صفات كثيرة وضعها كل منا في مخيلته لرئيس الجمهورية الذي سيختاره وللمسئولين الذين سيمسكون بزمام الأمور بعد أن نخرج من عنق الزجاجة إلي مصر الجديدة منها بالطبع التاريخ المشرف والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وقائمة طويلة من الصفات المثالية التي لا يختلف عليها اثنان ولكي يجب أن نضيف إليها أو علي الأصح تتقدمها صفة التواضع بما له من سحر يجعل صاحبه يتسلل إلي القلوب في رفق ويعطي من حوله الشعور بالثقة والأمان.. تلك الصفة التي أفتقدناها تماما في النظام السابق.. لانهم كانوا يشعرون أنهم فوق مستوي البشر ولا يمكن لأي فرد عادي أن يتحدث إليهم أو يتحاور معهم أو يرد عليهم قراراً خاطئاً. لهذا التف الشعب بعد الثورة حول د. عصام شرف لتواضعه الذي قربه من الناس ليس لأنه أكل الفول والطعمية مع العامة أو جلس علي الأرض مع أهالي سيناء ولكنها مشاعر صادقة تخرج من القلب وتصل للقلب بتلقائية وعفوية وتترجم في تصرفات وقرارات علي أرض الواقع تدعمها وترسخها بعمق. فإذا كان الانسان يدرك أن الكرسي لا يدوم وإذا كانت نهايتنا إلي الثري فلماذا الكبر الذي هو صفة من صفات الله اختص بها نفسه فقال علي لسان نبيه صلي الله عليه وسلم .. العز ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما عذبته ولا أبالي ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. وقد أوصانا صلي الله عليه وسلم بأن تواضعوا حتي لا يبغي أحد علي أحد ولا يفخر أحد علي أحد. ومن يفهم التواضع علي أنه نزول إلي المستوي الأدني فهو مخطيء لأنه صفة أصيلة في صاحبها يدرك من خلالها أننا كلنا سواسية عند الله فيصبح صبغة تلون كل تصرفاته مع من كل من حوله يحاسب نفسه إذا ما حاد عن الحق أو فرح لمدح الآخرين فيعود سريعاً لرشده وهذا ما يحعلنا نصر علي أن يكون "التواضع" صفة أساسية في كل من نختاره لتولي أمورنا طالما أصيح لنا حق الاختيار.