانحدار الاخلاقي حتي وان وجدت هذه المظاهر لكن المفترض أن رسالة الفن أن هي الاعلاء من شأن المجتمع والقيم التي يجب أن تسود حتي وان اظهرت ذلك فلابد أن تكون معالجتها الدرامية لها عبرة وعظة لكن مسلسل مثل تحت السيطرة الذي يتناول الإدمان والمخدرات يزيد من الطين بله فالشباب يتعلم الانحدار الاخلاقي أكثر فالمسلسلات لابد من إعادة النظر فيما تقدمه وان تعمل علي تحقيق نتائج ايجابية نحو نمو القيم المجتمعية من جديد. * د.هشام عطية "أستاذ الإعلام والتنمية بكلية الإعلام جامعة القاهرة": فيما يتعلق بفكرة تعارض ما يقدم من أعمال درامية مع شهر رمضان هو أمر مبالغ فيه بعض الشئ ولا يمكن التعميم علي جميع الأعمال بل قد نقول إن هناك كثافة في المضمون المقدم بشكل غريب . فلا أدري لماذا يتم إنتاج كل هذا العدد بشكل مكثف خلال شهر رمضان وهو أمر لا يتناسب مع حجم الاقتصاد والانفاق الإعلامي. * د.سيد عفيفي "أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفيوم": صدر بيان من نقابة المهن التمثيلية تستنكر فيه الألفاظ البذيئة والمشاهد واللقطات التي لا تليق مع الشهر الكريم. واعتقد ان الألفاظ البذيئة لا يمكن تقبلها خلال رمضان أو باقي شهور السنة كيف يمكن تقبل مشاهد داخل البارات والخمور وعاريات. هل ما يحدث هو الإبداع الفني؟!! ** د.ياسين لاشين "أستاذ الرأي العام بكلية الاعلام جامعة القاهرة": أكد أن جميع الدراسات دول العالم أثبتت ان وسائل الاعلام تؤثر في الناس والقيم المجتمعية فما يعرض علي شاشات التليفزيون من مسلسلات ودراما لا تليق بالشهر الكريم بما فيها من خلاعة وألفاظ خارجة والتصرفات غير المقبولة وكأن المنتجين والمحطات تتعمد اظهار هذه الانماط التي لا تتفق مع القيم الروحية لشهر رمضان خاصة وانهم يدركون جيداً أن الناس تتخذ التليفزيون مصدراً للأخبار والتسلية فهذه المسلسلات تدعم الجوانب السلبية وكأن المجتمع المصري خليط من الألفاظ الخارجة والفتونة والبلطجة. أشار إلي أهمية وجود وزير للإعلام لا تكون مهمته فقط الحفاظ علي حرية الإبداع ولكن المحافظة علي قيم وتقاليد المجتمع ومعالجة قضايا المجتمع فنياً للنهوض به وليس لانحداره.