يقول د. خليل باسو رئيس هيئة المحطات النووية انه بغير الطاقة لن يكون هناك تنمية ولا اصلاح اقتصادي لأنها قاطرة أي تنمية جديدة. وتزداد الحاجة إليها بعد المؤتمر الاقتصادي الناجح في شرم الشيخ الذي يتطلب تنفيذ المشروعات العملاقة التي طرحت فيها مزيدا من مصادر الطاقة وتنويع تلك المصادر. وخصوصا الطاقة النووية. لتوفير احتياجات مصر المتزايدة في المرحلة المقبلة. أكد خليل ان مصر الآن تري ضرورة تنويع مصادر الحصول علي الطاقة وعدم الاكتفاء بالبترول والغاز وحدهما ولابد من الاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ووضع الطاقة النووية علي رأس الاهتمامات. فمشروع مصر النووي في الضبعة سيكون له اثر ايجابي في توفير احتياجاتها من الطاقة خلال 5 6 سنوات هي مدة انشائه. أي 60 شهراً بالاضافة إلي عام آخر للتجريب أي 72 شهرا لاقامة مفاعلين نووين من مجموع 4 مفاعلات مزمع انشاؤها وقدرة المفاعل الواحد من 1000 إلي 1400 ميجاوات وبقدرة اجمالية 4000 5000 ميجاوات تمثل 6% من اجمالي الطاقة في مصر. وهو ما يساعد إلي حد كبير في حل أزمة الطاقة بمصر. أكد د. خليل ان مصر لديها مشروع نووي طموح وعملاق تمثل الضبعة أولي مراحله. فهناك موقعان آخران أثبتت الدراسات صلاحيتهما لإقامة محطات نووية بها يقعان في منطقة النجيلة غرب مرسي مطروح علي بعد 30 كيلو مترا منها والموقعان لا يقلان من حيث الصلاحية والأهمية عن الضبعة. فهما علي ساحل المتوسط ويتمتعان بالمناخ نفسه إلي جوانب مواقع أخري متفرقة بأنحاء الجمهورية تجري الدراسات والأبحاث لتحديد مدي ملاءمتها لاقامة محطات نووية. أعرب د. خليل عن تأخر مصر كثيرا في ارتياد المجال النووي. فالقرار سياسي أو سيادي بالدرجة الأولي فمنذ الخمسينيات ومصر تجد عراقيل كثيرة تسببت في عدم خروج المشروع إلي النور وإلي جانب القرار السياسي ثمة عوامل أخري مثل حرب 1967. ثم جاء السادات وقرر الدخول للمجال النووي لكن الدول المصدرة للتكنولوجيا النووية وضعت امامه العراقيل. ثم وقع حادث تشرنوبل الذي أوقف المشروع من عام 1986 وحتي .2000 يقول د. عادل عبده حسين "أستاذ الهندسة النووية بجامعة أسيوط" إن معدلات استهلاك الطاقة الكهربائية في مصر تحتاج لزيادة سنوية تقدر ب 10% من حجم الاستهلاك. وهو ما يحتم انشاء محطات كهربائية من شأنها ارهاق ميزانية الدولة. ولأن الكهرباء والطاقة عموما ركيزة اساسية في أي تنمية صناعية. ومع المتغيرات الجديدة وطرح مشروعات عملاقة في المؤتمر الاقتصادي اصبح ادخال الطاقة النووية لمصر ضرورة وقد تصل تكلفة المفاعل النووي الواحد إلي نحو 5 مليارات دولار وإذا كانت المحطات الكهربائية التي تعمل بالوقود الأحفوري هي الأقل تكلفة الآن إذا ما قورنت بالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة النووية نظرا للصيانة المستمرة واستيراد مكوناتها من الخارج لكن الطاقة النووية هي الأقل تكلفة علي المدي البعيد. اضاف د. عادل عبده ان المحطات النووية ذات قدرة عالية علي استخراج كهرباء عالية تصل لنحو 1500 ميجاوات أو يزيد باستخدام اليورانيوم بدلا من الغاز والفحم المستخدمين في محطات الكهرباء العادية. ويعمل المفاعل النووي بطريقة الانشطار النووي أو الاندماج النووي. وفي الغالب سيعمل المفاعل النووي بالانشطار النووي الذي يولد طاقة حرارية عالية جدا ترفع درجة حرارة المياه للغليان وتدخل علي التوربينات لتوليد الكهرباء. أشار د. عادل إلي أن مصر تستخرج الطاقة النووية لأغراض سلمية ويأتيها اليورانيوم المخصب من الخارج وهو المستخدم في مجالات أخري. أوضح د. عادل ان المحطة النووية بالضبعة ستنقل مصر نقلة كبيرة حيث ستوفر ما بين 1500 3000 ميجاوات طاقة كهربية من المفاعلين مؤكدا ان دخول مصر لعصر الطاقة النووية تأخر كثيرا حتي اصبحنا امام تفاقم لأزمة الطاقة لن يحلها سوي تنويع مصادر الطاقة وبناء محطات نووية لاحداث تنمية حقيقية. أشار إلي أن ضعف الارادة والقرار السياسي أحد اسباب تأخر دخول مصر في النادي النووي. رغم أن ذلك كان أسهل خلال العقود الماضية وهو ما اختلف الآن حيث تملك مصر قرارها السياسي فضلا عن التمويل اللازم وتوفير التكنولوجيا والوقود النووي من خلال اتفاق الشراكة مع روسيا. يقول الدكتور ياسين إبراهيم رئيس هيئة المحطات النووية سابقاً إن اقامة المحطات النووية في كل دول العالم يكون مشروع الدولة ويخضع للقرار السياسي لها ولابد أن يكون قويا وداعما وملتزما فمصر ومنذ عدة عقود كان يتوقف مشروعها لظروف خارجة عن ارادتها كحرب 1967 ولكن هناك أيضا ضغوط شديدة مورست من أجل وقف المشروع المصري. يشير د. ياسين إلي أن مصر دولة فقيرة في مصادر الطاقة وخاصة البترول والغاز والاحتياطات محدودة وأوشكت علي النضوب ونحن نحتاج لمصادر طاقة وهنا فرض المشروع النووي نفسه بقوة لأنه الأفضل اقتصاديا إذا ما قورن بسعر برميل البترول ويعتبر الأرخص والأجود للبيئة وفقا لدراسات اقتصادية مكثفة ودقيقة. يري د. ياسين ان مصر تأخرت كثيرا عن الركب النووي وكان لابد من ارتياده منذ سنوات طويلة حتي لا نجد أنفسنا في مشكلة مزمنة مع تناقص الطاقة والتي هي أساس لكل تنمية. وأيضا اصبحت إسرائيل هي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تملك المعرفة النووية السلمية وغير السلمية وهذا يؤثر علي أمننا القومي. يري د. إبراهيم ان الأمن القومي لمصر والمعرفي ايضا وحاجتها الشديدة لمصادر طاقة متنوعة لا تعتمد علي البترول والغاز فقط يحتم دخولنا المجال النووي لأنه قاطرة التحديث والالتزام بنظم الجودة سواء في القطاع الصناعي أو البشري. أما د. مازن عبدالسلام أستاذ القوي والآلات الكهربائية بكلية الهندسة بجامعة اسيوط فيري أن تكلفة انشاء المحطات النووية كبيرة جدا في بدايتها عنها في محطات الكهرباء العادية والتي تعمل بالوقود سواء بترول أو غاز ولكن علي المستوي البعيد فإن النووية هي الأرخص والأفضل انتاجا للكهرباء من المحطات العادية فمحطة الكريمات تعد من كبري المحطات الكهربائية في مصر وقدرتها 1200 ميجاوات في حين المحطة النووية بالضبعة ستولد كهرباء بنحو 6 أضعاف الكريمات وهذا يساعد في حل أزمتها بشكل نهائي. ويشير د. مازن إلي أن مشكلة المحطات النووية هي مخاطرتها القاتلة ولذلك يجب أن يكون فريق التشغيل علي أعلي مستوي من الكفاءة والتدريب في دول تتمتع بالخبرة حتي يكونوا قادرين علي التعامل مع أي مشاكل طارئة فالفني المصري ليس علي درجة عالية من الحرفية حتي أنه يتهاون في صيانة محطات التوليد التقليدية وهذا غير وارد اطلاقا مع المحطات النووية. أوضح د. مازن أن مصر المستقبل في حاجة لكم هائل من موارد الطاقة وخصوصا المشروعات التي وقعتها مصر في مؤتمرها الاقتصادي وبدون توفير الطاقة فلن تكون هناك مشروعات ولا استثمارات والحل في تنفيذ مشروع الضبعة النووي. يطالب د. علاء نور الدين أستاذ الطاقة الذرية بتنويع مصادر الطاقة في مصر وعدم الاعتماد علي مصدر واحد سواء كانت بالطرق التقليدية. اعتمادا علي الغاز أو البترول أو الفحم أو استخراجها من طاقة الشمس أو الرياح وهي أعلي تكلفة من الطاقة النووية..! اضاف د. نور الدين ان الفرق ليس في الخبرات العلمية أو العلماء ولكن في القرار السياسي وللأسف مصر فقدت لسنوات طويلة قرارها السياسي وتذرعنا بحادث تشرنوبل أو غيره واستسلمنا للضغوط الخارجية بسبب الضعف وعدم تغليب مصلحة العليا وأمننا القومي وعجزنا خصوصا في فترة حكم مبارك الذي تعامل بمنطق "الباب اللي يجيلك منه الريح". يري د. نور الدين ضرورة إعلاء مصالحنا فوق كل اعتبار وقرارنا السياسي ومصلحة مصر هي محركنا الرئيسي مؤكدا أن روسيا قدمت لمصر تاريخيا ما لم تقدمه أمريكا والغرب. فالروس يساعدوننا دون ضغوط ولا ننسي لهم السد العالي والمفاعل النووي بأنشاص والصناعات الثقيلة كلها بخبرة روسيا فهي دولة عظمي وحاليا من الدول العملاقة في المجال النووي وتمتلك أحدث التكنولوجيات النووية علي مستوي العالم. اضاف د. علاء ان روسيا تفهمت وضعنا الاقتصادي ولم تجهد مصر ماديا وتتحمل بناء المفاعلين وامدادنا بالوقود النووي اللازم دون ضغوط أو شروط كالتي وضعتها أمريكا لنا سابقا في الوقت الذي تركت فيه إسرائيل تفعل ما تشاء وتصنع أسلحة نووية تؤثر علي أمننا القومي.