يزور القاهرة حاليا الصديق الدكتور عبدالله محارب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة اختصارا باسم "ألكسو".. وهو أحد المثقفين العرب الكبار المهمومين بقضايا أمتهم المخلصين لعروبتهم.. أعرفه منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما كان مستشارا ثقافيا في سفارة الكويتبالقاهرة.. والتقيته عدة مرات بعد أن عاد إلي الكويت أستاذا للأدب والنقد في الجامعة ومستشارا لمجلس الوزراء ومشرفا علي العديد من المراكز العلمية.. كان هو نفس الشخص لم يتغير في حماسه وجديته ونشاطه. سألته عن أحواله هذه الأيام وعن "الألكسو" فرد ضاحكا: أنا الآن أحمل هموم 22 دولة عربية.. أشعر أنني مسئول عن أمانة كبيرة في تطوير وتحسين الأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في وطننا العربي رغم كل التحديات والعراقيل التي أولها وأهمها عدم الاعتداد بفكرة العمل العربي المشترك ومنظماته.. يكفي أن تعرف أن مستحقات الألكسو لدي الدول العربية بلغت 55 مليون دولار.. وأن المقر الجديد للمنظمة في تونس بدأ العمل فيه عام 2003 وعندما توليت المسئولية في 2013 وجدته مجرد هيكل خرساني لم يكتمل بسبب عجز التمويل.. وأخيرا حصلنا علي 3 ملايين دولار من السعودية والكويت والعراق واستكملنا البناء وسيفتتح المقر في أكتوبر القادم. * ومع ذلك فإن اسم "الألكسو" بدأ يتردد في الصحف وبدأت الناس تسمع عن منظمتكم. هناك العديد من الفعاليات والمؤتمرات الصحفية التي أبرزها الإعلام في إطار الاهتمام باللغة العربية ويوم الشعر وتجويد التعليم وتطوير التربية واستراتيجية التكنولوجيا الحيوية.. والشيء الجديد الذي أحاول أن أنجح فيه هو محاولة سد الفجوة في التعليم بين الأجيال.. ونحن نستعد الآن لإطلاق مشروع "الكسو آبس" علي الهواتف النقالة "الموبايلات" للتواصل مع الشباب من خلال تقديم المعلومات واستقبال منجزاتهم وابتكاراتهم في مجال الثقافة والتربية والألعاب الاليكترونية.. وسندعو إلي مسابقة بين الشباب العرب في هذا الشأن تقدم لها جوائز قيمة.. كما نستعد لإطلاق برامج باللغة العربية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة . * وماذا عن المشروع الذي دعوت إليه من أجل تجويد وتطوير التعليم في مصر؟! نعم.. دعوت منذ فترة إلي مشروع مارشال عربي لتمويل عملية شاملة لتجويد التعليم في مصر.. اقتناعا بأن التعليم في مصر بلا مبالغة هو قاطرة التعليم في كل البلدان العربية.. وعندما يتم تطويره وتحسينه من خلال المدرسة والمدرس والكتاب والمنهج سينعكس ذلك إيجابيا علي أوضاع التعليم في البلاد العربية. * واضح أن قضية تجويد التعليم صارت شغلك الشاغل. التعليم هو الذي يبني الإنسان.. والإنسان بعد ذلك هو الذي يبني المؤسسات ويجدد ويطور ويقود الدولة.. ونحن نجتهد لإجراء دراسات حول الواقع الحقيقي للتعليم في الوطن العربي وسبل تطويره من خلال المرصد التربوي للألكسو الذي يعني بالاحصاءات الخاصة بالتعليم.. كما نستعين بالدراسات التي تجريها كل دولة علي أوضاعها التعليمية والدراسات التي تعدها اليونسكو.. وقد قدمت السعودية تجربة رائعة ورائدة في هذا الشأن.. حيث أنشأوا مؤسسة لتقويم وتجويد التعليم تابعة للديوان الملكي مباشرة.. مسئوليتها مراقبة كل ما يتعلق بالعملية التعليمية.. ابتداء بالمدرسة والمدرس والكتاب والمنهج وانتهاء بالأتوبيس والوجبة والنظافة. * وماذا عن البحث العلمي؟! بالطبع.. ينعكس المستوي المتدني للتعليم علي البحث العلمي.. لسنا أمة منتجة للعلم وليس لدينا الرؤية المشجعة للبحث العلمي.. جامعاتنا مهتمة فقط بالتدريس وتخريج الطلاب ولا تنظر إلي الإبداع والابتكار.. إسرائيل تنشر أبحاثا علمية أكثر 5 مرات من الأبحاث التي تنشرها الدول العربية مجتمعه.. ونحن في "الألكسو" نطمح أن نكون أمة تصنع وتبتكر.. وأن يكون لنا اسهام واضح في مسار الحضارة الإنسانية حتي لا نتخلف عن الركب.. ادعوا لنا.