مأساة إنسانية يعيشها باعة الصحف والمجلات بميدان الرمل بأشهر ميادين الإسكندرية الذي يعتبر الميدان الثقافي للثغر بعد أن أعطي المحافظ هاني المسيري أوامره بطردهم من المكان الذي يعملون فيه منذ أكثر من 60 عاماً بدعوي أن شكلهم ليس جميلاً والأسوأ هو اضطهاد رئيس الحي محمد عبدالرازق لهم الذي وصفهم ببائعي البطاطا للسخرية من الصحف والمجلات. رصدت "المساء" معاناة الباعة الذين أعلنوا الإضراب عن بيع الصحف لأنهم أصحاب رسالة. في البداية يقول سليمان محمود- بائع صحف: طالبنا رئيس الحي بأن نتوقف عن بيع الصحف والمجلات لأنها تهاجم المحافظ وطالبنا ببيع الكتب والأغرب أنه قال سينقلنا لمكان لم يفكر به بعد فهل هذا معقول؟. ويقول علي السيد- مهندس- أنا من سكان محطة الرمل وفوجئت أثناء شرائي الصحف برئيس حي وسط ومعه مجموعة من الموظفين يعتدون علي بائعي الصحف ويهددوهم بنقلهم من المكان ولا أحد يستطيع الوقوف أمامهم في ذلك. أما محمود أحمد- مدرس- فيقول: ميدان محطة الرمل لا يعلمه هاني المسيري لكونه يعيش في أمريكا فهو بمثابة منارة الثقافة بالنسبة لنا علي مدار السنوات الماضية. ويقول المهندس ياسر سيف- المتحدث الرسمي للجبهة الشعبية لإنقاذ الإسكندرية- حرصت علي التوجه مع بعض أعضاء الجبهة لميدان محطة الرمل للوقوف مع الباعة المتضررين فنحن أمام مأساة حقيقية لا يقبلها أي مثقف ويمثل اعتداء علي حق المواطنين في المعرفة وأن يتم الاعتداء عليهم وطردهم ولا يتناسب مع مطالب ثورة 30 يونيو. ويقول محمد حسن- بائع صحف- والدي السباعي يعمل في هذا المكان منذ أكثر من 60 عاماً وفوجئنا بتعدي رئيس الحي علينا قائلاً: إنه سيغلق المكان وينقلنا إلي مكان غير معلوم مترحماً علي رؤساء أحياء كانوا يقدرون رسالتنا في نشر الثقافة والوعي ونحن علي أتم الاستعداد للتعاون مع الحي في تصميم أي أكشاك يراها مناسبة ليكون مظهرنا لائقاً مع العلم أن رئيس حي المنتزة قام بعمل أكشاك حضارية علي مساحة 6 أمتار بمنطقة ميامي وشارع 45 لبائعي الصحف ونطالب بالمساواة. يقول طارق الرملي- بائع صحف- لدي 3 أولاد في مراحل تعليمية مختلفة ووالدي يعمل في هذا المكان منذ أكثر من 70 عاماً ورئيس حي وسط "عايز يشلنا" من محطة الرمل بحجة أن شكلنا غير جمالي ووصفنا ب "بائعي البطاطا" ويريد وضع نقطة الشرطة في مكاننا بالرغم أن بحوزتنا تراخيص لبعض الباعة علي أنهم بائعو صحف وهم في الأساس يبيعون لعب أطفال ونحن مع التطوير مضيفاً أنها مصيبة كبري أن المحافظ ورئيس الحي لا يقبلوا النقد الموجود في الصحف لذلك يهاجمونا وهم لا يستحقوا التواجد في أماكنهم. ويقول رمضان فوزي عبدالله "بائع صحف" أعمل في المكان منذ 60 عاماً وأحرص علي رفع العوائد للحي وأقول حسبي الله ونعم الوكيل لأن عندي 3 أولاد في كليات حقوق وتجارة والثانوي ولا يوجد لدينا أي مهنة غير بيع الصحف ولا يوجد لدينا تأمين ولا دخل سوي من هذا المكان مشيراً إلي أن المكان كان يعمل فيه شقيقه "محمود" الذي توفي منذ أيام وترك له تربية 3 بنات وولد في مراحل تعليمية مختلفة فمن أين يجد قوت يومه. ويقول أحمد فوزي الشهير ب "سونة" مشكلتي مضاعفة تارة مع رئيس الحي وتارة مع رئيس هيئة نقل الركاب فرئيس الحي عندما جاء لافتتاح الجمعية الاستهلاكية بالميدان الموجود تحت الأرض تعرض لنا بإهانات شديدة وأمر بنقلنا إلي مكان آخر أما رئيس هيئة نقل الركاب فأرسل 8 موظفين من الهيئة ليقوموا بطردي من المكان الذي نعمل فيه منذ الثلاثينيات بدلاً من التصدي للبناء المخالف وترك الغلابة في حالهم. ويقول السيد عبده "بائع صحف" والدي في هذا المكان منذ سنوات طويلة و"الفرش" يعمل عليه 4 أفراد ورئيس الحي يريد تشريدنا.