روسيا تحقق مكاسب اقتصادية.. ومعها إيران أيضاً من حرب "عاصفة الحزم" التي تشنها قوات 10 دول عربية علي الحوثيين في اليمن. قال الخبراء الروس الاقتصاديون إنه نتيجة لارتفاع أسعار البترول بنحو 7 في المائة فإنه يمكن في حال استمرار هذه الحرب لمدة شهرين أن يتحقق عائد للخزينة الروسية بنحو ملياري دولار. أما بالنسبة لإيران فإن ارتفاع أسعار البترول يمكنها من أن يتجاوز اقتصادها بعض آثار الحصار المفروض عليها. ورغم هذه المكاسب الاقتصادية لروسيا إلا أنها تخسر سياسياً من هذه الحرب. قال أنا تولي كازاكوف المحلل السياسي بمركز الدراسات الإعلامية الاستراتيجي الروسي في تصريح لصحيفة "المصري اليوم" إن موسكو تترقب نهاية حكم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لأنه لا يحقق مصالحها. وسوف تحاول دعم القوة المرشحة لتولي السلطة والممثلة في حركة "أنصار الله" الحوثيين بما يخدم المصالح الروسية باعتبارها معادية للولايات المتحدةالأمريكية وستكون عنصر ضغط علي السعودية. ولم يستبعد "كازانوف" أن تفسح حركة "أنصار الله" المجال لتوسيع النفوذ الروسي في شبه الجزيرة العربية!! وكان الحوثيون قد أعلنوا من موسكو أن روسيا صديقة للعرب وللمسلمين وتتخذ موقفاً جيداً بشأن سورياوإيران. وقالوا: إن الحركة تثق في روسيا وأعربوا عن أملهم بشأن مواصلة موسكو الدفاع عن اليمن في مجلس الأمن الدولي والتصدي لأي قرارات معادية. تحالف روسيا مع إيرانوسوريا وحزب الله والحوثيين ومع باقي الفصائل الشيعية المنتشرة في بعض الدول العربية وتأييدها سياسياً للحوثيين ربما يفقدها نفوذاً حققته مع مصر بعد تبادل الزيارات بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والشراكة الاستراتيجية والتعاون البناء الذي نتج عن هذه الزيارات. إن تدخل إيران في الحرب التي تشنها الدول العربية علي الحوثيين في اليمن.. وقيام سفنها بإطلاق النيران علي السفن الحربية المصرية التي تؤمن باب المندب ورد السفن المصرية عليها بقوة مما جعل القوات البحرية الإيرانية تتراجع عن المنطقة. وعلي صعيد آخر وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية التحالفات والعداءات في الشرق الأوسط بأنها "معقدة وخطيرة علي نحو متزايد" وقالت إن العداء السعودي لروسيا يجعل مصر عالقة في المنتصف.. وأن رسالة بوتين الرئيس الروسي إلي مؤتمر القمة العربية بشرم الشيخ لم تكن علي ما يرام بالنسبة لجميع الحضور وعلي الأخص السعودية التي اتهمت الرئيس الروسي ب "النفاق". وقالت الصحيفة إن مصر والسعودية حليفتان مهمتان مشيرة إلي أنهما الآن شريكان في التدخل العسكري في اليمن.. مضيفة أن مصر أصبحت قريبة من موسكو وابتعدت عن واشنطن. ولعل هذا الوضع المتداخل في التحالفات والعداءات في الشرق الأوسط هو الذي جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يتصل بالرئيس عبدالفتاح السيسي ويعلن أنه فك الحصار عن طائرات "إف 16" الأمريكية وصواريخ "هاربون" ومعدات دبابات "إم.بي.إيه" التي جمدتها أمريكا لمصر بعد ثورة 30 يونيو!! الحوثيون المدعومون من إيران بقوة ومن ورائها روسيا لن يستطيعوا في ظل هذه الحرب العربية ضدهم أن يضمنوا لروسيا مكاناً متميزاً في الشرق الأوسط إذا هي تخلت عن هذه الشراكة الاستراتيجية التي عقدتها مع مصر. مصر هي الدولة الأهم في المنطقة ولا يمكن لها أن تتخلي عن تأييد الحرب السعودية العربية ضد الحوثيين وهي الآن شريك أساسي في هذه المعركة.. وعلي موسكو أن تدرك جيداً أن مصر يمكن أن تقوم بدور فعال في العلاقات الروسية العربية وفي مقدمتها السعودية. والآن.. هل فهمتهم لماذا تنازل باراك أوباما عن عناده وأفرج عن صفقة الأسلحة والمعونات التي تقدر ب 1.3 مليار دولار لمصر؟! هل فهمتم اللعبة السياسية والحرب الدائرة بين روسياوأمريكا في الشرق الأوسط؟!